المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هويا Hoya carnosa
27-12-2020
أسباب النزول 2
11-11-2020
الانحراف خارج البيت
19-6-2016
فسيولوجية تغذية الماشية
2024-10-30
أسماء حروب وغزوات النبي(صلى الله عليه و آله)
5-11-2015
التـأجـيـر التـمـويـلـي
16/12/2022


التمثيلُ في الآية (11-12) من سورة التحريم  
  
2613   07:26 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص273-276 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

​قال تعالى : { وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ آمَنُوا امرأتَ فِرْعَون إِذْ قالَتْ رَبّ ابنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنّةِ وَنَجّني مِنْ فِرْعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجّني مِنَ الْقَومِ الظّالِمين* وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين }[ التحريم : 11ـ12]  .

تفسيرُ الآيات

(الحصن) : جَمعهُ حصون وهي القلاع ، ويُطلق على المرأة العفيفة ؛ لأنّها تُحصِّن نفسها بالعفاف تارةً وبالتزويج أُخرى .

(القنوت) : لزوم الطاعة مع الخضوع ، قوله : { كُلّ لَهُ قانِتُون } أي : خاضعون .

لمّا مثّل القرآن بنماذج بارزة للفجور من النساء ، أردَفهُ بذكر نماذج أُخرى للتقوى والعفاف من النساء بلغنَ من التقوى والإيمان منزلة عظيمة ، حتى تركنَ الحياة الدنيوية ولذائذها وعزفنَ عن كلّ ذلك بُغية الحفاظ على إيمانهنّ ، وقد مثّل القرآن بآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، فقد بلغت من الإيمان والتقوى بمكان أنّها طلبت من الله سبحانه أن يبني لها بيتاً في الجنّة ، فقد آمنت بموسى لمّا رأت معاجزه الباهرة ودلائله الساطعة ، فأظهرت إيمانها غير خائفة من بطش فرعون ، وقد نُقل أنّه وَتَدها بأربعة أوتاد واستقبلَ بها الشمس .

هذه هي المرأة الكاملة التي ضحّت في سبيل عقيدتها واستقبلت الشهادة بصدرٍ رَحب ولم تُعِر للدنيا وزخارفها أيّة أهمية ، وكان هتافها حينما واجهت الموت قولها : { رَبّ ابنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنّةِ وَنَجّني مِنْ فِرْعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجّني مِنَ الْقَومِ الظّالِمين } .

فقولها : (عِنْدَكَ) ، يهدف إلى القرب من رحمة الله ، وقولها : (فِي الجَنّةِ) يُبيّن مكان القرب .

فقد اختارت جوار ربّها والقرب منه ، وآثرت بيتاً يبنيه لها ربّها على قصر فرعون الذي كان يبهر العقول ، ولكن زينة الحياة الدنيا عندها نعمة زائلة لا تُقاس بالنعمة الدائمة .

ثمّ إنّه سبحانه يضرب مثلاً آخر للمؤمنات مريم ابنة عمران ، ويصفها بقوله : { وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين } .

ترى أنّه سبحانه يصفها بالصفات التالية :

1. { أحصَنَت فَرْجَها } فصارت عفيفة كريمة ، وهذا بإزاء ما افتعلهُ اليهود من البهتان عليها ، كما يعرب عنه قوله سبحانه : { وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً }[ النساء : 156] ، وفي سورة الأنبياء قوله : { وَالّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا }[ الأنبياء : 91] .

2. { فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا } : أي كونها عفيفة محصّنة صارت مستحقّة للثناء والجزاء ، فأجرى سبحانه روح المسيح فيها ، وإضافة الروح إليه إضافة تشريفية ، فهي امرأة لا زوجَ لها أنجبت ولداً صار نبياً من أنبياء الله العظام .

وقد أُشير إلى هذين الوصفين في سورة الأنبياء ، قال سبحانه : { وَالّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِين } .

وهناك اختلاف بين الآيتين ، فقد جاء الضمير في سورة الأنبياء مؤنثاً فقال : { فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا } وفي الوقت نفسه جاء في سورة التحريم مذكّراً { فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا } .

وقد ذُكر هنا وجه وهو :

إنّ الضمير في سورة الأنبياء يرجع إلى مريم ، وأمّا المقام فإنّما يرجع إلى عيسى ، أي : فنفخنا فيه حتى أنّ مَن قرأه (فيها) أرجعَ الضمير إلى نفس عيسى والنفس مؤنّثة .

أقول : هذا لا يلائم ظاهر الآية ؛ لأَنّه سبحانه بصدد بيان الجزاء لمريم لأَجل صيانة فرجها ، فيجب أن يعود الجزاء إليها ، فالنفخ في عيسى يكون تكريماً لعيسى ولا يُعدّ جزاءً لمريم .

3. { وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ } : ولعلّ المراد من الكلمات : الشرائع المتقدّمة ، والكتب : الكتب النازلة ، كما يُحتمل أن يكون المراد الوحي الذي لم يكن على شكل كتاب .

4. { وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين } : أي كانت مطيعة لله سبحانه ، ومن القوم المطيعين لله الخاضعين له الدائمين عليه ، وقد جيء بصيغة المذكّر تغليباً ، يقول

سبحانه : { يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعين }[ آل عمران : 43] .

ونختم البحث بذكر ثلاث روايات :

1. روى الطبري عن أبي موسى ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : (كمُلَ من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد) (1) .

2. أخرجَ الحاكم عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قصّ الله علينا من خبرهما في القرآن (قَالتْ رَبّ ابنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنّةِ)) (2) .

3. أخرجَ الطبراني عن سعد بن جنادة ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : (إنّ الله زوّجني في الجنّة : مريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وأُخت موسى) (3).

_________________

1 ـ مجمع البيان : 5/320 .

2 و 3 ـ الدرّ المنثور : 8/229 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .