إن طبوغرافية الأراضي التي تشغلها مياه البحار والمحيطات تتباين في مستوى العمق ودرجة الانحدار مما يمكن من التمييز بين المناطق الطبوغرافية المختلفة لقاع البحار والمحيطات، كما أن المجال السياسي والاقتصادي للدول الساحلية في المياه البحرية قد اتخذت من عمق المياه وبعدها عن الساحل معياراً لترسيم الحدود السياسية والاقتصادية. ولذلك يمكن تقسيم سطح الأرض الذي تشغله المياه البحرية أو تصل إليه إلى مناطق عدة يوضحها، وفيما يأتي توضيح لأبرز المناطق الطبوغرافية لقاع البحار والمحيطات والمناطق الموازية للمياه البحري:

- 1الشاطئ : Beach

الشاطئ هي جميع المناطق الممتدة خلف الأجراف البحرية ( Marine Cliffs) والتي تشرف على السواحل والمياه البحرية تعد منطقة الشاطئ جزءاً من الأرضي اليابسة المرتفعة عن مستوى سطح الساحل بشكل بارز، غير أن المياه البحرية يمكن أن تصل إلى منطقة الشاطئ في بعض المواسم الاستثنائية بفعل الأمواج البحرية الشديدة.

- 2الرصيف القاري  : Continental Shelf

تعد منطقة الرصيف أو الجرف القاري أول المناطق البحرية الموازية للمناطق الساحلية، إذ تنحدر من المنطقة الساحلية تجاه المياه البحرية لتنتهي بالمنحدر القاري، وعلى وفق القانون الدولي تتحدد حدود الرصيف القاري بالمياه البحرية الضحلة التي لا يزيد عمقها عن 180 متراً. يتباين الامتداد المساحي للأرصفة القارية مكانياً إذ يتراوح اتساعه بين 160 1260 كم وقد ينتفي الرصيف القاري في بعض السواحل كما الحال في الساحل الجنوب الشرقي لفلوريدا وكذلك في الساحل الشيلي. تشغل الأرصفة القارية مساحة تقدر بحدود 32.58 مليون كم لتمثل 9% من مساحة البحار والمحيطات.

إن الرصيف القاري يعد جزءاً من الأراضي اليابسة غير أنه قد غمر بالمياه البحرية خلال هذه الفترة من التأريخ الجيولوجي للأرض بسبب سيادة خصائص المناخ الدافئة وارتفاع مستوى سطح المياه البحرية. إن سطح القاع في الرصيف القاري يمتاز بالاستواء والانبساط إذ يبلغ المعدل العام لدرجة الانحدار بحدود متر/كم، كما تمتاز المياه التي يشغل الرصيف القاري بالضحالة النسبية للأعماق فغالباً ما تنتهي حدوده بعمق لا يزيد على 135 متر . إن استواء قاع الرصيف القاري وضحالة الأعماق ربما يرجع سببه إلى كثرة الرواسب (Sediments) المتراكمة على القاع والتي مصدرها الأساس مصبات الأنهار والتعرية المائية للمنطقة الساحلية إذ تستطيع الأمواج أن تحرك الرواسب وتنقلها تجاه قاع البحر بعمق يصل إلى حوالي 100 متر.

تعد منطقة الرصيف القاري من أهم المناطق البحرية وذلك بسبب قربه من اليابسة كما يشتمل على الحدود السياسية المائية للدول الشاطئية، كما أن الضحالة النسبية لأعماق المياه تسهل عمليات استثمار الموارد الطبيعية في القاع، وكذلك تشتمل المياه في الرصيف القاري على العديد من الكائنات المائية الحية التي يمكن استثمارها غذاءً للإنسان كالأسماك. إن الرصيف القاري يضم العديد من الأجزاء والمناطق البحرية الثانوية والتي من أهمها ما يأتي:

أ - الساحل  : Shore

هي المناطق الممتدة بموازاة مياه البحار والمحيطات لتمثل نطاق الاتصال بين المياه البحرية والأراضي اليابسة، إذ تمتد بين المياه البحرية والأجراف الصخرية المرتفعة المطلة على البحار والمحيطات، وتشغل المناطق الساحلية مساحة تقدر بحدود 0.18 مليون كم لتمثل 0.05% من المساحة الإجمالية للبحار والمحيطات تعد السواحل جزءاً من الأراضي اليابسة المرتفعة نسبياً عن مستوى سطح البحر إذ تصلها المياه البحرية خلال تيار المد والأمواج البحرية، ولذلك ليس من الضروري أن تغطي المياه البحرية المنطقة الساحلية في جميع الأوقات.

