أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
141
التاريخ: 8-5-2016
2235
التاريخ: 2024-10-18
404
التاريخ: 3-5-2016
5165
|
فسيولوجية تغذية الماشية
إن البحث في الأسس الفسيولوجية للتغذية على علائق الماشية يدعونا إلى دراسة نظام عمليات التغذية وهي الهضم والتمثيل الغذائي.
تعبر عملية الهضم في جسم الحيوان عن مدى كفاية المواد الغذائية والتي تلعب دورا هاما في التمثيل الغذائي حيث تعتبر عملية الهضم أول عمليات التمثيل الغذائي ومنها يبدأ حصول الجسم على المواد الغذائية من الوسيط المحيط به، ومع عملية الهضم يتم إفراز وإعادة امتصاص العصارات الهاضمة، ونتيجة إفرازها وامتصاصها خلال التمثيل الغذائي بين الجهاز الهضمي والدم والأنسجة يكتسب الجسم كمية كبيرة من الماء والأملاح المعدنية والمواد البروتينية ويحدث تبادل غذائي مستمر للأنسجة ومكونات الدم (تجديد الدم) في جسم الحيوان. وتُعتبر عملية الهضم إحدى العمليات الغذائية الهامة، ويؤثر فني التغذية على أول خطوات التمثيل الغذائي وذلك بتغيير مستوى ونظام التغذية ونسبة المكونات الغذائية في العليقة وتوجيه نظام التغذية إلى أحد الاتجاهات الإنتاجية.
وترتبط عملية الهضم المعقدة بالعمليات الفسيولوجية الأخرى مثل التنفس والدورة الدموية... إلخ. ولذلك فمن خلال عملية الهضم يمكن إلى حد كبير توجيه العمليات الفسيولوجية الأخرى، ويقوم الجهاز العصبي والمخ بالدور الهام في التحكم في العلاقة المعقدة بين الوسط الخارجي وجسم الحيوان.
وتمر عملية هضم العليقة بمراحل في الجهاز الهضمي:
أ - إفراز العصارات الهاضمة التي لها دور فسيولوجي وكيماوي على الكتلة الغذائية.
ب - حركة الجهاز الهضمي التي تقوم بخلط وانتقال الكتلة الغذائية خلال المعدة وقنوات الأمعاء.
ج - امتصاص العناصر الغذائية المهضومة في الدم والتي تمتص من خلال جدر المعدة والأمعاء مثل الأملاح المعدنية ومواد غذائية مهضومة أخرى، والتخلص من المواد التي لم تهضم والضارة بالجسم من نواتج عملية التمثيل الغذائي.
ومن خلال هضم العليقة تتحول الكربوايدرات والبروتينات والدهون إلى مواد بسيطة جدا تذوب في الماء وتمتصها جدر المعدة والأمعاء، كما تساهم الانزيمات الموجودة في عصارات المعدة والبنكرياس والأمعاء في تحلل المواد الكربوهيدراتية والبروتينية والدهنية، ويحتوي العصير المعدي في تكوينه على انزيم البيسين الذي يحلل البروتين إلى بیتون peptone والبيومين، وفى البنكرياس توجد الانزيمات:
1 - امیلیز Amylaze الذي يقوم بهضم الكربوايدرات المعقدة (النشا والسكر) وتحويلها إلى سكر بسيط جدا وهو الجلوكوز.
2 - تربسين ويهضم البروتينات والببتونات والالبيومين إلى أحماض أمينية.
3- لايبيز لهضم الدهون إلى جلتسيرين وأحماض دهنية.
وفي تركيب العصير المعوي يُوجد انزيم لهضم الدهون وأيضًا انزيمات مثل إيربسين الذي يتولى هضم البيتونات، كذلك يوجد الالبيومين ومالتيز وسكروز أو سكر القصب Saccharose وانزيمات أخرى لهضم الكربوايدرات تنتج صورا مختلفة من السكر، وتأثير العصارات الهاضمة للمعدة حامضي للأمعاء والبنكرياس قلوي.
