أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-29
933
التاريخ: 2024-10-21
231
التاريخ: 2024-02-04
1005
التاريخ: 2024-08-06
408
|
يدل على ما بقي لنا من نقوش وآثار في معبد «رعمسيس الثاني» الذي أقامه بالعرابة على أنه كان على جانب عظيم من الروعة والفخار، وأنه أقامه ليناهض به معبد والده «سيتي الأول» الذي رفع بنيانه في هذه البقعة المقدسة لوالده «أوزير»، ولعبادته هو بوصفه إلهًا، وعلى الرغم من صغر حجم معبد «رعمسيس» بالنسبة لمعبد والده، فإنه مبنى عظيم تبلغ مساحته حوالي ثلاث وعشرين ومائتي قدم، وعرضه خمس وعشرون ومائة قدم، والواقع أن المعبد الآن في حالة سيئة من التخريب والتدمير، والبقايا الضئيلة التي بقيت لنا حتى الآن تدلنا على أنه كان يحتوي على دهليز محلًّى بالأعمدة الأوزيرية الشكل، وعلى قاعتين ومحراب، وخلف هذه حجرات أخرى مختلفة، وما بقي قائمًا من جدران هذا المبنى لا يزيد ارتفاعه على خمس أو ست أقدام، وإذا حكمنا — من بقايا النقوش والمباني التي نشاهدها على الجدران — على مكانة هذا المعبد، فلا يسعنا إلا الاعتراف بأنه كان على جانب عظيم من الفخامة، ودقة الصنع والجمال مما لا يضارعه فيه مبنى آخر من المباني التي تركها لنا «رعمسيس الثاني»، إذ لم يستعمل في إقامته الحجر الجيري الأبيض فحسب، بل كذلك الجرانيت الأحمر، والجرانيت الأسود، فقد استُعملت لصنع الأبواب كما استعمل للعمد الحجر الرملي، والمرمر لقدس الأقداس، هذا إلى أن ألوان الجدران التي لا تزال ساطعة في الحجرات الخلفية بما فيها من نقش دقيق بارز يذكرنا بالنقوش التي زين بها «سيتي الأول» معبده في هذه الجهة أيضًا؛ مما يدل على أن هذا المعبد قد بدأ «رعمسيس» في إقامته في عهد اشتراكه مع والده في الحكم. والنقوش التي على الجدار الأمامي تمثل سلسلة من الأقوام الأسرى، أما التي على الجنوب فتمثل مناظر من الحروب التي شنها هذا الفرعون على بلاد «خيتا»، ولما كانت الجدران قد هُدمت، ولم يبقَ قائمًا منها إلا أجزاء ضئيلة فلم يبقَ عليها إلا نتف صغيرة من المتون، منها جزء من الملحمة المشهورة التي دوَّنها «رعمسيس» عن حروبه مع «خيتا»، وعلى الجدران في الداخل نشاهد موكبًا طويلًا، وقائمة بأسماء المدن التي تقدم القرابين، وكذلك نشاهد قاعدة قائمة الملوك التي دوَّنها «رعمسيس» كما فعل والده على معبده في العرابة أيضًا، والأحجار التي في المتحف البريطاني من هذه القائمة مثل عليها منظر «رعمسيس الثاني» يقدم قربانًا لعدة آلهة حكموا مصر قبله، وقد حذا حذو والده «سيتي» في إغفال ذكر أسماء الملوك التالية: «حتشبسوت» و«إخناتون» و«توت عنخ آمون» و«آي» من بين الملوك الشرعيين (1)، وقد اشتراها المتحف البريطاني من القنصل الفرنسي في مصر. هذا إلى جزء من قصيدة تمجيد إله الشمس، ويشاهد كذلك عدة حجرات وكوَّات مهداة لآلهة مختلفين، ولكن على الرغم من ضياع معظم معالم هذا المعبد الفخم، فإن القدر قد حفظ لنا متن الإهداء الذي دونه «رعمسيس الثاني»، وهو يقدم لنا صورة رائعة عن وصف هذا المعبد، وهي تتفق في كثير مع ما بقي من آثاره، وهذا النقش قد دوِّن على الجدار الجنوبي الخارجي (2). وهاك النص فاستمع لما جاء فيه:
