المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8872 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام علي (عليه السلام) في سورة الفاتحة  
  
221   02:10 صباحاً   التاريخ: 2024-06-12
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص208-209
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ )[1].

روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب : أنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت يعسوب المؤمنين "[2].

وروى باسناده عن مسلم بن حنان عن أبي بريدة في قول الله ( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) قال : " صراط محمّد وآله "[3].

وروى باسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى : ( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) قال : " يقول : قولوا معاشر العباد : اهدنا إلى حب النبي وأهل بيته "[4].

وروى باسناده عن جابر بن عبد الله قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إن الله جعل علياً وزوجته وأبناءه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمتي ، من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم "[5].

قال السيد شهاب الدين أحمد : " مما قال أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السّلام على المنبر . . . أنا النبأ العظيم ، أنا الصراط المستقيم "[6].

روى الحاكم الحسكاني باسناده عن حذيفة قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إن تولوا علياً - ولن تفعلوا - تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق "[7].

وروى باسناده عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم ، عن أبيه في قول الله تعالى : ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) قال : " النبي ومن معه وعلي بن أبي طالب وشيعته "[8].

قال سبط ابن الجوزي : قال ابن عباس : " وقد سئل أمير المؤمنين علي عليه السّلام عن الفاتحة ، قال عليه السّلام : نزلت من كنز تحت العرش ، ولو ثنيت لي الوسادة لذكرت في فضلها حمل بعير ذكر ، وليس في القرآن آية إلا وأنا أعلم متى وفي أيّ شئ نزلت "[9].

وروى علي بن إبراهيم باسناده عن حماد عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله ( الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) قال هو أمير المؤمنين عليه السّلام ومعرفته والدليل على انّه أمير المؤمنين ، قوله : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ )[10]، وهو أمير المؤمنين عليه السّلام في أم الكتاب وفي قوله الصراط المستقيم "[11].

 

[1] سورة الفاتحة 6 - 7 .

[2] شواهد التنزيل ج 1 ص 58 .

[3] شواهد التنزيل ج 1 ص 58 .

[4] شواهد التنزيل ج 1 ص 58 .

[5] شواهد التنزيل ج 1 ص 58 .

[6] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 261 .

[7] شواهد التنزيل ص 65 رقم / 102 ص 66 رقم / 105 .

[8] شواهد التنزيل ص 65 رقم / 102 ص 66 رقم / 105 .

[9] تذكرة الخواص ص 168 .

[10] سورة الزخرف : 4 .

[11] تفسير القمّي ج 1 ص 28 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.