المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



غزوة أوطاس والطائف  
  
3537   09:09 صباحاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص407-410
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2015 9558
التاريخ: 17-5-2017 3087
التاريخ: 28-6-2017 3217
التاريخ: 5-11-2015 3435

قال المفيد في الارشاد : لما فض الله جمع المشركين بحنين تفرقوا فرقتين فأخذت الاعراب ومن تبعهم إلى أوطاس واخذت ثقيف ومن تبعها إلى الطائف فبعث النبي(صلى الله عليه واله)أبا عامر الأشعري إلى أوطاس في جماعة منهم أبو موسى الأشعري وبعث أبا سفيان صخر بن حرب إلى الطائف فاما أبو عامر فإنه تقدم بالراية وقاتل حتى قتل دونها فقال المسلمون لأبي موسى أنت ابن عم الأمير وقد قتل فخذ الراية حتى تقاتل دونها فاخذها أبو موسى فقاتل هو والمسلمون حتى فتح الله عليهم واما أبو سفيان فإنه لقيته ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم رجع إلى النبي(صلى الله عليه واله)فقال بعثتني مع قوم لا يدفع بهم البلاء ولا يرفع بهم الدلاء من هذيل والاعراب فما أغنوا عني شيئا فسكت النبي(صلى الله عليه واله)وأبو سفيان الذي اغتبط بهزيمة المسلمين يوم حنين لم يكن يسعى لنصرهم يوم الطائف قال المفيد : ثم سار النبي(صلى الله عليه واله)بنفسه إلى الطائف فحاصرهم أياما وانفذ عليا(عليه السلام)في خيل وأمره أن يطأ ما وجده ويكسر كل صنم وجده فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير فبرز له رجل من القوم يقال له شهاب في غبش من الصبح فقال هل من مبارز فقال أمير المؤمنين(عليه السلام)من له فلم يقم إليه أحد فقام إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)فوثب أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي(صلى الله عليه واله)فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا ولكن إن قتلت فأنت على الناس فبرز إليه علي(عليه السلام)وهو يقول :

إن على كل رئيس حقا * إن يروي الصعدة أو يدقا

ثم ضربه وقتله ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام وعاد إلى رسول الله(صلى الله عليه واله)وهو محاصر لأهل الطائف فلما رآه النبي(صلى الله عليه واله)كبر للفتح واخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا قال المفيد فروى عبد الرحمن بن سيابة والأجلح جميعا عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري إن رسول الله(صلى الله عليه واله)لما خلا بعلي يوم الطائف اتاه بعض المهاجرين فقال أ تناجيه دوننا وتخلو به فقال ما أنا انتجيته بل الله انتجاه فاعرض وهو يقول هذا كما قلت لنا قبل الحديبية لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين فلم ندخله وصددنا عنه فناداه النبي(صلى الله عليه واله)لم أقل لكم انكم تدخلونه من ذلك العام ؛ قال ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن متعب في خيل من ثقيف فلقيه علي(عليه السلام)ببطن وج فقتله وانهزم المشركون ولحق القوم الرعب فنزل منهم جماعة إلى النبي(صلى الله عليه واله)فاسلموا وكان حصار النبي(صلى الله عليه واله)للطائف بضعة عشر يوما اه وكان مسيره إلى الطائف من حنين ولم يذكر الدكتور هيكل غزوة أوطاس ولا ذكر قتل علي شهابا ونافعا وكسره الأصنام ولا شيئا مما وقع في تلك الغزاة .

وروى الطبري أن رسول الله(صلى الله عليه واله)سار يوم حنين من فوره ذلك حتى نزل الطائف فأقام نصف شهر يقاتلهم وأصحابه وقاتلتهم ثقيف من وراء الحصن لم يخرج إليه في ذلك أحد منهم واسلم من حولهم من الناس كلهم وجاءته وفودهم ثم رجع ولم يحاصرهم الا نصف شهر وسال وفد هوازن عن مالك بن عوف رئيسهم وقائدهم يوم حنين ما فعل فقالوا هو بالطائف وكان لما انهزم يوم حنين التجأ إلى ثقيف بالطائف فقال أخبروه أنه إن اتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فاخبروه بذلك فخرج من الطائف إليه مستخفيا خوفا من ثقيف أن يحبسوه إذا علموا وأدركه بالجعرانة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل واسلم فاستعمله على قومه وعلى من أسلم من القبائل حول الطائف .