ب خط الساحل  Shore Line:

يقصد بخط الساحل نقطة التماس بين المياه البحرية والأراضي اليابسة وهو خط متغير بسبب تباين مناسيب المياه البحرية خلال ظاهرة المد والجزر مما يؤدي إلى تقدم المياه البحرية نحو المنطقة الساحلية خلال تيار المد والتراجع عنها خلال تيار الجزر.

ج- خط الأساس  : Base Line

إن خط الأساس هو آخر نقطة تصل إليها المياه البحرية في المنطقة الساحلية عند انسحاب المياه في أقصى جزر، ويمثل خط الأساس نقطة الصفر التي تحسب منها الحدود السياسية للمياه الإقليمية للدول الشاطئية.

د- المياه الإقليمية  :Territorial Waters

المياه الإقليمية هي جزء من المياه البحرية التي يشغلها الرصيف القاري، وتمتد من خط الأساس باتجاه المياه البحرية إلى غاية 12 ميل بحري ( بحدود 22 كم). تحدد المياه الإقليمية الحدود السياسية لملكية الدول الشاطئية وسيطرتها وسيادتها على المياه البحرية وعلى المجال الجوي الذي يعلو المياه الإقليمية فضلاً عن قاع البحر.

هـ - المنطقة الاقتصادية : Economic Area

المنطقة الاقتصادية هي جزء من المياه البحرية التي يشغلها الرصيف القاري وتمتد من خط الأساس باتجاه المياه البحرية إلى غاية 200 ميل بحري بحدود 370 كم)، وتحدد المنطقة الاقتصادية حق الدول الشاطئية في استكشاف الموارد الطبيعية الكامنة في قاع المحيط واستغلالها مع ضمان حقوق الدول الأخرى في الملاحة البحرية والجوية ضمن حدود المنطقة الاقتصادية.

- 3المنحدرالقاري  : Continental Slope

المنحدر القاري هو منطقة انتقالية بين الرصيف القاري وحوض المحيط وهو الحد الفاصل بين التكوينات الجيولوجية للقارات والتكوينات الجيولوجية للمحيطات، ويمثل المنحدر القاري البداية الحقيقية لمساحة المحيطات.

يمتد المنحدر القاري من نهاية الجرف القاري بعمق لا يزيد على 180 متراً وينحدر بزاوية كبيرة يبلغ معدلها 70 متر /كم ليصل إلى عمق معدله 1800 متراً، وتشغل المنحدرات القارية مساحة تقدر بحدود 39.82 مليون كم2 لتمثل 11% من المساحة الإجمالية للبحار والمحيطات إن الأجزاء الدنيا من المنحدر القاري تمتاز باعتدال انحدار السطح إذ ينخفض معدل درجة الانحدار إلى 9 متر/كم مما يميزها عن المنحدر القاري لذلك تسمى هذه المنطقة بالمرتفع القاري (Continental Rise) والتي تمثل منطقة الاتصال بالأحواض المحيطية.

4ـ حوض المحيط  : Ocean Basin

يقصد بحوض المحيط قاع المحيط الذي يمثل أعمق مناطق البحار والمحيطات، إذ يقدر معدل عمق المياه في الأحواض المحيطية بحدود 3700 متراً. إن الأحواض المحيطية تمثل الجزء الرئيس من مساحة البحار والمحيطات إذ تشغل مساحة تقدر بحدود 289.60 مليون كم لتمثل 80% المساحة من الإجمالية للبحار والمحيطات، وهي مساحة كبيرة جداً إذ تزيد على مساحة الجزء اليابس من الكرة الأرضية بحدود مرتين. يمتاز حوض المحيط بانبساط السطح إذ يبلغ المعدل العام لدرجة الانحدار بحدود 1 متر /كم ، كما يمتاز السطح بعدم التجانس إذ تضم الأحواض المحيطية مظاهر طبوغرافية ثانوية أهمها الجبال.

البحرية (Sea) Mounts التي يقدر معدل ارتفاعها بحدود 2000 متر فوق مستوى قاع البحار والمحيطات، وقد يزداد ارتفاع بعض المرتفعات ليظهر فوق سطح المياه البحرية على شكل جزر كما هي الحال في جزيرة أيسلندة في شمال المحيط الأطلسي، كما تضم الأحواض المحيطية خنادق بحرية عميقة  (Sea Trenches) قد تصل أعماقها إلى 11020 متراً كما هي الحال في جزيرة ماريانا (Mariana) في المحيط الهادئ.