المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

مقارنة بين مناهج البحث الكيفي والكمي
5-4-2022
الفيروسات التي تصيب البطاطس
19-6-2018
المميزات العامة للحشرات
17-2-2016
Interpretation of entropy
26-1-2017
أساس تكييف العلاقة بين السلطة المركزية والسلطات المحلية
22/11/2022
Helium
28-5-2017


طلب الدواة و الكتف  
  
7922   04:35 مساءاً   التاريخ:
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص161-166
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

قال المفيد : فلما سلم انصرف إلى منزله واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال أ لم آمركم أن تنفذوا جيش أسامة ؟ فقالوا بلى يا رسول الله ، قال فلم تأخرتم عن أمري ؟ قال أبو بكر : إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا ، وقال عمر يا رسول الله إني لم أخرج لأني لم أحب أن أسال عنك الركب ، فقال نفذوا جيش أسامة يكررها ثلاث مرات ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف فمكث هنيهة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين فافاق ثم قال ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ثم أغمي عليه فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا فقال له عمر ارجع فإنه يهجر فرجع ، وندم من حضر على ما كان منهم من التضييع في احضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون لقد أشفقنا من خلاف رسول الله (صلى الله عليه واله) ، فلما أفاق قال بعضهم نأتيك بدواة وكتف ؟ فقال أ بعد الذي قلتم ولكني أوصيكم باهل بيتي خيرا واعرض بوجهه عن القوم فنهضوا ؛وقد روي في ذلك عدة روايات غير هذه الرواية.

الأولى ما رواه البخاري في صحيحه في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى والطب بسنده عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما حضر رسول الله (صلى الله عليه واله) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي (صلى الله عليه واله) هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر ان النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي (صلى الله عليه واله) قال رسول الله (صلى الله عليه واله) قوموا وزاد بعضهم قوموا عني حكاه القسطلاني قال عبيد الله : وكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .

الثانية ما رواه محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس مثله إلا أنه قال بدل حضر حضرته الوفاة وبدل لا تضلوا لن تضلوا وبدل فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي فلما كثر اللغط الاختلاف وغموا رسول الله وبدل قوموا قوموا عني .

الثالثة ما رواه البخاري في صحيحه في باب مرض النبي (صلى الله عليه واله) بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال لما حضر رسول الله (صلى الله عليه واله) وفي البيت رجال فقال النبي (صلى الله عليه واله) هلموا اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال بعضهم أن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله (صلى الله عليه واله) قوموا قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم .

قال القسطلاني في ارشاد الساري بعد قوله فقال بعضهم : هو عمر بن الخطاب الرابعة ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبير بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال اشتكى النبي (صلى الله عليه واله) يوم الخميس فجعل يعني ابن عباس يبكي ويقول يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد بالنبي وجعه فقال ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا  فقال بعض من كان عنده أن نبي الله ليهجر فقيل ألا نأتيك بما طلبت فقال أ وبعد ما ذا فلم يدع به.

الخامسة ما رواه ابن سعد أيضا بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال لما كان في مرض رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي توفي فيه دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمته كتابا لا يضلون ولا يضلون فكان في البيت لغط وكلام وتكلم عمر بن الخطاب فرفضه النبي (صلى الله عليه واله) .

السادسة ما رواه أيضا بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقول يوم الخميس وما يوم الخميس قال وكأني أنظر إلى دموع ابن عباس على خده كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا فقالوا إنما يهجر رسول الله (صلى الله عليه واله).

السابعة ما رواه الطبري في تاريخه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم نظرت إلى دموعه تسيل على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ائتوني باللوح والدواة أو بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقالوا إن رسول الله يهجر.

الثامنة ما رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن عمر بن الخطاب : كنا عند النبي (صلى الله عليه واله) وبيننا وبين النساء حجاب فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) اغسلوني بسبع قرب وائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال النسوة ائتوا رسول الله بحاجته فقلت اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح اخذتن بعنقه فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) هن خير منكم.