فلما عاد(صلى الله عليه واله)من حصار الطائف اتى الجعرانة وفيها الأموال والسبي كما مر ، قال ابن سعد : كان السبي ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرين ألف بعير والغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة فاستاتى رسول الله(صلى الله عليه واله)بالسبي أن يقدم عليه وفدهم وبدأ بالأموال فقسمها واعطى المؤلفة قلوبهم أول الناس فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل ، قال : ابني يزيد قال اعطوه مثل ذلك ، قال : ابني معاوية ، قال اعطوه مثل ذلك ، واعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل ثم سأله مائة أخرى فأعطاه إياها واعطى النضير بن الحارث بن كلدة واسيد بن جارية الثقفي والحارث بن هشام وصفوان بن أمية وقيس بن عدي وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن ومالك بن عوف كل واحد مائة من الإبل واعطى العلاء بن حارثة الثقفي ومخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وعثمان بن وهب وهشام بن عمرو العامري كل واحد خمسين من الإبل واعطى العباس بن مرداس أربعين بعيرا (اه) قال الطبري أعطاه أباعر فتسخطها وعاتب فيها رسول الله(صلى الله عليه واله)فقال:

كانت نهابا تلافيتها * بكري على المهر في الأجرع

وايقاظي القوم أن يرقدوا * إذا هجع الناس لم اهجع

فأصبح نهبي ونهب العبيد * بين عيينة  والأقرع

وقد كنت في الحرب ذا تدرأ * فلم اعط شيئا ولم امنع

إلا أفائل أعطيتها * عديد قوائمها الأربع

وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع

وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع

قال المفيد : فبلغ النبي(صلى الله عليه واله)قوله فاستحضره وقال قم يا علي واقطع لسانه قال العباس بن مرداس فوالله لهذه الكلمة كانت أشد علي من يوم خثعم حين اتونا في ديارنا فاخذ بيدي علي بن أبي طالب فانطلق بي ولو أدري أن أحدا يخلصني منه لدعوته فقلت يا علي انك لقاطع لساني قال إني لممض فيك ما امرت فما زال بي حتى أدخلني الحظائر فقال لي اعتد ما بين أربع إلى مائة فقلت بأبي أنت وأمي ما أكرمكم وأحلمكم وأعلمكم فقال أن رسول الله(صلى الله عليه واله)أعطاك أربعا وجعلك مع المهاجرين فان شئت فخذها وإن شئت فخذ المائة وكن مع أهل المائة قلت أشر علي قال فاني آمرك أن تأخذ ما أعطاك رسول الله(صلى الله عليه واله)وترضى قلت فاني افعل .

ولم يسند الدكتور هيكل ذلك في كتابه إلى علي واقتصر على قوله اذهبوا به فاقطعوا عني لسانه فاعطوه حتى رضي وكان ذلك قطع لسانه .

ولما أعطى رسول الله(صلى الله عليه واله)غنائم حنين قريشا خاصة واجزل القسم للمؤلفة قلوبهم كابي سفيان وابنه معاوية وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وزهير بن أبي أمية وهشام بن المغيرة والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن في أمثالهم ولم يعط الأنصار شيئا وقيل أعطاهم شيئا يسيرا غضب قوم من الأنصار وتكلموا في ذلك وقالوا لقي رسول الله(صلى الله عليه واله)قومه ، فبلغه ذلك فجمعهم وجاء يتبعه علي(عليه السلام)حتى جلس وسطهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وموجدة وجدتموها ، إني سائلكم عن أمر فأجيبوني ، أ لستم كنتم ضلالا فهداكم الله بي ؟ أ لم تكونوا على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي ؟ أ لم تكونوا قليلا فكثركم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ وأعداء فألف بين قلوبكم بي ؟ قالوا بلى والله فلله ورسوله المن والفضل ، ثم سكت هنيهة ثم قال ألا تجيبوني بم عندكم ؟ قالوا بما نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا قد أجبناك بان لك الفضل والمن والطول علينا ، قال : اما لو شئتم لقلتم فصدقتم وأنت قد جئتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وخائفا فامناك وعائلا فآسيناك ، فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم إليه وقبلوا يديه ورجليه ثم قالوا رضينا بالله وعنه وبرسوله وعنه وهذه أموالنا بين يديك فان شئت فاقسمها على قومك ، وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر وغل في قلب ولكنهم ظنوا سخطا عليهم وتقصيرا بهم وقد استغفروا الله من ذنوبهم فاستغفر لهم يا رسول الله ، فقال : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ، يا معشر الأنصار أ ما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم ورجعتم أنتم وفي سهمكم رسول الله ؟ قالوا بلى رضينا ، فقال النبي(صلى الله عليه واله)حينئذ الأنصار كرشي وعيبتي لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار وهذا غاية حسن السياسة وتالف القلوب .

