أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1776
التاريخ: 9-8-2022
1578
التاريخ: 2023-07-24
1233
التاريخ: 14-06-2015
1624
|
قال تعالى : {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما
نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وإِذا قِيلَ
لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13) وإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وإِذا خَلَوْا
إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14) اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ويَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة
: 11 - 15] .
وما ظنك بعذابهم على كفرهم وسوء
أعمالهم وفسادهم {وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} بنفاقكم وسوء اعمالكم {قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وما أكذبه
من قول يقوله مريض القلب والمتحكم بجهله او نفاقه على الحقائق والدين وشؤون الناس.
فيسميه اذنابه بالمصلح الكبير{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ
الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ} بنقصهم وبما يلحقهم من
ذلك من وصمة الضلال وظهور الحال ووخامة السمعة {وإِذا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ} بالإيمان المعهود
وثبتوا على حقيقة الايمان وتعاليمه الصالحة وأخلاقه الفاضلة والطاعة في نصرهم لدين
الحق {قالُوا} من غيهم {أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ} الذين
آمنوا وخضعوا للإسلام وأحكام دينه والجهاد في سبيل اللّه وإظهار الحق {أَلا إِنَّهُمْ} وهم المنافقون {هُمُ السُّفَهاءُ} الذين هم اختاروا سفاهة
النفاق ورذيلته وأضاعوا رشدهم في المعارف ودين الحق وسعادة الدارين والعاقبة
الحسنى {وَلكِنْ} لأجل تماديهم في
الغي {لا يَعْلَمُونَ} بما
يكون العلم به فضيلة للإنسان ووسيلة لسلامته من خسة السفاهة الموبقة. وهؤلاء
المنافقون زيادة على ما ذكر لهم من قبائح الكفر والأقوال والأفعال مذبذبين ذوي
لسانين ووجهين {وإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا} بحقيقة
الايمان الثابت عن بصيرة قالُوا بتزويرهم {آمَنَّا} ونحن الآن من زمرة المؤمنين {وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ} الذين
يغرونهم بالكفر ومحادة اللّه ورسوله {قالُوا}
لهم في خلوتهم بهم {إِنَّا مَعَكُمْ}
على ما أنتم عليه ومن زمرتكم {إِنَّما نَحْنُ} في
حالنا مع المؤمنين وإظهارنا لهم انا منهم {مُسْتَهْزِؤُنَ}
بهم.
فتعسا لآراء المنافقين {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} بأن يمهلهم
ويخوّلهم من حطام الدنيا وحياتها شيئا ومصيرهم في عاقبة ذلك الى اخس الهوان وأشد
العذاب فاستعير لذلك لفظ الاستهزاء لمشابهته له في ابتهاجهم بظاهر الامهال
والتخويل مع انه مقرون بالاستهانة بهم واعداد العذاب الأليم.
ويزداد حسن هذه الاستعارة في مقابلة قولهم
انما نحن مستهزءون. واين عنها قول عمر بن كلثوم في معلقته :
ألا
لا يجهلن احد علينا |
فنجهل
فوق جهل الجاهلينا |
|
{وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ} يملي لهم
ويمهلهم في تماديهم على طغيانهم مع حرمانهم التوفيق وهذا بمنزلة التفسير لما
استعير له لفظ الاستهزاء {يَعْمَهُونَ}
العمه هو العمى في الرأي والبصيرة والتردد في الضلال.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|