المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عدم زيادة السفر على الحضر شرط في القصر.
15-1-2016
لا تدركه الابصار
24-09-2014
تهميش اليتيم واكل ماله
2024-11-10
circumscription (n.)
2023-06-28
FLUORESCENCE
8-3-2016
التفاسير الاجتهادية الجامعة
15-10-2014


غزوة مؤتة  
  
4015   09:06 صباحاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص396-397
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-28 529
التاريخ: 15-11-2015 3718
التاريخ: 28-5-2017 3244
التاريخ: 21-6-2017 2943

كانت في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة بعد خيبر بشهرين وحقها أن تسمى سرية كما في طبقات ابن سعد لأن الغزوة عندهم ما غزاها رسول الله (صلى الله عليه واله) بنفسه والسرية بخلافها ومؤتة بضم الميم وهمزة ساكنة موضع معروف عند الكرك بأدنى البلقاء وكان سببها ان رسول الله (صلى الله عليه واله) بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى هرقل ملك الروم بالشام فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني من امراء قيصر على الشام فقال أين تريد لعلك من رسل محمد ؟ قال نعم ، فاوثقه رباطا ثم قدمه فضرب عنقه ولم يقتل لرسول الله (صلى الله عليه واله) رسول غيره فلما بلغه ذلك اشتد الأمر عليه فجهز ثلاثة آلاف من أصحابه وبعثهم إلى بلاد الروم وأمر عليهم زيد بن حارثة فان أصيب فجعفر بن أبي طالب فان أصيب فعبد الله بن رواحة هكذا ذكر أكثر المحدثين ولكن في رواية أبان بن عثمان عن الصادق (عليه السلام) أنه استعمل عليهم جعفرا فان قتل فزيد فان قتل فابن رواحة .

قال ابن أبي الحديد اتفق المحدثون على أن زيد بن حارثة كان هو الأمير الأول وأنكرت الشيعة ذلك وقالوا كان جعفر بن أبي طالب هو الأمير الأول فان قتل فزيد بن حارثة فان قتل فعبد الله بن رواحة ورووا في ذلك روايات وقد وجدت في الأشعار التي ذكرها محمد بن إسحاق في كتابه المغازي ما يشهد لقولهم فمن ذلك ما رواه عن حسان بن ثابت:

فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

 وزيد وعبد الله حين تتابعوا * جميعا وأسياف المنية تقطر

 غداة غدوا بالمؤمنين يقودهم * إلى الموت ميمون النقيبة أزهر

 أغر كضوء البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الدنية اصعر

 فطاعن حتى مال غير موسد * بمعترك فيه القنا متكسر

ومنها قول كعب بن مالك الأنصاري من قصيدة :

 هدت العيون ودمع عينك يهمل * سحا كما وكف الرباب المسبل

 وجدا على النفر الذين تتابعوا * قتلى بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

 ساروا أمام المسلمين كأنهم * طود يقودهم الهزبر المشبل

 إذ يهتدون بجعفر ولواؤه * قدام أولهم ونعم الأول

 حتى تقوضت الصفوف وجعفر * حيث التقى جمع الغواة مجدل

وأمرهم النبي (صلى الله عليه واله) أن يأتوا مقتل الحارث فيدعوهم إلى الاسلام فان أجابوا وإلا استعانوا الله عليهم وودعهم رسول الله (صلى الله عليه واله) وأوصاهم بتقوى الله وقال اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون فيها رجالا في الصوامع معتزلين فلا تتعرضوا لهم ولا تقتلوا امرأة ولا صغيرا ولا كبيرا فانيا ولا تقطعوا شجرة ولا تهدموا بناء فلما فصلوا من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا لهم وقام فيهم شرحبيل بن عمرو فجمع أكثر من مائة ألف وقدم الطلائع أمامه فساروا حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغهم أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم ومائة ألف من العرب المتنصرة من بكر ولخم وجذام وغيرهم فاقاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم هل يبعثون لرسول الله (صلى الله عليه واله) ويخبرونه بعدد عدوهم فاما أن يمدهم أو يأمرهم بأمر فيمضوا له فشجعهم عبد الله بن رواحة فقال يا قوم والله أن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة ونحن ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى به فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة فقال الناس صدق