التاسعة ما رواه ابن سعد أيضا بسنده عن جابر : دعا النبي (صلى الله عليه واله) عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لأمته لا يضلوا ولا يضلوا فلغطوا عنده حتى رفضها النبي (صلى الله عليه واله) العاشرة ما رواه أيضا بسنده عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه واله) قال في مرضه الذي مات فيه ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر بن الخطاب من لفلانة وفلانة مدائن الروم أن رسول الله ليس بميت حتى يفتحها ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى فقالت زينب زوج النبي (صلى الله عليه واله) ألا تسمعون النبي يعهد إليكم فلغطوا فقال قوموا الحديث .

وهذه الأحاديث والأحاديث الآتية معانيها أظهر من أن تبين ومضامينها أجلى من أن تفسر . ولكن الأهواء والميول الخاصة تأبى إلا أن تتمحل لها معاني لا تدل عليها وتحملها على محامل لا تؤول إليها .

قال القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري في شرح رواية البخاري الأولى : أكتب لكم كتابا فيه استخلاف أبي بكر بعدي أو فيه مهمات الاحكام لا تضلوا بعده ولا ترتابوا لحصول الاتفاق على المنصوص عليه فقال عمر ان النبي قد غلب عليه الوجع فلا تشقوا عليه

باملاء الكتاب المقتضي للتطويل مع شدة الوجع وعندكم القرآن فيه تبيان كل شئ حسبنا كتاب الله المنزل فيه ما فرطنا في الكتاب من شئ واليوم أكملت لكم دينكم فلا تقع واقعة إلى يوم القيامة إلا وفي القرآن والسنة بيانها نصا أو دلالة وهذا من دقيق نظر عمر فانظر كيف اقتصر على ما سبق بيانه تخفيفا عليه (صلى الله عليه واله) ولئلا ينسد باب الاجتهاد والاستنباط وفي تركه (صلى الله عليه واله) الإنكار على عمر دليل على استصواب رأيه فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر وكأنهم فهموا من قرينة قامت عندهم أن أمره لم يكن للوجوب فلذا اختلفوا بحسب اجتهادهم (اه) .

وهذه المحامل والتحملات وإن كانت واضحة البطلان إلا أننا نشير إلى وجوه بطلانها :

أولا إن حصر ما في الكتاب الذي أراد أن يكتبه لهم فيما ذكره تخرص على الغيب وظاهر الحال أنه كان يريد أن يؤكد ما تقدم به يوم الغدير وكان ذلك هو السبب في الحيلولة دون الكتاب ولو كان ما ذكره لسارع إليه من حال دون الكتاب فإنه لا شئ أحب إليه منه والاعتذار بإرادة التخفيف ستعرف فساده .

ثانيا المراد كتبه سواء أ كان فيه استخلاف أبي بكر أم غيره فالحيلولة بين النبي وبينه أوجبت اختلاف الأمة وصيرورتها بعد النبي (صلى الله عليه واله) احزابا ثلاثة أو خمسة وهي مفسدة كبيرة .

ثالثا تفسيره لا تضلوا بلا ترتابوا تفسير بما لا يدل عليه اللفظ وتقول على حديث الرسول (صلى الله عليه واله) فالضلالة ضد الرشاد كما حكاه هو عن الجوهري فكانت الحيلولة دون الكتاب فيها ايقاع لهم في الضلالة .

رابعا حمله قد غلب عليه الوجع على أن المراد لا تشقوا عليه باملاء الكتاب المقتضي للتطويل غير صواب بل أن الظاهر أن المراد به ما في الروايات الأخرى من أنه يهجر كما تضمنته روايات ابن سعد والطبري عن ابن جبير عن ابن عباس المتقدمة وما تضمنته الروايات الآتية .

خامسا إذا كان مضمون الكتاب غير معلوم فمن أين علم أنه يقتضي التطويل ولعله يتضمن أمرا واحدا مهما لا يحتاج إلى أكثر من كلمات معدودة .

سادسا تحمل المشقة إن كانت أولى من الوقوع في الضلالة التي أشير إليها بقوله لا تضلوا بعده.

سابعا إن كان أشفق عليه من مشقة املاء الكتاب فقد أوقعه في مشقة أعظم كانت متوقعة وهي حصول النزاع والخصام والاكثار من اللغو واللغط والاختلاف حتى آذوا رسول الله (صلى الله عليه واله) غموه كما تضمنته رواية الطبقات وحتى احتاج إلى أن يطردهم من عنده ويقول لهم متبرما بهم قوموا عني مع ما وصفه الله تعالى به من أنه على خلق عظيم .

