سلالات نحل العسل المستأنس

Races of Honybee

لدراسة سلالات نحل العسل المستأنس Apis mellifera المهمة فقد تم تقسيمها حسب توزعها الجغرافي. وقد صُنفت في ثلاث مجموعات أساسية هي:

1- مجموعة السلالات الإيرانية والبحر الأبيض المتوسط.

2 - مجموعة السلالات لغرب البحر الأبيض المتوسط.

3- مجموعة السلالات الإفريقية.

أولا - مجموعة السلالات الإيرانية والبحر الأبيض المتوسط:

1- النحل القوقازي A. mellifera caucasica Gorbatschew :

يُسمى أيضاً بنحل الجبال الرمادي، ويكون اللون الغالب للعاملات هو الأصفر القاتم نوعاً ما، أما لون الذكور فهي سوداء. يتميز النحل القوقازي بطول الجناح الأمامي بمقدار (9,30) ملم، وطول اللسان ما بين (6,80-7,10) ملم حيث يملك A. m. caucasica اللسان الأطول بين سلالات النحل. ويكون الدليل الزندي منخفضاً (17-1,8).

يفضل النحالون في العالم النحل القوقازي بفضل هدوئه بشكل خاص، وثباته على الأقراص وميوله الضعيف للتطريد وإنتاجيته العالية لكن يؤخذ عليه أنه لا يتحمل برد الشتاء واستخدامه الغريب للبروبوليس Propolis فهو يطلي كافة الإطارات بالبروبوليس، وفي الشتاء يسد باب الخلية ولا يترك إلا فتحة صغيرة، كما أنه يُبدي ميولاً إلى السرقة والانحراف أشد مما هو في السلالات المتواجدة في أوروبا الوسطى (1968 Ruttner). يبدأ A. m. caucasica بتربية الحضنة بشكل كبير في الربيع ولكن لا تصل الطائفة إلى قمة تطورها إلا في الفترة الحارة من الصيف (1953 ,Lundauer).

2- النحل القبرصي A. mellifera cypria Pollmann :

هو عبارة عن سلالة معزولة تتميز بإنتاجيتها الضعيفة وشراستها. يتميز بحجمه الصغير نسبياً وباللون الأصفر المائل للاحمرار (جزري) في ترجات البطن وكذلك الأسترنة Scutellum ، وتكون الذكور ذات ألوان قاتمة. طول الجناح (8,86) ملم، والدليل الزندي مرتفع ويساوي (2,50)، ويعتبر اللسان طويلاً نسبياً (6,38) ملم (1955 ,Carlislis).

من صفات النحل القبرصي A. m. cypria أنه يتحمل الشتاء الطويل والقاسي ويربي كثيراً من الحضنة ولا يميل نسبياً إلى التطريد، ولكن عندما يحدث ذلك تقوم الطائفة بتربية عدد كبير وشاذ من بيوت الملكات يصل حتى (500) بيت ملكي (1960 ,Alber)، وتظهر في حالة اليتم العاملات الواضعات يشكل سريع.

3- النحل السوري A. mellifera syriaca Buttel - Repeen:

يستوطن النحل السوري على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، سورية ولبنان وفلسطين وجنوب شرق الأناضول Adana – hersin.

يتميز النحل السوري بطول جناح قدره (8,60) ملم ويكون الجناح أكثر عرضاً مع طوله نسبيا. وطول لسانه (6,15) ملم. ويُعتبر نسيباً للنحل القبرصي ويملك شراسته وصغر حجمه ولونه الأصفر ولكنه يختلف عنه وعن النحل الأرميني A. m. remipes بالدليل الزندي الأكثر انخفاضا (2,0-2.2) (1940 Carlisle. 1955 Werthein). يملك النحل السوري A. m. syriaca صفات مشابهة للنحل القبرصي A.m. syriaca من ناحية سلوك الشراسة وضعف الإنتاجية.

يعتبر النحالون في سورية أن النحل السوري يضم ثلاثة أشكال هي:

1- النحل القمري: يبني أقراصاً دائرية في الخلية البلدية، تكون موازية لمستوى مدخل الخلية. يتميز بلونه الأصفر وهدوئه النسبي لذلك يسمى أيضا النحل الغنامي (متوسط طول اللسان (5,72) ملم وطول الجناح (8,64) ملم (العابد 2006).

