المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

كيفية التصرف أثناء الغضب
24/11/2022
صيغة "بيته" و"بلوخ" Bethe-Bloch formula
15-1-2018
أصبغ بن نباتة / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي
5-6-2022
التربة الملائمة لزراعة الكستناء
25-8-2020
Velars
12-1-2022
Forensic DNA Analysis
18-10-2015


صفات المتقين / حياطته على دينه  
  
859   09:43 صباحاً   التاريخ: 2024-03-16
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 432 ــ 433
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (حَرِيزاً دينهُ). 

أي: دينه محصن، وذلك فإن الحرز: هو الموضع الحصين. ويقال حرز حريز أي موضع حصين. أي يكون قد حافظ على دينه وتمسك فلا يهمل شيئاً ثبت لديه منه بالعلم واليقين ولا يدخل فيه ما ليس منه.

فالدين الذي هو حريز وحريص عليه هو ما كان ثابتاً بالعلم واليقين كما في ضروريات الدين والمحافظة على بيضة الإسلام، لا المنسوب إليه بالظن والاحتمال أو مشكوك فيه أو مضنون العدم فيوجد فارق كبير بين الدين الثابت من مصادره التشريعية اليقينية الذي لا غبار عليه وبين ما ينسب إليه.

وهنا تأتي المفارقات الكبيرة التي يلعب بها بعض الأشخاص باسم الدين فقد يتصور بعض الجهلة جملة من المطالب أو بعض الخرافات أو بعض الأحاديث المكذوبة أو الموضوعة أو بعض القضايا التاريخية التي لا تزال في دائرة المستوى التاريخي الذي يحتمل فيه الصدق أو الكذب فيجعله من الدين أو من مسلماته أو من ضروراته وهي لا تمت إلى الدين بصلة فيأخذه غروره وجهله ويحمل نفسه والآخرين على ذلك كما ويضيق على نفسه وعلى الآخرين أيضاً فيفتي بكفر أو فسق أو ضلال من خالفه كما عمل الخوارج وحملوا الفكر المنحرف تصوراً منهم ان هذا هو الدين فقتلوا المسلمين وسفكوا دمائهم واستباحوا أعراضهم وأموالهم بعد أن كفروهم بحجة مخالفتهم لدين الله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.