المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24

معنى أوحى
2024-09-04
ما هي الحشرات التي تهاجم المواد الغذائية المخزونة والحبوب؟
19-4-2021
الحسين بن نوف الناعطي
19-7-2017
القرصعنة [شجرة ايوب]
11-4-2017
ملوحة البحار
12-7-2016
خطوات صياغة مسائل البرمجة الخطية
26-1-2022


العلمانية الجديدة وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)  
  
346   12:05 صباحاً   التاريخ: 2024-08-23
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : أسرار زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص37-41
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019 3287
التاريخ: 17-3-2016 3552
التاريخ: 2024-08-17 310
التاريخ: 20-3-2016 3504

إن البعض من مدعي العلمانية الجديدة يستنكر قضية السير إلى الإمام الحسين ( ع ) لأنه يسبب تعطيل وتجميد حياة الكثير من الناس والمواطنين حسب ادعائه ، وهذا البعض يرى أن الحضارة والتمدن هو القائم على طلبات البدن والمادة ، وأما ما يتصل بالروح فلا نصيب له في التحضر والتطور ، فتراه يستكثر أن تحصل عطلة مدتها أسبوعان لمهرجان روحي ، تتبدل فيه الأنماط الخلقية الروحية من الأنانية الذاتية إلى روح التكافل الاجتماعي وإيثار الإخاء والتعاون المثالي وذلك في زيارة أربعين الإمام الحسين ( ع ) ، بينما تعطل الدول الغربية قاطبة للأعياد المسيحية ورأس السنة الميلادية لنفس هذه المدة وأكثر فلا يستكثرها وهو قابع في أحضانهم ، مع أن تلك الأعياد عندهم قائمة على التوغل في الفحشاء وانهدام الأسرة ، فها هو الغرب يعاني من خطر يهدد حضارته المادية وهو الشيخوخة وقلة النسل ، المنذرة بانقراض تلك الشعوب وزحف المد البشري الإسلامي ووراثته لبلدان الغرب ، وهذا مؤشر استراتيجي لأن الحضارة لا يمكن أن تقوم على البدن والمادة وحدها ، بل لابد من استيفاء نصيب الروح فيها كذلك ، فإن الخلقة الإلهية قائمة على التركيب بين الطرفين .

ألا يرى هذا المنبهر بالمادة والقائل بأن النجاة هي بالطواف المركزي حول المادة ، ألا يرى أن الباري تعالى شرع موسم الحج لبيته الحرام ثلاثة أشهر من السنة ، وأن مراسم الحج لا تستغرق أكثر من أسبوعين لغالب من يحج من المسلمين ، بل جعل تعالى العمرة مندوبة في كل شهر من أشهر السنة ، وجعل بيته الحرام الكعبة مثابة للناس على طول السنة ، وذلك حفظاً للتوازن بين المادة الروح ، وبين الدنيا والآخرة ، بل إن عمارة المادة والدنيا لا قوام لها إلا بعمارة الآخرة ، كما أن طريق الآخرة يمر عبر الدنيا ، فهلاك الروح هلاك للمادة الذي يحرص عليها كل الحرص هذا البعض .

إن النشاط والعمل والجدية لا تنحصر ببرامج الدنيا والمادة ، فإن للروح برامج وعملًا ونشاطاً ، فهل توزيع الوقت على كلا الطرفين يعتبر كسلًا وعطلًا وفشلًا ؟ ألا يعلم هذا البعض أن أسباب الأزمة المالية التي يعاني منها الغرب والعالم عدة سنين حالياً ترجع أسبابها الخلفية إلى انعدام فلسفة الفضيلة في الاقتصاد الرأسمالي القائم على الشره والحرص والطمع اللا محدود ، والاستهلاك المادي المفرط بلا قناعة ، وانفجار الغرائز الحيوانية بشراسة ، الأمر الذي يبدو كأنه يروق لهذا البعض ، فيعتبر ذلك نجاة للأمة ، وأما نمو وازدهار الفضيلة الروحية عبر أسبوعين من مراسم ذكر الصالحين من البشرية فيراه هلاك للأمة ، نعم إنه هلاك ولكنه لعنف الشره الغريزي الحيواني إنه هلاك لشراسة الأخلاق المادية ، لكنه نجاة للفضيلة الروحية والتربية السامية ، ألا يرى كم تصرف الدول على التربية من الأوقات والأموال ، أفي ذلك هلاك ؟ ! نعم في ذلك هلاك للرذائل المزيلة لأمن المجتمع واستقراره ورقيه .

ألا يرى هذا كم تصرف الدول في جانب الثقافة ، من الأوقات والأموال ، أفي ذلك هلاك ؟ ! وكم ينعجن ثقافياً من يتردد على مجالس الوعظ والخطابة ، ألا يرى كم تصرف الدول في جانب التربية التعبوية العسكرية والأمنية لمجتمعاتها ، كي تزيد من تنصيب القوة الروحية الدفاعية لها ، وكم يتعبأ روحياً وحماسة الذي يشترك في مجالس العزاء على قادة الفضيلة والصلاح من أئمة أهل البيت عليهم السلام فتزيد من صموده وثباته وشجاعته وإعداده الروحي للمقاومة ، ألم تنتصر المقاومة من أتباع أهل البيت عليهم السلام الإسلامية في جنوب لبنان على الأسطورة الإسرائيلية التي هزمت جيوش كل أنظمة العرب طيلة خمسين عاماً ؟ وذلك بفضل كل من الإعداد الروحي المقام والإعداد العسكري الآلي ، والإعداد الروحي ألم يكن ذلك بشعار ( يا حسين ) ( يا أبا الفضل العباس ) فلماذا يتعامى هذا البعض عن كل هذه البركات لشعائر ومراسم العزاء ؟

ألم تبق هذه الشعائر في مقاومة ومواجهة البعث وصدام حتى أطاحت به ؟ ألم ير هذا البعض أن قوة روح شعب العراق في مواجهة الإرهاب والتكفيريين إنما هي ببركات المشاركات في هذه الشعائر ، فلماذا يريد أن يخسر الشعب كل هذه القوة والعظمة والمجد ؟ ولماذا يغيضه قوة الأمة الإيمانية وها هي تنتشر في أرجاء الأرض ناشرة بذلك ما يسعد البشر من روح السلم والتآخي والمودة والألفة .

ثم ألا يرى إلى القرآن الكريم كم يمتدح البكاء والحزن ويذم الفرح والبطر ، فإن الحالة الأولى كفيلة بردع غرائز الإنسان عن الطغيان والعتو فيأمن المجتمع من الفراعنة والطواغيت ، بينما الحالة الثانية تولد في المجتمع الأنانية والذاتية والطغيان ، فإن الإنسان يحتاج إلى دوام التذكير والوعظ كي لا يفشو التكالب والتقاتل على الأموال ، وعلى القدرة ، بل أن البكاء والحزن يبث روح المسؤولية والخدمة للآخرين فيا أبيها البعض لا تغتض من هلاك الرذيلة وهلاك الضعف الروحي في الأمة .

ولا تغتض من نجاة الفضيلة وأسباب القوة وازدهار الحضارة .

والغريب من هذا البعض الذي يتخوف على المتدينين والمقيمي العزاء لأهل البيت عليهم السلام يخاف عليهم ردة الفعل والتحلل من ثوابت الدين مع أن هذا البعض وجملة من رفقائه في فكره قد تبنوا العلمانية الجديدة ( الحداثويات ) طولًا وعرضاً حتى تملص كثير منهم من الثوابت القرآنية .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.