والله ابن رواحة فمضوا للقتال وفي ذلك يقول ابن رواحة من أبيات :

 فرحنا والجياد مسومات * تنفس في مناخرها السموم

 أقامت ليلتين على معان * فاعقب بعد فترتها جموم

 فلا وأبي مآب لنأتينها * ولو كانت بها عرب وروم

 بذي لجب كان البيض فيه * إذا برزت قوانسها النجوم

فلما كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف وهي التي تنسب إليها السيوف المشرفية لأنها كانت تعمل بها وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة وعبأوا جيشهم ميمنة وميسرة والتقى الناس فاقتتلوا فقاتل الأمراء يومئذ على أرجلهم قاتل زيد بن حارثة براية رسول الله (صلى الله عليه واله) وقاتل المسلمون معه على صفوفهم حتى شاط في رماح القوم أي قتل طعنا بالرماح فاخذ الراية جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وكان أول من عقر فرسه في الاسلام ثم قاتل فقطعت يمينه فاخذ الراية بيساره فقطعت يساره فاحتضن الراية وقاتل حتى قتل وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) إن الله أبدله بهما جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة فروي انه وجد ما بين صدره ومنكبيه وما اقبل منه تسعون جراحة ما بين ضربة وطعنة وقيل وجد في بدنه اثنتان وسبعون ضربة وطعنة وروي خمسون جراحة وقيل ضربه رومي فقطعه بنصفين فوجد في أحد نصفيه بضعة وثلاثون جرحا فاخذ الراية عبد الله بن رواحة ثم تقدم بها وهو يتردد بعض التردد ثم قال :

 أقسمت يا نفس لتنزلنه * طائعة أو فلتكرهنه

 إن اجلب الناس وشدوا لرنه * ما لي أراك تكرهين الجنة

 قد طالما قد كنت مطمئنة * هل أنت الا نطفة في شنه

وقال أيضا :

 يا نفس الا تقتلي تموتي * هذا حمام الموت قد صليت

 وما تمنيت فقد أعطيت * ان تفعلي فعلهما هديت

ثم نزل فاتاه ابن عم له بعرق من لحم أي عظم عليه لحم فقال شد بهذا صلبك فانتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا وألقاه من يده وتقدم فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد فانحاز بالناس ورجع فلقيهم المسلمون يحثون في وجوههم التراب ويقولون يا فرارون فررتم في سبيل الله فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) بل هم الكرارون وكان الرجل يجئ إلى أهل بيته يدق عليهم الباب فيأبون أن يفتحوا له حتى أن نفرا منهم جلسوا في بيوتهم استحياء كلما خرج واحد منهم صاحوا به .

وعن كتاب المحاسن أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لما انتهى إليه قتل جعفر بن أبي طالب دخل على أسماء بنت عميس زوجة جعفر فقال لها أين بني فدعت بهم وهم ثلاثة عبد الله وعون ومحمد فمسح رسول الله (صلى الله عليه واله) رؤوسهم فقالت انك تمسح رؤوسهم كأنهم أيتام فعجب من عقلها فقال يا أسماء أ لم تعلمي أن جعفرا استشهد فبكت فقال لها لا تبكي فان الله اخبرني أن له جناحين في الجنة من ياقوت أحمر ، فقالت يا رسول الله لو جمعت الناس وأخبرتهم بفضل جعفر لا ينسى فضله ، فعجب رسول الله (صلى الله عليه واله) من عقلها ثم قال ابعثوا إلى أهل جعفر طعاما فجرت به السنة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.