أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-31
559
التاريخ: 2024-11-19
246
التاريخ: 2023-09-10
1078
التاريخ: 2024-08-07
438
|
فائدة رقم (20):
في عيون الأخبار عن الرضا (عليه السلام) بعد الاحتجاج على سليمان المروزيّ في أنّ الإرادة حادثة وانّها ليست عين ذاته تعالى.
يقول الرضا (عليه السلام) يا سليمان هل يعلم انّ إنسانًا يكون ولا يريدان يخلق إنسانًا أبدا وانّ إنسانًا يموت اليوم ولا يريد ان يموت اليوم؟ قال سليمان: نعم. قال الرضا (عليه السلام) فيعلم انّه يكون ما يريد أن يكون أو يعلم انّه يكون ما لا يريد أن يكون قال: يعلم انّهما يكونان جميعا قال الرضا (عليه السلام) إذا يعلم انّ إنسانًا حي ميت قائم قاعد أعمى بصير في حالة واحدة وهذا هو المحال. قال: جعلت فداك فإنّه يعلم انّه يكون أحدهما دون الأخر قال: لا بأس فأيّهما يكون الذي أراد ان يكون أو الذي لم يرد أن يكون. قال سليمان: الذي أراد ان يكون فضحك الرضا (عليه السلام) والمأمون وأهل المقالات... الحديث (1).
أقول: هذه العبارة تحتمل وجهين:
أحدهما: ان يكون غلطًا من سليمان وتحيّرًا منه في الأجوبة فإنّ هذا الحديث يتضمن كثيرًا منه من هذا القبيل مع انّه كان متكلّم خراسان وأحضره المأمون طمعًا في أن يقطع الرضا (عليه السلام) في الاحتجاج ويظهر جهله وعجزه فظهر من سليمان ما هو عجيب من الجهل والعجز والتحيّر والرجوع عن مذاهبه والتمسّك بأشياء ضعيفة واهية وله وجهان:
أحدهما: هيبة الإمام (عليه السلام) وذلك من كراماتهم ومعجزاتهم كما اتّفق لهشام بن الحكم مع الصادق (عليه السلام) رواه الكشي وغيره.
وثانيهما: ما أشار إليه الأئمة (عليهم السلام) من قولهم: ما قام حق قط بإزاء باطل إلا غلب الحق الباطل، وذلك قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ} وعنهم (عليهم السلام) في قوله تعالى: {إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا..} نحو ذلك وانّ النصرة في الدنيا بالحجّة على الخصوم وعلى هذا يكون الرضا (عليه السلام) سأله هل يتعلّق العلم بإيجاد شيء ولا تتعلّق الإرادة بإيجاده أصلاً فقال سليمان: نعم. وهذا غلط من سليمان فيتعيّن من الامام (عليه السلام) بيان هذا الغلط له وللحاضرين ولا قصور فيه كما قد ظن فإنّ إظهار غلط الخصم المبطل لا ينافي الحكمة بوجه بل هو من مقتضاها.
وقوله (عليه السلام): فإنّه يكون ما يريد... إلخ أي هل يتعلّق العلم بوجود ما تعلّقت الإرادة بوجوده أو بغيره فأجاب سليمان: بأنّ العلم يتعلّق بوجود القسمين معًا وظاهر هذا انّه غلط من سليمان وتحيّر فلهذا الزمه الرضا (عليه السلام) بجواز تعلّق العلم باجتماع النقيضين وهو محال فرجع سليمان عنه وهو انّه يكون أحدهما وهو ما تعلّقت به الإرادة خاصّة فضحك الحاضرون من غلطه ورجوعه وتحيّره.
والثاني: أن يكون المراد بالسؤال الأول هنا هل يتعلق العلم في الحال بما لا تتعلق الإرادة به في الحال بل في الاستقبال فيكون المراد بقوله: (ولا يريد أن يخلق إنسانا أبدا) أي في هذا الوقت وفي مدة طويلة بعده لا دائما فيكون التأبيد بمعنى الزمان الطويل كما قالوه في تأويل ما احتج به اليهود من الرواية التي نسبوها الى موسى (عليه السلام) تمسكّوا بالسبت أبدًا.
واحتجّوا بما ورد في التوراة من إطلاق التأبيد على ذلك في استخدام العبد أو بمعنى آخر على وجه المجاز ومن القرائن على ذلك قوله: (ولا يريد ان يموت اليوم) فإنّ ظاهره انّه يريد أن يموت في وقت آخر فيكون جواب سليمان صحيحا ويكون غرض الامام (عليه السلام) والله أعلم أن يقرّره بأن العلم يتعلّق قبل تعلّق الإرادة فتكون الإرادة غير العلم وتكون من صفات الفعل لا من صفات الذات وعلى هذا فجواب سليمان الثاني غلط ويكون السؤال الثاني لأجل إثبات انّ الإرادة من صفات الفعل من حيث انّ العلم يتعلّق بوجود الشيء الذي تتعلّق الإرادة به لا بغير ما يتعلّق بوجوده.
وهكذا كان ينبغي أن يكون جواب سليمان فلمّا صرّح بتعلقّه بالقسمين الزمه ما لزمه ولا يجوز حمل السؤال على انّه عام في أفعال الله وأفعال العباد والّا لكان إلزام الإمام له غير لازم مع انّ العموم بعيد جدًا عن السؤال بل لا وجه له والله أعلم.
__________________
(1) عيون الأخبار ج 1 ص 189.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|