المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



للجرّاوي  
  
520   10:48 صباحاً   التاريخ: 2024-05-02
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:87
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2016 20959
التاريخ: 2024-08-18 361
التاريخ: 2023-09-27 1298
التاريخ: 2023-02-12 1045

للجرّاوي   

 وقال أبو بحر صفوان بن إدريس التجيبي: حدثني بعض الطلبة

بمراكش أن أبا العباس الجراوي كان في حانوت وراق بتونس وهناك في

يميل إليه  فتناول الفى سوسنة وأوما بها إلى خديه مشيرا وقال : أين الشعراء ؟ تحريكا للجراوي فقال ارتجالا:                87

وعلوي الجمال  إذا  تبدى                   أراك جبينه  بدرا أنارا

أشار بسوسن  يحكيه عرفا                   ويحكي لون عاشقه اصفرارا

قال أبو بحر: ثم سألني أن أقول في هذا المعنى فقلت بديا :

أومى إلى خده بسوسنة                 صفراء صيغت من وجني عبده

لم تر  عيني من قبله غصنا            سوسنه نابت إزا ورده

أعملت  زجري فقلت  ربتما            قرب خد المشوق من خده

فحدثني المذكور  أنه اجتمع مع أبي بكر ابن يحيى بن مجبر رحمه الله تعالى

قبل اجتماعه بي  في ذلك الموضع الذي اجتمع فيه بي بعينه فحدثه بالحكاية كما

حدثني وسأله أن يقول في تلك الحال فقال بديها:

بي رشأ وسنان مهما انثنى                      حار قضيب البان في قده

منولي الحسن وسلطانه                            صارت قلوب الناس من جنده

أودع في وجنته زهرة                              كأنها تجزع من صده

وقد تفاءلت على فعله                                أني أرى خدي على خده

فتعجبت من توارد خاطرينا               على معنى هذا البيت الأخير

قال أبو بحر: ثم قلت في تلك الحال :

أبرز من وجنته وردة        أودعها سوسنة صفرا

وإنما صورته آية                ضمنها من سوسن عشرا

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.