أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015
6420
التاريخ: 18-11-2014
6719
التاريخ: 26-04-2015
1498
التاريخ: 27-11-2014
2516
|
لا شكَّ أنّ القرآن ـ كما هو مشتمل على آيات محكَمات في أكثريَّة غالبة ـ مشتمل على آيات متشابهات في عدد قليل ، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [آل عمران : 7] ، ونسبة عدد
المتشابهات إلى المحكَمات نسبة هابطة جدّاً ، فلو اعتبرنا من مجموع آي القرآن الحكيم ما يربو على ستَّة آلاف آية ، فإنّ المتشابهات لا تبلغ المئتين لو أخذنا بالتدقيق وحذْف المكرّرات حسبما يوافيك نماذج منها ، وعليه فالمجال أمام مراجعة الكتاب العزيز والارتواء من مناهله العذبة واسع جدّاً .
وقد حاول البعض إنكار وجود آيٍ متشابهة بالذات في القرآن ، بحجَّة أنّه كتاب هداية عامّة {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 138] ، وقد قال تعالى : { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود: 1].
ومن ثمّ فالتّعبير بالتشابه في آيِ القرآن ، إنّما يعني التشابه بالنسبة إلى أُولئك الزائغين الَّذين يحاولون تحريف الكلِم عن مواضعه .
غير أنّ الإنكار لا يصلح علاجاً لواقعيةٍ لا محيص عنها ، نعم ، لا يصطدم وجود المتشابه في القرآن مع كونه هداية عموم .
أوّلاً : ضآلة جانب المتشابه ، بحيث كان الطريق أمام المستهدين بهدى القرآن الكريم فسيحاً جداً .
ثانياً : هداية الكتاب تعني كونه المصدر الأوّل للتشريع وتنظيم الحياة العامَّة ، وهذا لا يعني إمكان مراجعة الأفراد بالذّات للقرآن في جميع أحكامه وتشريعاته ، إذ لمثل ذلك اختصاصيّون يَعرفون من الكتاب ما لا تعرفه العامَّة ، وهم يشكِّلون قيادة الأُمّة على هدى الكتاب ؛ وبذلك أصبح القرآن مصباحاً ينير درب الحياة على ركب الإنسانية بشكل عامٍّ .
أمّا الإحكام في سورة هود ، فيعني الإتقان والسداد ، حيث القرآن ذو أساس مكين لا يتضعضع ، وذو مشعل وضّاء لا ينطفئ مع الأبديّة ، قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .
وسنعرض فيما يأتي أنّ من الآيِ المتشابهة ما هي متشابهة بالذات ، وإنّما يَعرف الراسخون في العلم تأويلها الصحيح ، بفضْل جهودهم وتعمّقهم في أغوار هذا الدين ؛ ليستنبطوا من كنوزه المستورة لآلئ وهّاجة تبهر العقول .
* * *
وحاول بعضهم في اتّجاه معاكس ، زاعماً أنّ جميع آي القرآن متشابهة ، ومن ثمَّ لا يجوز مسّها إلاّ بدلالة نصّ معصوم ؛ وبذلك أسقط ظواهر الكتاب عن صلاحية الاستدلال بها أو الاستنباط منها لحُكم شرعي ، نظراً لقوله تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23] ، وبما ورد : ( إنّما يَعرف القرآن مَن خوطبَ به ) (1) .
وهذا قصور وجفاء ، حيث يقول تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] ، وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( فإذا التبسَت عليكم الفِتَن كقِطَع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ) ، كيف الرجوع إلى القرآن لوضح الملتبسات إذا كان هو ملتبساً ؟ وقد قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى ، فليجْلِ جالٍ بصَره ويفتح للضياء نظَرَه ، فإنَّ التفكّر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظّلمات بالنور ) ، وقد ورد أيضاً : ( إنَّ القرآن فيه تفصيل ، وبيان ، وتحصيل ) ، و( هو الفصْل ليس بالهزْل ) ، ( ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ) ، ( ظاهره حُكم ، وباطنه علم ) (2) .
أمّا آية الزمر ، فتعني تناسق آي القرآن في الإجادة والإيفاء وقوَّة التعبير {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] .
_______________________
(1) تفسير البرهان للمحدّث البحراني : ج1 ، ص18 .
(2) الأحاديث مستخرجة من الكافي الشريف : ج2 ، ص599 ـ 600 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|