المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الزواج من منظار قرآني  
  
920   08:45 صباحاً   التاريخ: 2024-05-16
المؤلف : الاستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : الاخلاق البيتية
الجزء والصفحة : ص43ــ44
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2016 2221
التاريخ: 14-1-2016 2336
التاريخ: 2023-10-30 1112
التاريخ: 3-4-2022 1764

ان الآية الشريفة: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} [الطلاق: 7] ترتبط بالحياة الضرورية للبشر اجمع، وترتبط ايضا بالزوج او الزوجة، ولهذا كانت المراة للرجل، وكان الرجل للمراة امرا ضروريا، وطبيعيا، مثلما يكون الامر طبيعيا ايضا حين يحتاج الانسان خبزا وماء، فاذا لم يستطع تهيئته وجب على الآخرين ان يهيئوا ذلك الخبز وهذا الماء.
ان للغريزة الجنسية حسابا منفصلا عن باقي الغرائز حيث نرى القرآن قد فتح حسابا خاصا بهذه الغريزية، وهذا ما علمناه من ذكره للآية المباركة التي تقول.
{وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} [النور: 32].
ايها المجتمع! عليك بتزويج ابناءك، ابتداء من الاب والام، فان لم يستطيعا عمل شيء في هذا المجال وجب على الحكومة الاسلامية تبني هذا الامر، فان لم تستطع هي الاخرى من تاسيس مؤسسة تقوم بهذه المهمة، وجب الامر على جميع افراد المجتمع.
ان القرآن المجيد يامر المجتمع الاسلامي بتزويج العزاب من الفتيان والفتيات، ثم يقول ذلك المجتمع بعدم التخوف من المستقبل الآتي، لان الله كافل هذا الامر، اذا توكلتم على الله مخلصين. 
ان هذه الآية: {وانكحوا الايامى..} يمكن اعتبارها خاصة بمسالة الغريزة الجنسية، اما الآية المباركة: {لينفق ذو سعة..} فيمكن اعتبارها عامة، او بالاحرى شاملة لجميع الغرائز، وعامة في تحريضها للمجتمع على ملىء فراغ الفقر الفردي والاجتماعي، وتامين احتياجات الفقراء من قبل الاغنياء، الامر ووضوحه حينما يامر المولى تعالى من خلال كتابه العزيز بتزويج الايامى والصالحين من عبادكم وامائكم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.