أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2023
1422
التاريخ: 2023-11-28
1177
التاريخ: 21-10-2015
3205
التاريخ: 7-8-2017
2709
|
لابد لنا من توضيح المقصود من الشائعات قبل تمييز الدعاية الانتخابية عنها، فقد عرف الإنسان ومنذ وقت طويل وبعيد الإشاعة ولاسيما في المجال العسكري؛ وذلك لرفع معنويات الجنود وبث الرعب والهزيمة في صفوف العدو، ولا يمكن تصور مجتمع من المجتمعات البشرية خال من الشائعات لأنها تعدّ من الظواهر الاجتماعية المرافقة للتجمعات البشرية (1)، وتعرف الإشاعة بإنّها خبر يحمل في طياته أهمية ويتناقله الناس شفاها وعن طريق الافواه وقادر على ايجاد رأي عام وهز المجتمع (3) ، كما يمكن تعريف الإشاعة بإنّها فكرة خاصة يعمل رجل الدعاية على ان يؤمن ويعتقد بها الناس، كما يحرص على يتناقلها الأفراد فيما بينهم حتى تذيع وتنتشر في المجتمع، والإشاعة يجب ان تكون غير مبالغ بها وهي وسيلة مؤثرة من وسائل الدعاية(3)، والإشاعة على انواع منها ما يعرف بالدعاية البيضاء، وهي التي يكون بثها ونشرها من قبل الجهات والمؤسسات المخولة بذلك، وكذلك هناك الدعاية الرمادية، وهي التي لا يعرف ويميز مصدرها، وهناك ايضا الدعاية السوداء، وهي تنشر وتنبثق من مصادر غير حقيقية أو مجهولة(4)، وتستخدم الإشاعة في فترة الانتخابات بهدف التقليل من دعاية المرشح المنافس، وبث وتزييف الاخبار الكاذبة ضده مما يقلل فرص فوز المرشح أو الحزب السياسي ويثير الشكوك حول ما يطرح من برامج انتخابية وافكار ورؤى والان نحاول تمييز الشائعة عن الدعاية الانتخابية على النحو الآتي:
(أ) أوجه الشبه بين الإشاعة والدعاية الانتخابية:
1- ان الإشاعة تقترب من الحملة الانتخابية عندما يعتمد كل منهما الوعود الكاذبة والاخبار الزائفة بهدف الكسب السياسي وكسب المزيد من الاصوات الانتخابية في يوم الاقتراع ولذلك تحرص التشريعات الانتخابية على متابعة الدعاية الانتخابية للمرشحين أو الأحزاب السياسية من خلال وضع ضوابط للدعاية الانتخابية يجب على الجميع التقيد بها، وذلك لما لها من اثر في النظام العام والآداب، وكذلك تعمل الدول على محاربة الإشاعة والتصدي لها وذلك لما لها من اثر خطير في النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية ولاسيما تلك الإشاعة التي تستفيد من وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المتطورة.
2- إن الإشاعة القائمة على الخداع والدعاية الانتخابية المخالفة للضوابط التي تعتمد الكذب، والغش والتزوير والرشوة الانتخابية كلاهما وسيلة وممارسة اعلامية مخالفة للقانون، وغير مشروعة.
(ب) أوجه الاختلاف بين الإشاعة والدعاية الانتخابية:
1- إنَّ الإشاعة تهدف إلى تشويه سمعة المرشح أو الحزب السياسي ولاسيما اذا استخدمت من قبل وسائل الاعلام التي في الغالب ما تتحول إلى منصات ومنبر لبث الاشاعات والتشويش على العملية الانتخابية ومجرياتها في البلاد، مستخدمة في سبيل ذلك التدليس والغش وتحريف الحقائق وتحريك العواطف(5)، مما يسهل خداع الشعب بالمظهر الكاذب للخير، فيسعى إلى حتفه بقدميه(6)، مالم يترك العاطفة ويدعم العقل ويعتمد التحليل الموضوعي لما يسمع أو يرى، عكس الدعاية الانتخابية التي تلتزم بالتشريعات الانتخابية في الدول الديمقراطية، كما توجد جهات تتولى مراقبة مدى التزام المرشحين والأحزاب السياسية بالأحكام القانونية والأنظمة التي تقوم بتنظيم الدعاية الانتخابية، وتحاسب وتعاقب كل من يتجاوز هذه الأحكام والضوابط.
2- إن للدعاية الانتخابية مدة زمنية محددة يجب التقيد بها منصوص عليها في التشريع الانتخابي لكل بلد وكذلك في الأنظمة والتعليمات المعنية بالشأن الانتخابي، أما الإشاعة فهي ليس لها وقت محدد ومعلوم ويمكن ان تتم قبل وبعد واثناء الانتخابات، وكما مر علينا اثناء البحث.
___________
1- د. رفيق السكري، الرأي العام، بين القوة الناعمة والقوة الخشنة ط1 الناشر المؤسسة الحديثة للكتاب بيروت 2012 ، ص303.
2- د. صلاح عبد الرزاق، مقدمة في العلاقات العامة والاعلام الاسلامي ط 1 الناشر منتدى المعارف، لبنان، 2010م ، ص 152.
3- د. محمد عبد القادر حاتم الاعلام والدعاية نظريات وتجارب بدون طبعة الناشر مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1972 ، ص 179 – ص 181.
4- محمد فتحي أمين، قاموس المصطلحات العسكرية، ط 2 ، بدون ناشر ،العراق، 1983م، ص 212.
5- د. عدي البديري، العنف الانتخابي، ط1، الناشر مكتبة زين الحقوقية، بيروت، لبنان، 2017م ، ص 91.
6- د. عبد الجبار الربيعي، خلاصة المطارحات الميكا فيلية، ط1، الناشر دار المأمون، بغداد، 2014 م، ص 61.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|