2- النحل السيافي: يبني أقراصاً متطاولة كالسيوف في الخلية البلدية وتكون متعامدة على مستوى مدخل الخلية. يتميز بلونه الرمادي المصفر وشراسته وهجومه، لذلك يسمى أيضاً النحل الحربي. متوسط طول اللسان (5,68) ملم وطول الجناح (6,19) ملم (العابد، 2006).

3- النحل الخنجري: يبني أقراصاً عريضة مائلة مع مستوى المدخل في الخلية البلدية. يتميز بلونه الرمادي الفاتح وشراسته المتوسطة بين الشكلين السابقين. متوسط طول اللسان (5,59) ملم وطول الجناح (8,36) ملم (العابد، 2006).

إن أسلوب بناء الأقراص في أشكال النحل السوري تظهر فقط في الخلايا البلدية وتختفي عندما تتم التربية في الخلايا الحديثة ذات الإطارات.

شكل يبين انتشار سلالات Apis mellifera في العالم

4- النحل الأرميني A. mellifera remipes Gerstacker:

يُصنف داخل هذه السلالة النحل الإيراني والأناضولي، وحسب، Boden heimer عام 1941 فان هذا النحل ذو حجم متوسط وطول الجناح (9.10) ملم، وطول اللسان (6,50) ملم وتكون الترجات البطنية الاثنتان أو الثلاث الأولى وكذلك على الأغلب الاسترنات Scutellum ذات لون أصفر، أما في الذكور فهي رمادية صفراء. والدليل الزندي (2,20-3,00) وبالتالي يكون أعلى مما هو في السلالات الأخرى في الشرق الأوسط (1935 Alpatov).

حتى الآن لم يُقتن A. m. remipes إلا نادراً خارج منطقته. Alpatov فإن هذه السلالة تظهر ميولاً للسرقة، وتشكل عند التطريد عدداً من البيوت الملكية غير الطبيعية. وفي حالة اليتم، كما في السلالات الشرقية والأفريقية الأخرى، تظهر بسرعة كبيرة العاملات الواضعات.

5- النحل الكارينولي A. mellifera carmica Pollmann:

سميت هذه السلالة بالنحل الكارينولي نسبة إلى منطقة كارينول Carniol الموزعة بين النمسا وايطاليا ويوغسلافيا السابقة وتمتد على مساحة واسعة جداً من جبال الألب الجنوبية وفي منطقة الدانوب حتى البحر الأسود، كما انتشر شمالاً حتى جنوب روسيا، وجنوباً حتى اليونان وتتميز الأشكال في هذا الجزء بأنها الأصغر حجماً.

يُشكل نحل A.m. carnica مع النحل الفرنسي أو الألماني A. m. mellifera السلالة الأكثر ضخامة، حيث إن طول الجناح يتراوح ما بين (9,38-9.13) ملم مع طول نسبي للسان يتراوح ما بين (6.4-6,8) ملم. لون هذا النحل قاتم بشكل عام مع وجود شرائط أقل قتامة على الترجة البطنية الأولى والثالثة في العاملات، أما في الذكور تكون الشرائط الوبرية عريضة وسميكة وبلون رمادي غامق. الدليل الزندي يكون مرتفعاً (3,2-2,3). وبشكل عام فان مظهره العام وتلوينه وطول اللسان يشبه النحل القوقازي

تتميز طوائف هذا النحل بالهدوء وكذلك باضطراب قوة الطائفة وتذبذبها تبعاً لفصول السنة، وهي تنشط بشكل خاص وجيد في حالة فصل جني العسل المبكر. يكون تطور الطائفة سريعاً جداً في الربيع مع ميل للتطريد على الأغلب، وتشكل الطائفة عند التشتية عنقوداً صغيراً نسبياً. وكصفة أساسية في هذه السلالة إن أمراض الحضنة تظهر نادراً في طوائفها (1952 Adam) وتعزى هذه الظاهرة إلى غريزة التنظيف المتطورة جداً في هذه السلالة. يستخدم النحل الكارينولي مادة البروبوليس بشكل قليل، وله ميول ضعيفة لسرقة الطوائف، ولا ينحرف عن خلاياه إلا نادراً بشكل أقل مقارنة مع السلالات الأوروبية الأخرى. وقد اعتبرت هذه السلالة كسلالة جماعة ولهذا فقد انتشرت في أوروبا الوسطى بشكل خاص.