ولو كان القصد الاشفاق لمنعهم من النزاع واللغط بحضرة النبي (صلى الله عليه واله) فإنه لا ينبغي النزاع بحضرته في حال صحته فكيف في حال مرضه ولكان عليه لما رأى من يخالفه في الرأي أن يمكن من كتابة الكتاب لينقطع الخصام إشفاقا على النبي (صلى الله عليه واله) وظاهر الحال يقتضي أنه كان في البيت جماعة يوافقونه على المنع من كتابة الكتاب بل لعلهم كانوا أكثر ولهذا تغلبوا على من وافقوا على كتابته فهل كان تمكينه من كتابة الكتاب أكثر مشقة عليه من اللغو واللغط والنزاع والخصام ورفع الأصوات الذي غمه وأكربه وأوجب تبرمه بهم وطردهم من عنده . فظهر أن التعليل بالاشفاق غير صحيح .

ثامنا كون القرآن مغنيا لأن فيه تبيان كل شئ وأنزل فيه ما فرطنا في الكتاب من شئ غير صواب فان ذلك يراد به والله العالم أن فيه أصول الأحكام وإجمالها ، والتفاصيل تعرف من السنة كما هو واضح وكما أشار إليه بقوله الا وفي القرآن والسنة بيانها .

تاسعا هل كان النبي يجهل ما يشتمل عليه القرآن حتى يرشده إليه من حال دون الكتاب وهل كان أعلم بذلك من النبي .

عاشرا الناس اختلفوا في أمر الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه واله) فجملة من المهاجرين قدموا أبا بكر وقال بعض الأنصار منا أمير ومنكم أمير وقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نريد إلا عليا رواه الطبري ومعهم جميع بني هاشم فهل حكم بينهم القرآن الذي فيه تبيان كل شئ ، فجعل ذلك من دقيق نظر من حال دون الكتاب لم يستند إلى نظر دقيق .

حادي عشر قوله ولئلا ينسد باب الاجتهاد والاستنباط طريف جدا ففتح باب للاجتهاد يوقع في الخطأ والضلال وفي غير ما حكم به الله تعالى مع إمكان سده وإيصال الخلق إلى احكام الله الواقعية يعد سفها ومنافيا لحكمته تعالى والاجتهاد لا يصار إليه إلا عند الاضطرار .

ثاني عشر قوله في تركه الإنكار عليه دليل على استصواب رأيه ، طريف أيضا ، فأي انكار أكثر من قوله أو بعد ماذا ؟ كما مر في رواية ابن سعد عن ابن جبير عن ابن عباس وقوله أ بعد الذي قلتم كما مر في رواية المفيد ، وقوله هن خير منكم بعد ما قلن ائتوا رسول الله بحاجته وقال لهن عمر ما قال فإنه يدل على تصويب رأيهن دون رأيه .

ثالث عشر قوله وكأنهم فهموا من قرينة أن أمره لم يكن للوجوب فلذا اختلفوا بحسب اجتهادهم ، تأويل غريب ، فالقرينة لو كانت لنقلت لتوفر الحاجة ولو كانت لما اختلفوا والاجتهاد لا يكون في مقابل النص بل القرينة على أنه للوجوب أظهر من أن تخفى وأي قرينة أوضح وأصرح وأدل وأظهر من قوله لن تضلوا بعده وكيف يتوهم متوهم أن هذا الأمر ليس للوجوب وهو أمر من سيد الكائنات ورسول رب السماوات الرؤوف الرحيم بالمؤمنين في آخر ساعة من حياته لأمة يخاف عليها الضلال من بعده فيريد أن يكتب لها كتابا لا تضل بعده أبدا فأي شئ أوجب وأهم من كتاب يحفظ الأمة من الضلال بعد النبي (صلى الله عليه واله) أبدا إلى آخر الدهر وهل يسوع في العقول أن يترك هذا الأمر ولكن الواقع أن القرينة الصريحة كانت موجودة على أنه يريد أن يؤكد ما سبق منه في يوم الغدير وأنهم فهموا منه أن الكتاب يتعلق بالخلافة والإمامة بعده لأنه لا شئ أهم منها في تلك الحال وقد فهموا منه مما تقدم به يوم الغدير ويوم جمع بني هاشم في مكة في أول البعثة ومن أمور كثيرة وعلموا علما لا يداخله ريب أنه لن يعدو بها عليا

فهذا الذي دعا إلى أن يقول بعضهم غلب عليه المرض أو يهجر حسبنا كتاب ربنا وهل يمكن أن يخالف كتاب رسول الله كتاب ربهم .