وبجانب الدور الذي تقوم به العصارات الهاضمة تساهم في عملية الهضم الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في المعدة والأمعاء، وتعتبر البكتريا والبروتوزوا والأحياء المجهرية ذات أهمية خاصة بين الكائنات الدقيقة حيث تقوم بهضم الألياف وتكوين البروتين الميكروبي.
ويمكن تقسيم الحيوانات الزراعية بالنسبة لنوعية العمليات الهضمية إلى نوعين من السلوك الفسيولوجي.
1 - حيوانات ذات معدة واحدة مثل الخنازير والخيل التي تتم فيها عملية الهضم للأغذية بصفة أساسية تحت تأثير الانزيمات الهضمية، ويحدث في الأمعاء امتصاص العناصر الغذائية، ويحدث النشاط الميكروبي في الأمعاء الغليظة.
2 - حيوانات مجترة ذات معدة مركبة مثل الماشية والأغنام وتتكون المعدة المركبة من أربعة معدات، الكرش rumen والشبكية reticlum والورقية Omasum والمعدة الحقيقية Abomasum.
ويعتبر الكرش أكبر المعدات حجما وسعته من 40 إلى 60 جالون في الماشية التامة النمو ونسبة إلى حجم الحيوان.
وتعتبر الحيوانات المجترة بالنسبة لعملية الهضم معدية معوية الهضم، ومن هذا يتضح أنه عند دراسة الأسس الفسيولوجية لتغذية الماشية لابد من الأخذ في الاعتبار ليس فقط عملية الهضم ولكن أيضًا الخصائص الفسيولوجية الواقعية المحددة التي تميز نوعية الهضم للماشية.
وفي الدراسات الخاصة بفسيولوجيا الهضم للحيوانات الزراعية يمكن تحديد اتجاهين:
الأول: دراسة الصفات الإفرازية والقوة المحركة لأعضاء معينة من الجهاز الهضمي، والثاني: دراسة معقدة لعمليات التغذية والهضم والتمثيل الغذائي وارتباطها بعوامل التغذية ورعاية الحيوانات، وأيضًا بالنسبة لاتجاه ومستوى إنتاجهم، والأفضل في دراسة موضوعات فسيولوجيا الهضم للماشية دراسة العوامل الفسيولوجية التي تؤثر في عملية التغذية.
العمليات التي تؤثر في هضم الأغذية في الكرش :
في كرش الماشية تحدث مجموعة من العمليات الميكروبية والكيماوية الحيوية التي تتطلب توفر ظروف معينة في الوسط المحيط بالحيوانات.
وبناء على التجارب والملاحظات اتضح أن التفاعل لمحتويات الكرش (الكيموس) طبقا لتكوين العليقة إما أن يكون حامضيا ضعيفًا أو قلويًا ضعيفًا، وإن تفاعل محتويات الكرش الذي يؤدى إلى تركيز أيونات الايدروجين pH وبقاءها في حالة ثابتة يتراوح من 6.5 (حامضي ضعيف) إلى 7.4 (قلوي ضعيف). وفى خلال اليوم - بصرف النظر عن تقديم العليقة - لم يُلاحظ تغير كبير في تفاعل محتويات الكرش. وهذا الوضع يُعتبر بيئة ملائمة لأجل نمو الأحياء الدقيقة واستمرار العمليات الكيماوية الحيوية في المعدة.
ويترطب الغذاء عندما يتناوله الحيوان ويختلط باللعاب ذو التأثير القلوي، ولذلك يصل الغذاء إلى المعدة وله تأثير قلوي، ولكن في المعدة وفيها يتجمع الغذاء بكمية كبيرة ويختلط ببعضه نتيجة لانقباضات جدار الكرش والشبكية المتوالية، وفي الحالة العادية في خلال خمس دقائق تحدث 7 - 10 انقباضات للكرش ونتيجة لهذه الحركة القوية تختلط المحتويات القلوية التأثير من تأثير اللعاب ويحدث التعادل نتيجة الحموضة التي تحتويها المعدة نتيجة لحدوث تخمر للكربوايدرات في الكرش وتتراكم الأحماض مثل حامض الخليك وحامض البيوتريك وأحماض أخرى.
