أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-09
![]()
التاريخ: 2024-02-10
![]()
التاريخ: 2024-07-31
![]()
التاريخ: 2024-12-21
![]() |
الملك يستقبل «رخ مي رع»: يُشاهَد على النصف الجنوبي من الجدار الغربي من القاعة صورة الفرعون «تحتمس الثالث» وهو جالس على عرشه، وقد نقش معه الخطاب الطويل الذي وجَّهه لوزيره «رخ مي رع» عندما نصبه وزيرًا، وقد استعرض في هذا الخطاب السلطة التي خلعها عليه، وكذلك توكيله لاستقبال سفراء الدول الذين يحملون الهدايا إليه، ومن المحتمل أن هذا الحادث قد وقع عند الحفل بعيد «سد» في السنة الثالثة والثلاثين من حكم هذا الفرعون. وقد قلنا في الجزء الثالث من هذا الكتاب إن هذا الخطاب الذي كان يوجِّهه الفرعون إلى وزيره يرجع عهده إلى الأسرة الثانية عشرة، وقد أدلينا بالبراهين التي استندنا إليها في هذا الزعم (راجع ج3). وفي المنظر الذي أمامنا في هذه المقبرة نشاهد مكانَ صورة «رخ مي رع» التي مُحِيت بيد أعدائه فيما بعدُ، وكان واقفًا أمام الفرعون، والظاهر أن وقفته في هذا المنظر كانت تشبه وقفه عمه «عامثو». وعلى أية حال فقد بقي لنا متن يلخِّص لنا الموقفَ والمنظر معًا (راجع: Pl. XIV)، وهو: التعاليم الرشيدة التي فرضت على الوزير «رخ مي رع» واجتماع المجلس في حضرة الفرعون له الثناء، وطلب الوزير المنصب حديثًا ليمثل أمام الفرعون.
مهام الوزير التي وضعها الملك: «قال له جلالته: انظر إلى قاعة الوزير، وكُنْ يَقِظًا للقيام بكل الإجراءات فيها. تأمَّلْ، إن ذلك يعني توطيد حالة البلاد قاطبةً. تأمَّلْ، إن منصب الوزير ليس حلوًا قط بل إنه مر المذاق كالصبر. تأمَّل، إنه البرنز الذي يحيط بنضار بيت سيده. تأمَّلْ، إن القصد منه ألَّا يجعل لنفسه ولا لموظفي إدارته اعتبارًا ما، وألا يتخذ من الشعب عبيدًا. تأمَّلْ! إن كل ما يعمله الإنسان في بيت سيده هو أن يتحدَّث بما يرضى …»
حب الشعب له: «تأمَّلْ، إذا حضرك شاك من الوجه القبلي أو الوجه البحري، أي: من البلاد قاطبةً، مستعدًّا للمحاكمة … لأجل سماع قضيته، فواجبك أن ترى كلَّ إجراء لازم لذلك قد اتخذ على حسب القانون، وأن يكون كل تصرُّف يتفق مع العرف الجاري … تأمَّلْ! عندما يكلف حاكم بسماع قضايا، عليك أن تجعلها علنيةً، وبذلك تجعل الماء والهواء ينقلان كلَّ ما عساه أن يفعل. تأمَّلْ، فإنه بذلك لن يبقى سلوكه خافيًا، وعلى ذلك إذا أتى أي أمر (غير مُرْضٍ) يُلام عليه، فيجب ألا ينصب ثانيةً بأمر من رئيسه، بل يجب أن يعلم الناس فعلته التي فعلها بواسطة القاضي الذي حاكمه، وعلى القاضي أن يشترك مع رئيسه في النطق بالحكم بالصيغة التالية: إنها ليست قضيةً لأصدر حكمي فيها، وإني أرسل الخصم ليتحاكم أمام الوزير أو أمام أيِّ موظف كبير، وبذلك لن يخفى على الناس ما فعله.»
تمسُّكه بالقانون: «تأمَّلْ! إن التمسُّك بالمبادئ الأولى القانونية، فيه أمان للحاكم في تنفيذ التعليمات الجارية، وعلى ذلك فإن المدَّعِي الذي يحاكم يستطيع أن يقول: «ليس هناك عقبة لنيلي حقي.» تأمَّلْ! تأمَّلْ! إنها تعاليم ثابتة مثل قوانين «منف» ومثل النطق الملكي، ومثل صرامة الوزير، ومثل إصدار المرسومات؟ …»
تحذير مُقتبَس من التاريخ: «تجنَّبْ ما نُسِب للوزير «خيتي»، فإنه قد ظلم في حكمه رجلًا من عترته لمصلحة آخَرين، وذلك خوفَ الاعتراض عليه ورَمْيه بالتحيُّز، وهو بفعلته هذه قد حابى الظالم؛ ولذلك لما قدَّمَ أحد الناس احتجاجًا على دعوى قد دبَّرها على أحد أقارب الوزير، سارت الدعوى في مجراها، ونجح في كسبها بسبب إجحاف الوزير، وهذا كان مبالغةً منه (أي: الوزير) في تنفيذ العدالة … فالمحاباة بغيضة عند الله، وهذا تعليم يجب أن تسير على سننه.»
إرشادات في المعاملات: «يجب أن تراعي مَن تعرفه كما تراعي مَن لا تعرفه، وكذلك الفرد الذي يلتجئ إليك كالفرد البعيد عنك … فإذا سار حاكم على حسب هذه الطريقة فإنه سيصيب النجاح في هذه الإدارة، ولا تتخطَّ مدَّعيًا قبل أن تسمع شكايته، وإذا كان هناك خصم يريد أن يشكو إليك فلا … فالذي يقوله بكلمة، وإذا رفضت شكايته فعليك أن تجعله يسمع السبب الذي من أجله رفضتَ شكايته. تأمَّلْ! فإنه يقال إن المدَّعي يفضِّل سماعَ أقواله عن أن يفصل في القضية التي حضر من أجلها.»
سلوك الوزير الشخصي: «لا تغضبن على رجال ظلمًا، بل اغضب على مَن يستحق الغضب عليه، ابعث الرهبة في نفسك حتى يخشاك الناس؛ لأن ذلكم الموظف الذي تخشاه الناس هو الموظف الحقيقي. تأمَّلْ! إن شهرة الموظف تنحصر في أن يفعل ما هو حق. تأمَّلْ! إن الرجل إذا بعث الخوف منه مرات عدة أكثر ممَّا يجب فقد يدعو ذلك إلى اتهام الناس له بعدم الاستقامة، ولن يقولوا عنه: «إنه رجل!» تأمَّلْ! إنه لكذب أن تقول: إن الموظف الذي يحرِّف الكَلِم عن مواضعه سيفلح على حسب ما أصاب من شهرة. تأمَّلْ! إنك ستصل إلى حيث يكون القيام بوظيفتك، وعملك ما هو حق سيان عندك. تأمَّلْ! إن المثل الأعلى هو أن تكون المعاملة الحقة هي الدعامة في نجاح الوزير. تأمَّلْ! إن عمله ينحصر في القيام بأداء الإشراف الدقيق؛ لأنه كاتب «ماعت» (إلهة العدل) وهكذا يقال عنه.»
الوزير يعمل على حسب نظام: «والآن إن القاعة التي تسمع فيها القضايا تحتوي حجرة فسيحة الأرجاء، وفيها وثائق عن كل الأحكام القضائية، والرجل الذي سيقضي بالحق على رءوس الأشهاد كلهم هو الوزير. تأمَّلْ! إن الرجل حينما يكون قائمًا بمهام وظيفته يجب عليه أن يعمل على حسب التعليمات التي أعطيها، والرجل الذي يعمل طبقًا لما أمر به لا حرج عليه، فلا تتبعن هواك في أمور قد عرفت مبادئها القويمة. تأمَّلْ! إنه لمن سوء طالع الرجل المتهوِّر أن يفضِّل الرجل الرزين على الرجل المتهوِّر، فعليك إذن أن تعمل على حسب القوانين التي أعطيتها. تأمَّلْ! إن من واجبك بوصفك شريكًا في العمل أن توجِّه اهتمامك للأرض الزراعية، وذلك بوضع نظام محكم، فإذا اعترضتك صعاب عندما تقوم بتحقيق، فعليك أن تكلِّف المشرفين على الأراضي والمشرفين على «شنتو» وموظفي الأقاليم بدرس المسألة، وإذا كان الشخص الذي سيفحص المسألة موظفًا كبيرًا، فعليك أن تسأله ما الذي فعلته في الموضوع الذي أُسنِد إليك؟» وبعد ذلك الخطاب الرائع نشاهد الوزير خارجًا في موكب رسمي بعد هذه الجلسة من بين يدي الفرعون حاملًا عصًا طويلة، ويتقدَّمه حرس الشرف الذي كان يشمل ستة رجال، وقد كُتِب على هذا المنظر ما يأتي: «مغادرة عمدة المدينة والوزير «رخ مي رع» البلاط — له الثناء — حيث قد نال تقدير سيد القصر، كما وكل إليه أمر سياسة مصر وإدارة شئونها، وذلك على غرار ما عمل والده عمدة المدينة والوزير «عامثو».» يضاف إلى ذلك أن المتن الذي نُقِش فوق صورة ستة العظماء يفسِّر لنا أنهم كانوا يُفسِحون الطريق لرئيسهم الوزير عند مغادرته قاعة العرش، كما نفهم منه أيضًا أن ذلك هو نهاية منظر تنصيب الوزير، فاستمع إلى ما جاء فيه (Pl. XVI. 1–16) سمار الفرعون — له الحياة والسعادة والصحة — يخرجون أمام الوزير، والمديح يندفق منهم، ويغنون ابتهاجًا بالكلمات التالية: «يا أيها الحاكم صاحب الآثار الجميلة، يا «منخبر رع» يا مَن يثبت كل وظيفة ويمد المعابد بالقوانين والمبادئ الرشيدة من كل نوع وهو آمن على عرشه، يا مَن ينصب الأشراف في أماكن آبائهم، ليته يكرِّر الاحتفال بعيد «سد»، وليته يكون قائد القوم عائشًا مخلدًا. » وقد كان كل واحد من هؤلاء السمار يحمل غصنًا أخضر يانعًا إشارةً إلى الفرح والسرور.