رابع عشر يرد كل هذه التحملات ويبطلها إبطالا صريحا ما مر ويأتي عن ابن عباس من أنه كان يبكي بكاء شديدا إذا ذكر تلك الحادثة حتى تسيل دموعه على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ويتألم تألما شديدا كما يدل عليه قوله يوم الخميس وما يوم الخميس ، وقوله إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب الخ ؛ ولا شك أن ابن عباس فهم أن الكتاب لتأكيد ما جرى يوم الغدير فلذلك كان يبكي بكاء شديدا عندما يتذكر الحيلولة دون الكتاب ولو كان غير ذلك لما كان لبكائه موجب فالدين كامل ولم يفرط في القرآن من شئ والخليفة موجود فلماذا يبكي ابن عباس ويشتد بكاؤه ، وتمحل القسطلاني للاعتذار عما صدر من ابن عباس بما يأتي في شرح الرواية الثالثة وسنبين فساده .

وقال القسطلاني في شرح الرواية الثالثة : واستنبط منه أن الكتابة ليست بواجبة وأنه لم يتركها (صلى الله عليه واله) لأجل اختلافهم لقوله تعالى : {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } [المائدة: 67] ، كما لم يترك التبليغ لمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه وكما أمر في تلك الحالة باخراج اليهود من جزيرة العرب وغير ذلك ؛ قال ولا يعارض ذلك أن ابن عباس كان يقول : إن الرزية كل الرزية الخ لأن عمر كان أفقه من ابن عباس قطعا وذلك لأنه إن كان من الكتاب بيان احكام الدين ورفع الخلاف فقد علم عمر حصول ذلك من قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [المائدة: 3] وذكر نحوا مما مر عنه في شرح الرواية الأولى .

ونقول : أولا استنباط أن الكتابة ليست بواجبة من ترك النبي لها لأجل اختلافهم ، في غير محله بل الظاهر أن تركها لما ظهر له من عدم جدواها بدليل قوله في الرواية الرابعة : أو بعد ماذا ؟ وفي رواية المفيد أ بعد الذي قلتم ، كما مر ، فاكتفى بالتبليغ الشفوي للأمر الذي ترك عمدا أو قيل عنه أنه نسي فان الواجب التبليغ كتابة أو باللسان والأول أبلغ فلما منع  منه اكتفى بالثاني وكيف كان فليس بيدنا ما يوجب القطع بأنه لم يبلغ لسانا .

ثانيا التبليغ كان قد حصل منه يوم الغدير وغيره كما مر وظاهر الحال أن الكتابة كان يراد بها تأكيد ما سبق منه يوم الغدير وغيره وتأكيد إقامة الحجة فلما سمع منهم نسبته إلى الهجر وإلى غلبة المرض عليه ورأى لغطهم وصياحهم وخصامهم عنده الذي يراد به تشويش الأمر عليه ليمتنع من الكتاب أعرض عنهم وطردهم من عنده وتبرم بهم وقال قوموا عني واكتفى بالتبليغ السابق وبقوله أوصيكم بأهل بيتي خيرا وبالشيء الذي زعم الزاعم أنه نسي .

ثالثا قد عرفت في الأمر الثاني عشر في الرد على تفسيره الرواية الأولى أن حمل الأمر على الاستحباب فاسد وأنه لا يمكن أن يكون شئ أوجب من كتابة ما يحفظ الأمة من الضلال إلى آخر الدهر .

رابعا الكتابة إن لم تكن واجبة فلا أقل من رجحانها واستحبابها كما يدل عليه الأمر بها ، والتبليغ كما يجب في الواجبات يجب في المستحبات وليس لأحد أن يمنع منه في واجب أو مستحب لقوله تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65] والاعتذار عنه بإرادة رفع المشقة عن النبي (صلى الله عليه واله) قد علم فساده مما مر ومن تبليغه الأمور الثلاثة التي نسوا أو تناسوا ثالثها .

خامسا استدلاله على كون عمر أفقه من ابن عباس بمنعه النبي من الكتابة إشفاقا عليه من المشقة ينافيه أن النبي كان أفقه منهما قطعا وأعلم بالمصلحة فمنعه من أمر راجح يريد فعله ليس فيه شئ من الأفقهية وإلا لكان أفقه من النبي أيضا .