وتتكون نواتج تخمر الكربوايدرات بصفة مستديمة في الكرش، ولذلك من لحظة بداية تناول العليقة إلى تناولها مرة أخرى يمكن أن تحدث زيادة في حموضة محتويات الكرش، ولكن هذا لا يحدث في الحيوانات المجترة نظرًا لأنها تجتر غذاءها كل فترة وتقذف بمحتويات الكرش في فراغ الفم ويعاد هضم الغذاء (الكيموس). وفي وقت الاجترار تُفرز كمية كبيرة من اللعاب القلوي التأثير. وقد اتضح أن البقرة تفرز من 60 - 65 لترا من اللعاب في خلال اليوم وتقريبا ثلث اللعاب يُستخدم لأجل ترطيب الغذاء وحوالي ثلثي اللعاب يفرز أثناء الاجترار وفى فترة الراحة بين عمليتي اجترار.
وتعتبر الصفات الطبيعية للعليقة في وقت عملية التغذية من العوامل الأساسية في إثارة اللعاب، وأول هذه العوامل جفاف العليقة ولذلك في وقت الاجترار لا يلعب جفاف العليقة دورًا هامًا وذلك لأنه عند رجوع الغذاء من الكرش إلى الفم في أثناء عملية الاجترار تحتوي كتلة الغذاء رطوبة لا تقل عن الرطوبة وهى في حالة طازجة 90٪، وعند التغذية على عليقة غضة ذات رطوبة عالية يُلاحظ عدم ارتفاع مستوى الإفراز المستديم للعاب، وعند الاجترار لا يحدث إفراز من مركز اللعاب، وبناء على ذلك فإن إثارة اللعاب في وقت الاجترار يعتبر صفة تذوقيه للكتلة الغذائية نتيجة للتأثير الحامضي، وفي أغلب الحيوانات تفرز اللعاب فقط الغدد القريبة من الأذنين parotid glands في وقت اجترار الغذاء. وفى الماشية الخلايا اللعابية parotid تفرز اللعاب ليس فقط في وقت تناول العليقة أو الاجترار ولكن أيضًا في الفترة بين عمليتي اجترار، وهذا الأسلوب المستمر في الإفراز من الغدد اللعابية التي بجوار الأذن مرتبط بالعمليات التي تحدث في الأماكن الأخرى التي تلى المعدة مثل البنكرياس، ولذلك فإن دور الفراغ الفمي في وقت الاجترار وقبل دخول العليقة يوجه لتسهيل وضمان الهضم في المعدة.
والهضم في الفراغ الفمي في هذه الحالة من الأهمية النظر إليه كجزء من عملية الهضم في الكرش وموجه نحو الأسلوب والعمليات الطبيعية الفسيولوجية لمكونات الكرش بالإضافة إلى تهيئة التفاعلي المطلوب في الكرش.
ومن الممكن القول إن بداية عملية الاجترار نتيجة لمؤثر آلي وكيماوي، ويحدث التأثير من خلال نهايات الأعصاب المنتشرة على جدار المعدة وكذلك تأثير الجهاز العصبي المركزي على الغدد اللعابية.
ومن تجارب معمل فسيولوجيا الهضم (T.E. Rolitch) التي أجريت على الماشية اتضح أن التأثير الميكانيكي والحراري على الجدار الداخلي للكرش يتم برفع حموضة محتويات الكرش عن طريق إدخال محلول حامضي في المعدة يؤدى إلى الارتفاع العالي في إفراز اللعاب.