6- النحل الإيطالي A. mellifera ligustica Spinola:

إن هذا النحل قريب جداً من النحل الكارينولي وذلك بتعريق أعصاب الجناح وصفة الأوبار للعاملات، بحيث إنه من الصعب تمييزهما، فهما سلالتان قريبتان جدا من بعضهما. ويتمثل الفرق بينهما في عرض الشرائط الصفراء للترجات البطنية الأولى والثالثة وأحياناً في اللون الأصفر للاسترنة Scutellum. تملك الذكور أيضاً شرائط صفراء على البطن على العكس مما في النحل الكارينولي وتلون الأوبار الصدرية أيضاً بالأصفر (1948 Gotze) . ويكون جسم النحل أصغر مما في النحل الكارينولي طول الجناح (9,15) ملم وطول اللسان (6,60 - 6,80) ملم والدليل الزندي (2,80-2,20) (1940 ,Goetze) .

إن هذا التشابه بين النحل الإيطالي A.m. ligustica والنحل الكارينولي A. m. carnica. يبدو مورفولوجيا أكثر من كونه بيولوجيا وسلوكيا، كالتأقلم البيئي للمناخ الحار، فيلاحظ بشكل واضح أن طوائف النحل الإيطالي تكون قوية خلال الشتاء، إضافة إلى أنها تبدأ بتربية الحضنة مبكراً جداً لكن تطور حجم الطائفة لا يكون سريعاً جداً. إن غريزة الميول للتطريد ضعيفة إلا أن ميوله نحو سرقة الطوائف الأخرى وانحرافه عن خلاياه شديدة. أما ما يخص هدوءه التصاقه بالإطارات أثناء الفحص إضافة لاستخدامه للبروبوليس فهو كما عند النحل الكارينولي.

يُعتبر النحل الايطالي A.m. ligustica الأكثر اقتناء من قبل مربي النحل وخاصة في المناطق الحارة، وذلك يعود إلى قدرته القوية في إنتاج الحضنة وميوله القليلة للتطريد فهو بذلك يُكوّن طوائف قوية جداً والتي لا تحتاج إلا إلى مراقبة قليلة تسبياً.

ثانياً - مجموعة نحل البحر الأبيض المتوسط الأوروبية

1- النحل البني لأوروبا الغربية A. mellifera mellifera linné:

يسمى أيضاً بالنحل الفرنسي والبريطاني والهولندي والألماني. ويبدو أنه أشد قرباً من السلالات الإفريقية منه من سلالات مجموعة شرق البحر الأبيض المتوسط.

يتميز هذا النحل بحجمه الضخم وبطنه العريض نسبياً مع السلالات الأخرى. طول الجناح (9,31-9,20) ملم وطول اللسان (6,3-5,7) ملم (1929,Alpatov) و (1955 ,Carlis) الدليل الزندي منخفض (1,5-1,9). اللون الغالب هو اللون القاتم وبشكل عام يكون شديد التجانس على كافة الجسم. وتلاحظ شرائط أقل شدة في اللون على مناطق صغيرة على حافة الترجة البطنية الأولى، وتكون الأوبار مبعثرة.

تتميز هذه السلالة سلوكيا بهيجان كبير، كما عند جميع السلالات البنية. فعند نزع إطار من الخلية فالنحل لا يبقى هادئا ويلجأ بسرعة نحو الأسفل ويتكوم على شكل عقد في الزوايا. أما شراسته فلا تكون على وتيرة واحدة في كل المرات فأحيانا تكون قليلة وأحيانا شديدة جدا. يكون تطور الطائفة بطيئاً نسبياً في الربيع، ولا تصل إلى قوتها المتوسطة إلا في نهاية الصيف وبالتالي لا يلائم هذا النحل أبدأ مواسم الإزهار المبكرة، لكنه جيد جداً للمواسم المتأخرة في نهاية الصيف. يتحمل هذا النحل الشتاء بشكل جيد حتى في الأماكن الباردة جداً، لكن يؤخذ عليه أنه يصاب كثيراً بأمراض الحضنة (1957 ,Adam).

ثالثاً- مجموعة النحل الأفريقية:

يوجد خمس سلالات من النحل الإفريقي، تتواجد في مناطق مناخية خاصة بكل منها، ولا يتم التزاوج فيما بينها إلا نادراً كما في منطقة الكاب Cap حيث يدخل A.m. adansoneii في مجال A.m. capensis . تكون كافة السلالات الإفريقية وبشكل عام صغيرة الحجم نسبياً.