سادسا ابن عباس كان يقول أو يقال عنه إن عنده ثلثي علم رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو تلميذ علي بن أبي طالب وخريجه الذي كان يقول فيه عمر : قضية ولا أبو الحسن لها ، لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن ، لولا علي لهلك عمر ، فدعوى القطع بان عمر أفقه من ابن عباس مجازفة .

وقول زينب أم المؤمنين في الرواية العاشرة ألا تسمعون النبي يعهد إليكم ، توبيخ لهم وتقريع على عدم سماعهم عهد النبي إليهم وهو في آخر حياته الذي يدل على أنه عهد في شئ عظيم . وما تضمنته الرواية العاشرة من قول عمر ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى هو قول بالرجعة .

الوصايا الثلاث التي نسيت إحداهن الحادية عشرة من الروايات الواردة في طلب الدواة والكتف ما رواه البخاري في صحيحه في باب مرض النبي (صلى الله عليه واله) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله (صلى الله عليه واله) وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا ما شانه أ هجر ؟ استفهموه فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصاهم بثلاث قال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها .

الثانية عشرة ما رواه الطبري في تاريخه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله إلا أنه قال لا تضلوا بعدي أبدا وقال ولا ينبغي عند نبي ان يتنازع وقال فذهبوا يعيدون عليه ، وقال وسكت عن الثالثة عمدا أو قال فنسيها ورواه الطبري بطريق آخر مثله غير أنه قال ولا ينبغي عند نبي أن ينازع .

الثالثة عشرة ما رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله إلا أنه قال ائتوني بدواة وصحيفة وقال فذهبوا يعيدون عليه وقال فسكت عن الثالثة فلا أدري قالها فنسيتها أو سكت عنها عمدا (اه) .

قال القسطلاني في ارشاد الساري في شرح الرواية الحادية عشرة فتنازعوا فقال بعضهم نكتب لما فيه من امتثال الأمر وزيادة الايضاح وقال عمر حسبنا كتاب الله فالأمر ليس للوجوب بل للإرشاد إلى الأصلح .

وأقول : اما أن الأمر ليس للوجوب فقد علم فساده مما مر في الأمر الثاني عشر في الرد على تفسيره الرواية الأولى وانه لا يمكن أن يكون شئ أوجب من كتاب يحفظ الأمة من الضلال إلى آخر الدهر وهبه للإرشاد فهل هو إرشاد إلى شئ تافه لا يؤبه له أنى والنبي (صلى الله عليه واله) يصرح بأنه يحفظ الأمة من الضلال بعده إلى آخر الدهر قال : ولا يبتغي عند نبي تنازع : قيل هذا مدرج من قول ابن عباس ويرده قوله (عليه السلام) في كتاب العلم في باب كتابه العلم ولا ينبغي عندي التنازع (اه) .

وأقول إذا قال النبي في موضع لا ينبغي عندي التنازع لا يمنع أن يقول مثله ابن عباس في موضع آخر ويمكن أن يكون سمع مضمونه منه فقاله وكيف كان فهو يدل على أنهم أخطأوا وأساؤوا الأدب بتنازعهم عنده .

قال فقالوا ما شانه أ هجر الهجر بالضم الهذيان الذي يقع من كلام المريض الذي لا ينتظم وانما قال ذلك من قاله منكرا على من توقف في امتثال امره باحضار الكتف والدواة فكانه قال كيف نتوقف أ تظن انه كغيره يقول الهذيان في مرضه امتثل امره فإنه لا يقول الا الحق استفهموه بصيغة الأمر فذهبوا يردون عليه اي يعيدون عليه مقالته ويستثبتونه فيها (اه) .

وأقول : هذا التأويل الذي ذكره من حمل قولهم : أ هجر ؟ على الاستنكار مع بعده عن سوق الكلام يرده صريحا ما في الروايات الأخرى المتقدمة ففي الرواية الرابعة : إن نبي الله ليهجر وفي السادسة انما يهجر رسول الله وفي السابعة فقالوا إن رسول الله يهجر فهذه كلها صريحة في أنهم أسندوا الهجر إليه فكذلك في هذه الرواية لأن الروايات يفسر بعضها بعضا وكذلك قول بعضهم قد غلب عليه الوجع أو عليه الوجع لا يراد به الا الهجر كما مر وكذلك قولهم استفهموه وقوله فذهبوا يردون عليه دال على أن قولهم أ هجر كان للاستفهام المحض لا للانكار على من توقف في امتثال امره فبعد ما قالوا استفهموه لتعلموا هل كان كلامه هجر أو عن روية وادراك قال فقال دعوني فالذي أنا فيه من المشاهدة والتأهب للقاء الله عز وجل خير مما تدعوني إليه من شأن كتابة الكتاب (اه) .