والإفراز المستديم للعاب ودخوله في الكرش لإحداث تعادل للنواتج الحامضية التي تتكون نتيجة حدوث التخمر والتي تتكون بصفة مستديمة في الكرش بالإضافة إلى الأحماض الداخلة في تكوين العليقة. ولذلك فإن السيلاج في العليقة يلعب دورا هاما ليس فقط كعليقة محتوية على مواد غذائية ولكن كغذاء محفز لإفراز العصارات الهضمية ولكن تغذية الحيوان على كميات كبيرة من السيلاج الحامضي لا يُنصح بتناوله حيث أن التغذية على عليقة شديدة الحموضة يمكن أن تؤدى إلى الإثارة العالية لإفراز الغدد اللعابية وتكوين بيئة غير مناسبة لنمو الكائنات الميكروبية الدقيقة ولأداء العمليات البيولوجية الدقيقة في المعدة المركبة.
والعلائق قلوية التأثير أيضا يمكن أن تؤدى إلى إحداث تأثير واضح على عمليات إفراز اللعاب والهضم المعوي، ومن الأهمية توفر معرفة الاستجابة الفسيولوجية اللازمة لهذا التأثير في الكرش حيث أن التغير الكبير في الاستجابة يمكن أن يؤدى إلى تعطيل عملية الهضم. وبناء على هذا من المفيد عدم الاستعانة بالطريقة المستخدمة لتكوين العلايق الخالية من الألياف والتي تهيء وسطا قلويًا مركزا، كما تؤدى إضافة الصودا بكميات تتساوى مع كميات الصودا التي يحتويها اللعاب (150-200 جم يوميا) إلى تعطيل الهضم.
وتعتبر درجة حرارة كرش الماشية ذات أهمية كبيرة، وقد اتضح بالتجارب التي أجريت أن درجة حرارة محتويات كرش الأبقار خلال اليوم تراوحت بين 38-41 م، ففي الساعات النهارية تبقى درجة الحرارة في حدود 38 - 39 م وفي المساء من 39 - 41 م ، ويُفسر ارتفاع الحرارة في محتويات الكرش ساعات الليل لزيادة تركيز العمليات الميكروبيولوجية في هذا الوقت من اليوم، كما تعتبر رطوبة محتويات الكرش ثابتة.
ويساعد ثبات الاستجابة السريعة للظروف اللازمة لتكاثر الكائنات الدقيقة في الكرش. ومن المعروف أن المجال الميكروبيولوجي في الأجزاء الأولى من المعدة المركبة ثابت بدرجة كبيرة من حيث نوعيتها وكمياتها، وأن تغيير نظام التغذية والحالة الفسيولوجية يمكن أن يؤدى إلى التغير لحد ما في بعض العمليات الفسيولوجية وكذلك أعداد الكائنات الدقيقة ولكن مداها ليس كبيرا.
وقد ثبت عمليا أن المعدة المركبة للحيوانات المجترة تهضم وتمتص 40-45% من العليقة ويحدث هضم المواد الغذائية بطريقة غير متساوية، ومحتوى الغذاء المهضوم الذي يمر من المعدة المركبة إلى الأمعاء لا يحتوي على كل المواد الكربوايدراتية لأن حوالي 80٪ من المواد الكربوايدراتية تمتص في المعدة المركبة، ويُمتص في الأمعاء البروتين والدهون والعناصر المعدنية.
الهضم في المعدة الرابعة:
الغذاء المهضوم في الكرش وفى الشبكية ينتقل إلى المعدة الرابعة (المنفحة)، وفي الغطاء المخاطي للمعدة الرابعة توجد غدد تفرز الإفراز المعدي. وهذا الإفراز المعدي للحيوانات المجترة يتميز باحتوائه على كمية ليست كبيرة من الأحماض (0.1 - 0.3 %) والبيسين.
والعصير المعدي لصغار الأبقار يحتوي على كميات كبيرة من إنزيم chymosine الذي يُحدث تجين لبروتين اللبن.
