أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
3818
التاريخ: 2023-07-24
1287
التاريخ: 12-06-2015
1878
التاريخ: 12-06-2015
2083
|
ان تحليل النص القرآني يستمد مادته من مصادر يرجع إليها المحلل للنص عند تحليله للنص، وهذه المصادر هي: القرآن الكريم نفسه ، والسنة المطهرة ، وأقوال أهل اللغة، وكتب التفسير؛ ونبينها بهذا الاجمال :
أولا: القرآن الكريم : لقد اسس القرآن الكريم مجموعة من القواعد المعرفية التي يمكن الرجوع اليها في فهم خطاباته, فهو يقوم ببيان بعض الآيات بآيات أخرى لعلاقة بينهما, وهو ما يسمى بتفسير القرآن بالقرآن، فالقرآن الكريم يعد المصدر الأول لبيان معانيه؛ لأن المتكلم به عز وجل , وهو أولى من يوضّح مراده بكلامه؛ فإذا تبيّن مراده به منه ، فإنه لا يُعدل عنه إلى غيره. فهو أول مستوى من مستويات تفسير القرآن الكريم , وإنه من أبلغ التفاسير، فإنّ اللجوء الى بعض الآيات في فهم وتفسير آيات اخرى منهج علمي سليم، وقد وضع الامام علي (عليه السلام) اساس هذا المنهج بقوله: (القرآن ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض)[1].
ومن امثلة تفسير القرآن بالقرآن هو تفسير الامام علي (عليه السلام) لقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً} [2], إذ فسـرها عن طريق ردها الى قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}[3]، فاستخرج من الآية الأولى والثانية أنَّ اقل مدة للحمل هي ستة اشهر.
فالرجوع الى آيات من القرآن الكريم لتفسير آيات اخرى مبدأ اساس من مبادئ اكتشاف المعاني القرآنية، وحمايتها من التحريف والتزييف، لاسيّما في مجال العقيدة والفكر.
ثانيا: السُنّة النبوية الشـريفة : ان المصدر الثاني لفهم القرآن الكريم السنة النبوية , وهي مصدر متفق عليه؛ لان مهمة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هي هداية الناس الى الصـراط المستقيم , وهذه الهداية تقوم على البيان, والتوضيح لمعالم الشـريعة؛ وهذا ما صـرح به الكتاب الكريم والسنة الشـريفة, أما الكتاب لقوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[4], وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ } [5].
ومن خلال تتبع علاقة القرآن الكريم بالسنة الشـريفة نجدها لا تخلو واحدة من ثلاث وهي:
الأولى: أن تكون مؤكدةٌ لما في القرآن الكريم, فيكون توارد القرآن الكريم والسنة الشريفة في الحكم الواحد موافقة له من كل وجه , كما في كثير من احاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) واهل البيت ( في فضل العبادات.
الثانية: ان تكون السنة مُبَيِّنَةٌ للقرآن الكريم ؛ أي أَنْ تَكُونَ بَيَانًا لِمَا أُرِيدَ بِالقرآن الكريم وَتَفْسِيرًا لَهُ , كقول الصادق (عليه السلام) (في قول الله عزّ وجلّ : { إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً }[6], قال : مفروضاً ). وعن أَبِي بصير ـ يعني المرادي ـ قال : سمعت أبا عبد للّه (عليه السلام) يقول : (صلاة الوسطى صلاة الظهر وهي أوّل صلاة أنزل الله على نبيّه (صلى الله عليه واله وسلم) )[7].
الثالثة: انْ تَكُونَ السنة مُؤسسَة أي مشـرعة لِحُكْمٍ لم يرد في القرآن الكريم إيجَابِهِ أَوْ تَحْرِيمِهِ[8]. كما في حديث القاسم بن سليمان قال: (سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل قتل أمه أيرثها؟ قال: سمعت أَبِي (عليه السلام) يقول: أيما رجل ذو رحم قتل قريبه لم يرثه)[9]. فهذا الحكم لم يرد في القرآن الكريم , ولكن السنة الشـريفة أسست له, وشـرعته.
ومن خلال ما تقدم لابد لمن يشـرع في تحليل النص القرآني من الرجوع الى السنة الشريفة لمعرفة أحكام الشـريعة من صاحبها؛ لأنه أعرف بها من غيره.
ثالثا : علوم اللغة العربية : بما أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب فلا بد لمن يخوض في هذا العلم من أن يكون مطلعا على علوم العربية حتى يعرف طرائق أداء المعنى , وأساليب الخطاب حتى يقف على تلك المعاني, التي اتبع بها القرآن منهج العرب في لغتهم, فعَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ, قَالَ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ[10], قَالَ أَبُو الْـحَسَنِ الرضا (عليه السلام): (... إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم) فِي وَقْتٍ كَانَ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ عَصـرهِ الْخُطَبَ وَ الْكَلَامَ وَ أَظُنُّهُ قَالَ الشِّعْرَ, فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ وَ حِكَمِهِ مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِم..)[11].
اذاً من خلال المعرفة الدقيقة لعلوم اللغة نستطيع تصور تلك المستويات من الإعجاز التي جاء بها القرآن الكريم, فمن لا حظَّ له بعلوم العربية لا يمكنه الخوض في هذا المضمار .
رابعا :الاطلاع على تأريخ العرب: ان الاطلاع على تاريخ العرب يُوقف المحلل على أجواء النص وأسبابه, والوقوف على أحوال من كان يعيش معهم من الشعوب والقبائل الاخرى؛ لأن القرآن الكريم له موقف مما كان سائد من العادات والتقاليد فقد امضى بعضها , وحرم بعضها, كما تناول تأريخ تلك الشعوب على سبيل التعريض تارة , وأخرى على سبيل العبرة , وغيرها من مبررات التعرض لتلك الشعوب .
[1] الشريف الرضي: نهج البلاغة 2: 17.
[2] من الآية 15من سورة الاحقاف.
[3] من الآية 233من سورة البقرة.
[4] سورة النحل: 44.
[5] سورة ابراهيم : 14.
[6] سورة النساء :103.
[7] الحر العاملي : تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة 4: 22.
[8] ظ : ابن قيم الجوزية: محمد بن أبي بكر بن أيوب: إعلام الموقعين عن رب العالمين،ط1- 1973،تح: عصام الدين الصبابطي, نشر: دار الحديث, القاهرة- مصر. 2: 527 , والحكيم: محمد تقي: الاصول العامة للفقه المقارن, ط4-2001م, طبع ونشر: المؤسسة الدولية, بيروت- لبنان. 242.
[9] الكليني : محمد بن يعقوب: الكافي 7: 140.
[10] ابن السكيت- بكسـر السين و شد الكاف-. هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقى الأهوازى الشيعى أحد أئمة اللغة و الأدب، ذكره كثير من المؤرخين و أثنوا عليه و كان ثقة جليلا من عظماء الشيعة و يعد من خواص الامامين التقيين عليهما السلام و كان حامل لواء علم العربية و الأدب و الشعر و اللغة و النحو، له تصانيف كثيرة مفيدة منها كتاب تهذيب الألفاظ و كتاب إصلاح المنطق قتله المتوكل في خامس شهر رجب سنة 244 و سببه أن المتوكل قال له يوما: ايما أحبّ إليك ابناى هذان اي المعتز و المؤيد أم الحسن و الحسين عليهما السلام؟ فقال ابن السكيت: و اللّه إن قنبرا خادم على بن أبي طالب خير منك و من ابنيك فقال المتوكل للاتراك: سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات.
[11] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 1: 24.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|