وقدم عليه وفد هوازن أربعة عشر رجلا وفيهم أبو ثروان أو أبو برقان عم رسول الله(صلى الله عليه واله)من الرضاعة ورئيسهم زهير بن صرد وذلك بعد ما قسم الغنائم وقد أسلموا وأخبروا باسلام من وراءهم فقال له عمه من الرضاعة يا رسول الله انما في هذه الحظائر من كان يكفلك من عماتك وخالاتك وحواضنك وقد حضناك في حجورنا وأرضعناك بثدينا ولقد رأيتك مرضعا فما رأيت مرضعا خيرا منك ورأيتك فطيما فما رأيت فطيما خيرا منك ثم رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك وقد تكاملت فيك خلال الخير ونحن مع ذلك أصلك وعشيرتك فامنن علينا من الله عليك وقال زهير بن صرد يا رسول الله انا أصل وعشيرة وانما في هذه الحظائر عماتك وخالاتك ولو انا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزلا منا بمثل الذي نزلت به رجونا عطفهما وعائدتهما فقال رسول الله(صلى الله عليه واله): أحسن الحديث أصدقه ، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنا لنعدل بالاحساب شيئا فرد علينا أبناءنا ونساءنا فقال اما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم واسال لكم الناس فقال المهاجرون والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله(صلى الله عليه واله)فقال الأقرع بن حابس واما أنا وبنو تميم فلا.

وقال عيينة بن حصن اما انا وبنو فزارة فلا وقال العباس بن مرداس اما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم ما كان لنا فهو لرسول الله(صلى الله عليه واله)فقال العباس بن مرداس وهنتموني وقال رسول الله(صلى الله عليه واله)للذين امتنعوا من الرد ان هؤلاء القوم جاءوا مسلمين وقد كنت استأنيت بسبيهم وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالنساء والأبناء شيئا فمن كان عنده منهم شئ فطابت نفسه أن يرد فليرد ومن أبى فليرد وليكن ذلك قرضا علينا ست فرائض قالوا رضينا وسلمنا فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم .

وكان(صلى الله عليه واله)انتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال  خلون من ذي القعدة فأقام بها ثلاث عشرة ليلة ثم خرج ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة ليلا فاحرم بعمرة ودخل مكة فطاف وسعى وحلق رأسه ورجع إلى الجعرانة من ليلته كبائت ثم غدا يوم الخميس فانصرف إلى المدينة .

ويلاحظ أن غزوات النبي(صلى الله عليه واله)المهمة التي وقع فيها حرب وهي بدر واحد والخندق وخيبر وحنين كان المسلمون فيها على نحو الثلث من المشركين ففي بدر كان المشركون 950 والمسلمون 313 وفي أحد كان المشركون 3000 والمسلمون 700 وفي الخندق كان المشركون عشرة آلاف والمسلمون 3000 وفي خيبر كان المسلمون 1400 واليهود لم يذكر المؤرخون عددهم لكن الاعتبار يدل على أنهم كانوا كثيرين لكثرة حصونهم في خيبر مع من خرج إليهم من بني النضير وفي حنين كان المشركون ثلاثين ألفا والمسلمون اثني عشر ألفا وفي الجميع كان النصر للمسلمين حتى في أحد لأن انهزامهم أخيرا كان من مخالفة أمر النبي(صلى الله عليه واله)وفي الجميع كان النصر بجهاد علي وثباته .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.