وتعمل الغدد المعدية للأبقار بلا توقف وتفرز كمية كبيرة من الإفرازات اليومية، ويرتبط الإفراز المستمر للإفراز المعدي مع الوجود المستمر لمحتويات المعدات الثلاث الأولى في المعدة الرابعة (المنفحة)، ويصبح الوسط شديد الحموضة في المعدة الرابعة نتيجة انتقال الغذاء من المعدات الثلاثة الأولى إليها ويبلغ تركيز ايونات الايدروجين في المعدة الرابعة من 3-4 . وتحت هذا التأثير يظهر بصورة واضحة تأثير الانزيمات المعدية البيسين على البروتين، وفى هذا الجزء من المعدة المركبة تصبح الكتلة الغذائية (كيموس) أكثر رطوبة، وبسبب انقباض الأنفحة تختلط جيدا محتوياتها في صورة عجينة سائلة متجانسة وتنتقل إلى الاثني عشر، وفى الاثني عشر تضاف الصفراء إلى محتوى المعدة الرابعة من الكتلة الغذائية والعصارة المعوية، ويستمر إفراز الصفراء والعصارة المعدية بلا توقف وهذا مرتبط باستمرار انتقال محتويات المعدة الرابعة إلى الاثني عشر ، وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت عن انخفاض إفراز العصير المعدي والصفراء بدرجة كبيرة مع توقف انتقال الكتلة الغذائية إلى الاثني عشر والأمعاء ولكن التوقف لا يحدث بصورة كاملة.
وفى تجارب على ذكور الماشية أجراها M.G.Alaev أثبت وجود ارتباط طردي بين مستوى إفراز الصفراء والبنكرياس وانتقال الكتلة المهضومة خلال الاثني عشر وفي الماشية تفرز في اليوم كمية من إفرازات البنكرياس تصل إلى 7 لترات وكمية من الصفراء تصل إلى 5 لترات وتأثير هذه الإفرازات شديدة القلوية ولذلك فإن المحتوى الحامضي في المعدة الرابعة يحدث له قليل من القلوية في الاثني عشر ويصبح التأثير لتركيز ايونات الأيدروجين في المتوسط 3.75 - 4.5 pH.
الهضم في الأمعاء :
أثبتت دراسات عديدة أن محتويات الأجزاء العليا من الأمعاء للحيوانات الزراعية بما فيها الحيوانات المجترة لها تأثير حامضي، وخلافا لمدى رقم تركيز أيونات الايدروجين للكتلة الغذائية للماشية السابق ذكره فقد لوحظ أنه في حالة تعطل الهضم يصل تركيز أيونات الأيدروجين في هذه الحالة إلى 6.5 - 7.
الكتلة الغذائية (كيموس) في الأمعاء الدقيقة للماشية :
الكتلة الغذائية في الاثني عشر تصبح غالبًا متجانسة مائية سائلة ولونها أصفر فاتح إلى أخضر داكن وتحتوي على ماء بنسبة 94-97٪، وتختلط جيدا في الكتلة الغذائية الأجزاء الصغيرة من العليقة وتُوجد في صورة معلقة في هذا الجزء من القناة المعدية المعوية. كما يتغير المظهر الخارجي للكتلة الغذائية قليلا مع تناول العليقة والماء.
وفى حيز أمعاء الاثني عشر نظرًا لأن جسم الحيوان لديه خاصية التأثر بالغدد الهضمية لذلك تؤثر الإفرازات الهضمية التي تفرزها المعدة والبنكرياس والأمعاء وكذلك إفراز الصفراء.