وأقول قوله دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني معناه والله العالم انه خير مما تدعوني إليه من الاستفهام عن إن قولي هجر أو حقيقة فان محاورتي في ذلك لا تفيد شيئا بعد ان قلتم ما قلتم ولا فائدة في كتابة الكتاب ولكنني أوصيكم مشافهة بثلاث : حفظ منهن اثنتين ونسيت الثالثة ولعلها أهمهن والله أعلم لم نسيت أو تنوسيت .

أما ما فسر به القسطلاني من أن ما أنا فيه خير مما تدعوني إليه من شأن كتابة الكتاب فلا يكاد يصح فإنه لو صح لكان يعلم من أول الأمر ان ما هو فيه خير من شأن كتابة الكتاب فلماذا دعا بالدواة والكتف ليكتبه لهم وترك ما هو أقل خيرا منه ، هذا ما لا يفعله حكيم وقال : وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها قيل الساكت هو ابن عباس والناسي سعيد بن جبير ، لكن في مستخرج أبي نعيم قال سفيان قال سليمان بن أبي مسلم لا أدري أ ذكر سعيد بن جبير الثالثة فنسيتها أو سكت عنها فهو الراجع (اه) أقول لا ينبغي التأمل في أن المسند إليه السكوت أو النسيان هو ابن عباس لأن جميع ما يذكر في الرواية يسند إلى آخر رجل يذكر في السند وحينئذ فالمراد ان ابن عباس سكت عن الثالثة أو أنه قال فنسيتها فابن جبير متردد في أن ابن عباس ترك الثالثة فلم يذكرها أو أنه قال نسيتها ويوضح ذلك ما في رواية الطبري وسكت عن الثالثة عمدا أو قال فنسيتها فإنه ظاهر في أن ابن جبير شاك في أن ابن عباس ترك الثالثة عن عمد أو قال فنسيتها فيكون تركها لنسيانه إياها وحينئذ فيغلب على الظن ان الصواب في رواية الطبقات فلا أدري قال فنسيتها أو

سكت عنها عمدا وابدال قال بقالها من النساخ وما في مستخرج أبي نعيم لعله اجتهاده وكيف كان فسكوت ابن عباس عن الثالثة عمدا يستلفت النظر ؛ وكيف يسكت ابن عباس عمدا عن وصية أوصى بها النبي (صلى الله عليه واله) في آخر ساعة من حياته ويكتمها وهو يعلم ما في كتمان العلم من اثم وعقاب .

هذا ما لا يذعن به عاقل فلا بد أن يكون تركه لها عمدا لعذر معقول وليس إلا الخوف فان ما عداه لا يصلح عذرا فإذا كان داعية لتركها الخوف فلا بد أن تكون تأكيدا لما جرى يوم الغدير فإنه لا شئ يخاف منه غير ذلك وإن كان ابن عباس قال إنه نسيها فمما لا يقبله العقل أيضا فابن عباس في حفظه الشهير وعلمه الغزير لم يكن لينسى وصية للنبي (صلى الله عليه واله) في آخر ساعة من حياته هي بضع كلمات ولا ليتهاون بها ومن يحفظ ثمانين بيتا في الغزل لابن أبي ربيعة ثم يعيدها طردا وعكسا ويقول عن نفسه ما سمعت شيئا قط فنسيته واني لأسمع صوت النائحة فاسد أذني كراهة ان احفظ ما تقول لا يمكن ان ينسى مثل هذه الوصية وهي كلمات معدودة كما لا يمكن أن يترك نقلها عمدا فيشبه أن يكون تناساها أو تناستها الرواة خوفا من نقل ما اشتملت عليه ولو سلمنا ان الساكت ابن عباس والناسي ابن جبير أو إن الساكت ابن جبير والناسي سليمان فليس ذلك مما ينساه ابن جبير أو يتهاون به ولا سليمان ويظهر الوجه في تناسيه المعبر عنه بالنسيان أو السكوت عنه مما مر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.