رخ مي رع يستقبل جزية البلاد الأجنبية: وتدل النقوش على أن الوزير قد عقد جلسةً لاستقبال ممثِّلي البلاد الأجنبية، ويُحتمل أنها كانت رمزًا لتقلُّده كرسي رياسة الوزارة؛ إذ نشاهد «رخ مي رع» تتقدَّمه طائفة من الكَتَبة والخدم، ويفسِّر لنا جزء من المتن التابع لهذا المنظر أن الوزير كان يتسلَّم جزيةَ البلاد الجنوبية (راجع: Pl. XVI, 1–8) الخاضعة لمصر، هذا بالإضافة إلى جزية بلاد «بنت»، وبلاد «رتنو» (آسيا)، وكذلك هدايا بلاد الكفتيو (كريت)، هذا غير أسرى البلاد المختلفة الذين استولى عليهم الوزير لفخامة جلالة ملك مصر «منخبر رع» العائش مخلدًا. ونعلم من قائمة الإنعامات والوظائف أن الفرعون قد نصبه على رأس أتباعه وصيًّا على الأرض قاطبةً؛ لأنه أدَّى للمليك خدمات جليلة، على أن هؤلاء الوفود الأجانب قد لمسوا المنزلة السامية التي يتمتع بها «رخ مي رع» عند سيده. ولا نزاع في أن هذا المنظر الذي يقدِّم فيه أولئك الأقوام الأجانب خضوعهم لمصر واعترافهم بسيادتها يُعَدُّ من المناظر الهامة جدًّا، وعلى الرغم من أن هذا المنظر قد جمع بين أقوام الشمال والجنوب (أي: آسيا وبلاد السودان) في صورة واحدة، فإن ما حواه من أشكال ومعلومات جعلته يحتل مكانةً هامةً جدًّا، وبخاصة إذا علمنا أن أمثال هذه المشاهد كانت غريبةً نسبيًّا عن أعين المصريين في إبَّان الفتوح الأولى، وبخاصة قبل أن يختلط المصريون بهؤلاء الأقوام اختلاطًا تامًّا، كما حدث في الأزمان التي تلت العهد الذي نحن بصدده الآن.
العلاقات الخارجية: ونرى أمامنا في هذا المنظر من هؤلاء الأقوام اثنين يمثِّلان أهالي بلاد «بنت»، ثم يأتي بعدهما طراز من الناس يمثِّل ثقافة شمالي البحر الأبيض المتوسط، أي: بلاد كريت، وهذان الإقليمان بعيدان عن متناول الجيوش المصرية، ومع ذلك فإنهما كانا مدينين لمصر بما كان بينهما وبينها من تجارة رابحة رائجة، هذا فضلًا عن أشياء أخرى كثيرة غير ذلك، ومن ثَمَّ نعلم أن سكان هذين البلدين كانوا يعدون طبقة تختلف عن البلاد التي فتحتها مصر بحد السيف، وهما بلاد السودان والأقطار الآسيوية، وكان يجلب منهما الأسرى، ومن ذلك نعلم أن بلاد «بنت» وبلاد «كريت» كان يربطهما بمصر رابطة التجارة على وجه خاص، أما بلاد السودان والأقطار الآسيوية فكانت بلادًا تابعة لمصر، وخضعت لها بحد السيف، وكان لزامًا على أهلها أن يقدِّموا الجزيةَ طوعًا أو كرهًا.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|