ويتحكم في تركيب الكتلة الغذائية الجهاز العصبي المركزي عن طريق النهايات العصبية في الأمعاء المتخصصة في استقبال التغيرات في تكوين الكتلة الغذائية، ونتيجة لذلك فإن مدى تركيب بعض أجزاء المحتوى في الكتلة الغذائية لا يزيد عن المدى لها في السوائل الأخرى الفسيولوجية. فمثلا كمية العناصر المعدنية في بلازما الدم من 0.8 - 0.9 %، وفى الكتلة الغذائية (كيموس) تبلغ هذه النسبة من 0.75 - 0.94 ٪، وكمية الأزوت في الكتلة الغذائية للعلايق المختلفة لا تزيد عن 0.23٪، وكمية المواد الجافة تتراوح من 2.7 إلى 6.0٪ والتي تشتمل على مدى للألياف 1 ٪، ويتوقف تغيير تكوين الكتلة الغذائية في المدى السابق ذكره على تكوين العليقة، ويتوقف أيضًا على علاقة المواد الغذائية في العليقة ونظام التغذية وعوامل أخرى.
ورغم الثبات النسبي للتركيب الكيماوي للكيموس في الماشية فإن لكل حيوان نوعية لمحتويات الكيموس وله صفاته الخاصة فقط من حيث اتحاد مكوناته وأيضا تركيبه البيولوجي. وقد أجريت محاولات لاستبدال الكيموس لبقرة بكيموس بقرة أخرى (عند تغذية الحيوانات بنفس العليقة) ولم يتم الحصول على نجاحات وذلك لأن الكيموس من بقرة أخرى وإدخاله في الأمعاء الدقيقة أدى إلى عدم إتمام عملية الهضم أي حدوث حركة peristaltic أي موجات من التقلص اللاإرادي تحدث في جدران الأمعاء فتدفع محتوياتها إلى الأمام مما يؤدى إلى عدم اتمام عملية الهضم. وهذه إحدى الصفات البيولوجية الخاصة للكيموس. وتدل أيضًا على وجود منطقة استقبال عصبية في الأمعاء الدقيقة للماشية تتحكم في الكيموس الموجود بها، وبمساعدة المستقبلات العصبية الداخلية في قشرة المخ في الدماغ وأيضًا أجزاء أخرى للجهاز العصبي المركزي يتم تنظيم دقيق وبكفاءة عالية لعلاقة الأجزاء المختلفة للقناة المعدية والمعوية وكذلك استقبال العليقة والماء بهدف تكوين تركيب معين للكيموس لأجل حقيقة مساهمة القناة المعدية المعوية.
ويُعتبر الثبات النسبي لتكوين الكيموس المعوي والذي يدل على تركيب الغذاء والماء واستجابة الجهاز الهضمي لتأثير هذا العامل الخارجي مادة أساسية للهضم الطبيعي في الحيوانات المجترة. ويؤدى اختلاف العلايق من حيث الحجم والتركيب إلى اختلاف الإثارة في القدرة الإفرازية للغدد، واختلاف كمية المياه والأملاح المعدنية والبروتين الذي يُستخلص من الدم مع الإفرازات الهضمية والتحكم الدقيق للجهاز العصبي في تنظيم هذه العمليات.
والتحكم في تكوين الكيموس يلعب دورًا كبيرًا في هضم وامتصاص المواد الغذائية وهذه الحقيقة اتضحت في كثير من الدراسات التي أجراها Z.E. Cherimet (1964) وآخرون والتي تمت بإجراء أنبوب Fistula للحيوانات واتضح عدم وجود زيادة في احتواء كيموس أمعاء الاثني عشر على 1 ٪ أملاح معدنية ومواد آزوتية أكثر من 1.5٪، وهذا يدل على أن تحديد تركيب الكيموس يُعتبر أحد أهم عناصر العوامل اللازمة لأجل أداء الأمعاء لوظيفتها بصورة طبيعية. وإن تحديد مدى لمكونات الكيموس يدل على تكوين وسط في الأمعاء يزداد بالتساوي بالنسبة للمواد المكونة للعليقة مع الوسط الداخلي لجسم الحيوان.