1- النحل القرطاجي A. mellifera intermissa Buttel - Repeen

يتواجد هذا النحل في شمال أفريقيا، تونس والجزائر والمغرب، وكذلك جزيرة مالطا وجزر الكناري.

يتميز بلونه القاتم المتجانس مع وجود شرائط ذات لون أقل قتامة قليلة الوضوح على الترجات البطنية والاسترنة Scutellum . طول الجناح (9,1) ملم وطول اللسان (6,25) ملم ومتوسط الدليل الزندي (2,20) وهو متغير جداً. تكون الأشعار ضيقة ومبعثرة وقصيرة.

إن هذه السلالة شرسة جداً وذات مزاج عصبي وتملك ميولاً كبيراً للتطريد، د يترافق مع موسم النشاط تربية كبيرة للحضنة وتقوم الطائفة بتربية العشرات من بيوت الملكات، ونتيجة لمرات التطريد المتكررة فلا تكون الطوائف قوية أبداً. أما استخدام هذا النحل للبروبوليس يكون شاذاً .

2- النحل المصري A. mellifera lamarckii Cockerell :

يُطلق على هذه السلالة كاسم مرادف A. m. fasciata Latreille . طول الجناح مابين (812-8,36) ملم وطول اللسان ما بين (552-5,92) ملم والدليل الزندي (2,63-2,60) (1959 ,Kaschef). يختلف هذا النحل عن السلالات الإفريقية الأخرى بأشعاره الكثيفة والرمادية الفاتحة أما الأشعار عند الذكور تكون صفراء. وهذا النحل متجانس إلى حد ما في كافة مناطق وادي النيل.

يتميز بسلوكه الشرس جداً، ويمتلك ميولاً دائماً للتطريد، ولهذا لا تكون الخلايا قوية دائماً. يربي عند التطريد عادة (100-200) بيت للملكات، وتظهر العاملات الواضعات خلال بضعة أيام من فقد الملكة لا يستخدم هذا النحل البروبوليس. ولا يتحمل البرودة فتشتيته صعبة في المناطق الباردة لأن الطائفة لا تشكل عنقود النحل الشتوي داخل الخلية.

3- النحل القاتل A.m. adansonii Latreille :

سمي هذا النحل بالنحل القاتل لشراسته ومهاجمته للإنسان والحيوان، وشغل العالم فترة بالأفلام والقصص حوله تمتد منطقة تواجده الأصلية من الصحراء الإفريقية في الشمال حتى كالاهاري في الجنوب وهذه المنطقة تضم الغابات الرطبة جداً والسافانا الجافة والوديان الصحراوية ومناطق الجبال العالية. يعتبر هذا النحل غير مرغوب به لشراسته وسرعة هجرته وانتشاره نقل هذا النحل إلى البرازيل لإجراء تهجينات مع سلالات من النحل الأوروبي. وغدا الآن مشكلة صعبة في أمريكا اللاتينية والشمالية أيضاً كونه يهاجم الناس حتى في المدن.

هناك تغير في اللون في هذا النحل، ويحدث ذلك حتى في الطائفة الواحدة، ويمتد هذا التغيير من (1-4) شرائط صفراء على ترجات البطن. الأشعار في الذكور ذات لون كريمي إلى قاتم متجانس. كما توجد تغيرات في طول الجسم والقياسات بالنسبة للشكل النموذجي يكون فيها طول الجناح (8,51-8,42) ملم. وطول اللسان (5,85) ملم. ومتوسط قطر العيون السداسية الخاصة بحضنة العاملات هو (48) ملم. تتميز هذه السلالة بقدرتها الكبيرة على تربية الحضنة والجني وكذلك استخدامها للبروبوليس.

A. mellifera capensis Escholtz -4

لا توجد مُعطيات حيوية حول هذه السلالة، ولكنها تمتلك ميزة بيولوجية خاصة ألا وهي قدرة العاملات على وضع بيض ثنائي الصبغيات، ويمكن تربية ملكات منها بنسبة 50% تبدأ عدة عاملات بعد موت الملكة بفترة قليلة بوضع البيض الذي يُعطي على الأغلب إناثاً، وهذا ما يبقي الطائفة قادرة على متابعة نشاطها لفترة طويلة ريثما يتم تأمين الملكة. وتميز هذه الصفة هذا النحل عن كافة السلالات الأخرى.