تأمل إن جلالته — له الحياة والفلاح والصحة — كان «الابن الذي يحبه» حامي والده، «وننفز»، بإقامة معبد جميل فاخر له ثابت إلى الأبد من حجر «عيان» الجيري الأبيض له بوابة مزدوجة ممتازة الصنع، ومداخله من الجرانيت، وأبوابها من النحاس المغشى بالصور المصنوعة من السام الحقيقي، وعرشه من المرمر، مقام على جرانيت، وهو عرشه الأزلي، وقاعة مسخنت (الولادة) لتاسوعه المقدس، ووالده المبجل هو الذي يسكن فيه، و«رع» عندما رُفع إلى السماء، وصورته الحامية مستقرة بجانب من سواه مثل «حور» على عرش والده. وقد رصد له قربات يومية في بداية الفصول مقدَّمة لروحه كل الأعياد في مواقيتها، وقد ملأها بكل شيء حتى أصبحت مفعمة بالطعام والرزق من فحول، وعجول، وثيران، وأوز، وخبز، ونبيذ، وفاكهة. وكانت مكتظة بالعبيد الفلاحين، وضوعفت حقولها، وجعلت قطعانها عديدة، ومخازن الغلال قد ملئت حتى فاضت، وأكوام الحبوب ناهضت السماء في ارتفاعها … لمخزن القربان المقدس من أسرى سيفه المظفر. وكانت خزانته مليئة بكل حجر غالٍ، وفضة وذهب في هيئة ركائز، والمخازن كانت مليئة بكل شيء من جزية الممالك كلها، وقد غرس عدة حدائق زرعت فيها كل أنواع الشجر، وكل الأخشاب الحلوة والعطرة، وهي من نباتات «بنت»، وقد أقامه له ابن «رع» رب التيجان «رعمسيس مري آمون» محبوب «أوزير» أول أهل الغرب، والإله العظيم رب «العرابة».
وكذلك وجدنا الإهداءات التالية على أبواب المعبد (3):
لقد أقامه بمثابة أثره لوالده «أوزير» في بيت «رعمسيس مري آمون» صاحب «العرابة»، فصنع له مدخلًا من الجرانيت الأسود، ومصراعين مغشيين بالنحاس، ومطليين بالسام، وهو الذي قد عمله له ابنه «رعمسيس الثاني»، وهذان المصراعان قيل عنهما في نقش على قاعدة نفس هذا الباب إنهما صُنعا من السام، واسم الباب هنا «مدخل وسر ماعت رع ستبن رع» ملك الأبدية، يعيش الإله رب الأرضين «رعمسيس الثاني»، لقد أقامه بمثابة أثره لوالده «آمون أوزير» رب العرابة، فصنع له مدخلًا عظيمًا من الجرانيت الوردي، ومصراعاه من البرنز المطروق، وسمي مدخل «رعمسيس وسر ماعت رع ستبن رع» رافع الآثار في العرابة. وهذه الأوصاف إذا وازناها بما تبقى من آثار هذا المعبد وجدنا أن «رعمسيس الثاني» كان غير مسرف في أوصافه التي قدمها لنا عن هذا المعبد على الأقل في أنواع الأحجار التي أقيم منها، وبخاصة عندما نقرأ الإهداء الذي تركه لنا على حجرة المحراب المصنوعة من المرمر، والتي لا تزال لدينا منها خمس قطع من هذا الحجر الثمين، فاستمع لما يقوله:
لقد أقامه بمثابة أثره لوالده «أوزير»، فصنع له مقعدًا عظيمًا من المرمر الخالص (4) …
..........................................
1- راجع: Budge Guide to Sculptures p. 163 (No. 592 (117).
2- راجع: Mariette Abydos II pl. 3 (ef Ibid) 11 & 139; Mariette Voyage dans La Haute Egypte 1 p. 29.
3- راجع: Brugsch. Recueil de Monuments I, pl. XII.
4- راجع: Br. A. R. III § 529.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|