ومن الأهمية القول إنه يُلاحظ في الحيوانات عالية الإنتاج مدى واسع يتراوح فيه تكوين الكيموس بدون تعطيل عملية الهضم، وهذا يدل على الكفاءة العالية في عمليات الهضم لهذه الحيوانات. ويمكن أن نحصل على هذه الكفاءة العالية والمدى الواسع في وظيفة الجهاز الهضمي في تكوين الكيموس في الحيوانات تبعًا لخواص التغذية عن طريق إجراء اختبارات للجهاز الهضمي في اتجاه معين في ظل استخدام مواد غذائية مختلفة في العليقة، وقد أظهرت التجارب أن الحيوانات المربأة على علايق تحتوي على أغذية خشنة وغضة تؤدى إلى سلوك معين للعمليات الهاضمة ونحصل في النهاية على أحسن معامل هضم للأغذية الخشنة والغضة والخضراء أو بمعنى آخر الأغذية التي ساهمت في تنميتها.
ومن الأهمية تربية الحيوانات في عمرها المبكر على التواؤم مع المدى الواسع من التأثيرات المعينة للأعضاء التي تقوم بعملية الهضم وملائمتها لأغذية مختلفة وإلى مدى أكثر اتساعا للتركيب الكيماوي للكيموس.
سلوك ومستوى انتقال الكيموس في الأمعاء :
في الماشية ينتقل الكيموس في الأمعاء في صورة موجات متلاحقة للكتلة الغذائية المهضومة، ويرتبط هذا بفترات الانقباض للمنفحة، وحجم الموجات يتراوح من 50 - 600 مللي لتر ويتوقف الحجم بصفة أساسية على مستوى التغذية وحجم العليقة.
وتتراوح الفترات بين موجات الكيموس من 5 - 10 ثوان إلى 2-3 دقائق، ومع التغذية لدرجة الامتلاء للأمعاء يُلاحظ في الأمعاء الدقيقة للأبقار في خلال ساعة حدوث حوالى 50-60 من موجات تحرك الكتلة الغذائية.
ويتحدد حجم الكيموس الذي يصل إلى الأمعاء الدقيقة أولا بكمية الغذاء المأكول والماء الذي يشربه الحيوان، وكذلك كمية العصارات الهاضمة التي تفرزها أعضاء الجهاز الهضمي، وقد اتضح أن الأبقار في خلال اليوم يدخل خلال الأمعاء كتلة كبيرة من الكيموس، وتزداد بمقدار عدد من المرات كمية الغذاء اليومي الذي يتناوله الحيوان والماء الذي يشربه حيث اتضح خلال التجربة تناول البقرة في خلال اليوم 60 كيلو جرام غذاء وماء، ودخل الأمعاء في هذه الفترة 210 لتر من الكيموس، وزيادة حجم الكيموس في هذه التجربة إلى 150 لترًا حدث على حساب العصارات الهاضمة.
وتفرز الغدد الهضمية العصارات الهاضمة خلال اليوم بكميات تصل إلى 1/3 وزن جسم الحيوان الحى. ومع تغذية البقرة التي وزن جسمها حوالى 500 كجم يصل حجم المادة الغذائية في الأمعاء في خلال اليوم إلى 250 لترا من الكيموس، ويُفرز الجسم ويمتص أكثر من 180 لترا من العصارات الهاضمة.
وتعتبر التغذية من العوامل الرئيسية التي تحدد كمية الكيموس الذي يصل إلى الأمعاء (حجم العليقة) فمثلا عند تغذية البقرة في خلال اليوم 10 كجم مادة جافة يتكون 150 لتر من كيموس الأمعاء، وعند تغذية البقرة 15 كجم يتكون حوالى 220 لتر، ولذلك يتكون لكل كيلو جرام مادة جافة من الغذاء حوالى 15 لتر من الكيموس ويدخل في تكوينه حوالي 10-12 لتر من العصارات الهاضمة. ومع تقليل العليقة تزداد نسبيا كمية العصارات الهاضمة وبالتالي زيادة الكيموس لكل واحد كيلو جرام مادة جافة مأكولة، وهذا لا يدل على أنه مع تقليل العليقة يصعب هضم الغذاء.
