أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2022
1806
التاريخ: 4-6-2019
1528
التاريخ: 29-6-2019
1599
التاريخ: 2024-07-23
473
|
لقد اهتمّ الشارع المقدس بالدعاء؛ لأنّه أحبّ الأعمال إلى الله تعالى في الأرض، فقرّر لآناء الليل والنهار ولكلِّ يوم من أيام الاسبوع وللشهور والسنين أدعية خاصة، وجعل كذلك لكلِّ حالة من حالات الانسان ولكل فعل يريد الاقدام عليه ولجميع مطالبه الدنيويّة والأخرويّة وظائف من الدعاء والذكر.
ويأتي في مقدمة ذلك اقتران الدعاء بسائر العبادات والطاعات التي يتقرّب بها العبد إلىٰ خالقه تعالى بشكل لا يقبل الانفصال، ففي الصلاة والصيام والحج دعوات قرّرتها الشريعة المقدّسة في أوقات معيّنة.
ومن موارد الدعاء في الصلاة تأكّد استحبابه في الركعة الثانية من كل فريضة أو نافلة وفي السجود وفي أدبار الصلوات.
القنوت:
القنوت شرعاً: الذكر في حال مخصوص، وهو مستحبّ في كلِّ صلاة مرّة واحدة، فرضاً كانت أو نفلاً، أداءً أو قضاءً، عند علمائنا أجمع، ومحلّه بعد القراءة قبل الركوع (1).
قال الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام: «القنوت في كلِّ صلاة في الركعة الثانية قبل الركوع» (2).
وممّا ورد في فضل القنوت قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم: «أطولكم قنوتاً في دار الدنيا، أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف» (3).
ويجوز الدعاء في القنوت بكل ما جرى علىٰ اللسان، لما روي عن إسماعيل بن الفضل، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القنوت وما يقال فيه، فقال عليه السلام: «ما قضىٰ الله علىٰ لسانك، ولا أعلم فيه شيئاً مؤقتا» (4).
ويستحب الدعاء بالمأثور لتجاوز الخطأ واللحن الشائع علىٰ الألسن في هذا الزمان، قال الإمام الصادق عليهالسلام: «يجزيك في القنوت: اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعفُ عنّا في الدنيا والآخرة، إنّك علىٰ كلِّ شيءٍ قدير» (5).
الدعاء في السجود:
إنّ الدعاء هو الاقبال إلى الله تعالى والانقطاع إليه ليتحقّق القرب من منازل الرحمة الالهيّة، والسجود باعتباره روح العبادة حيث تتجلّى فيه منتهى العبوديّة والخضوع للواحد الأحد، يحقّق الغرض المراد من الدعاء، وهو القرب من رحاب الخالق جلَّ وعلا، فعلى العبد أن ينتهز فرصة القرب ليسأل من خزائن رحمة ربّه وذخائر مغفرته.
قال الإمام الصادق عليهالسلام: «عليك بالدعاء وأنت ساجد، فإنّ أقرب ما يكون العبد إلىٰ الله وهو ساجد» (6).
وعنه عليهالسلام: «إنّ العبد إذا سجد فقال: يا ربِّ يا ربِّ حتىٰ ينقطع نفسه، قال له الربّ: لبّيك ما حاجتك؟» (7).
ويستحب أن يدعو العبد بالمأثور أثناء السجود، فعن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: «أقرب ما يكون العبد من ربِّه إذا دعا ربّه وهو ساجد، فأيّ شيء تقول إذا سجدت؟».قلت: علّمني ـ جعلت فداك ـ ما أقول؟ قال عليهالسلام: «قل: يا رب الأرباب، ويا ملك الملوك، ويا سيّد السادات، ويا جبّار الجبابرة، ويا إله الآلهة، صلِّ علىٰ محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا. ثمّ قل: فإنّي عبدك، ناصيتي بيدك، ثم ادعُ بما شئت وسله، فانّه جواد ولا يتعاظمه شيء» (8).
وعنه عليهالسلام: «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا وضع وجهه للسجود يقول: اللهمَّ مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي، فاغفر لي ذنوبي يا حيّاً لا يموت» (9).
وسنأتي علىٰ الموارد الاُخرى من مظاهر العبادة التي تقترن بالدعاء في الفصل الثالث عند ذكر تأثير عامل الزمان والمكان في استجابة الدعاء.
__________________________
(1) جواهر الكلام 10: 353.
(2) الكافي 3: 340 / 7. والتهذيب 2: 89 / 330.
(3) ثواب الأعمال: 33. وأمالي الصدوق: 411.
(4) الكافي 3: 340 / 8. والتهذيب 2: 314 / 1281.
(5) الكافي 3: 340 / 12. والتهذيب 2: 87 / 322.
(6) الكافي 3: 324 / 11.
(7) بحار الأنوار 86: 205 / 19.
(8) الكافي 3: 323 / 7.
(9) سنن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم: 337 / 392.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|