وهذا الارتفاع النسبي في كمية الكيموس والعصارات لكل واحد كيلوجرام غذاء مأكول مع تقليل حجم العليقة يمكن تفسيره على أنه يعود إلى الإفرازات الهاضمة المستمرة من الغدد التي نسبياً تنخفض قليلا مع انخفاض مستوى التغذية ولكن لا تتوقف الإفرازات حتى عند إطالة فترة جوع الحيوان والتجارب التي أجريت على صغار الماشية أوضحت أنه مع التغذية العادية لهذه الحيوانات يتواجد في الأمعاء يوميًا حوالى 100-120 لترا من الكيموس، وفى اليوم الثالث والرابع لتعرض الحيوان للجوع تتواجد في الأمعاء غالبا العصارات الهاضمة فقط وذلك لأن إفراز العصارات الهاضمة في الأمعاء في حالة الجوع لا يرتبط بهضم الغذاء ولكن مع تواجد التبادل الغذائي بمشاركة المعدة والأمعاء معا.
وعلى هذا من الأهمية القول إنه لدراسة أساس التبادل الغذائي في الحيوانات المجترة لابد أن يُجرى في اليوم الثالث والرابع خلال فترة الجوع عندما يُفترض وقوف عمل المعدة والأمعاء في القناة الهضمية، وهذا الافتراض غير مؤكد حيث في هذه الفترة يكون عمل الجهاز الهضمي في أعلى مستوى من الكفاءة.
وفي الأيام التالية ومع زيادة التغذية على العليقة تزداد كمية الكيموس والعصارات الهاضمة، ومن الأهمية معرفة أن كمية الكيموس والعصارات الهاضمة التي تتكون لكل واحد كيلوجرام مواد جافة مأكولة تتغير كثيرًا ليس فقط في الحجم ولكن أيضًا في تركيب العليقة، ومع التغذية على أغذية خضراء وغضة لكل واحد كيلو جرام مواد جافة تفرز عصارة هاضمة أقل كثيرًا بالمقارنة بالتغذية على الدريس والمركزات... إلخ من المواد الغذائية، وهذا يعنى أنه لهضم الأغذية الغضة ينخفض معدل عمل الغدد الهاضمة.
وبالنسبة لهذا العامل يتضح قول بافلوف عن تقييم الأغذية حيث ذكر أنه كلما قل الجهد المبذول في أداء أعضاء الهضم بالنسبة للأغذية المهضومة كلما ارتفعت القيمة الغذائية للغذاء.
ويؤثر أيضًا في هضم الأغذية تحضير الغذاء وتنظيم أسلوب التغذية والظروف الأخرى التي تؤثر في تغيير شهية الحيوان وبالتالي تنعكس لحد ما على عملية الهضم ومستوى الأداء. ويمكن أن يتغير تبعا للحالة الفسيولوجية للحيوانات مستوى أداء أعضاء الجهاز الهضمي، وفى تجارب على أبقار حامل أمكن إثبات أنه عند تساوى حجم العلايق لحيوان ما وحيوان مماثل له ولكن يختلفان في حالة الحمل فإن التغذية على واحد كيلوجرام مادة جافة من العليقة يؤدى إلى تكوين كمية مختلفة من الكيموس على حساب إفراز كمية غير متساوية من العصارات الهاضمة.
وبالنسبة للأبقار الحامل وبصفة خاصة في النصف الثاني من فترة الحمل تنشط كثيرا جميع عمليات التغذية بما فيها مستوى أداء أعضاء الجهاز الهضمي، وهذه التركيبة للعمليات الفسيولوجية يهتم بها ويُستفاد بها في مجال تربية الحيوانات من الناحية العملية في تغذية الأبقار الحامل بكميات أكبر من العليقة لحساب الاستفادة الكبرى من تراكم عناصر غذائية في جسم الأبقار يستفاد منها في إدرار اللبن في الموسم التالي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|