أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-23
857
التاريخ: 2024-02-10
861
التاريخ: 2024-02-13
827
التاريخ: 2023-11-19
988
|
وكان أول عمل خالف به من سبقه من ملوك الدولة القديمة أن جعل المدخل في الجهة الجنوبية من الهرم بدلًا من وضعه في الجهة الشمالية كالمعتاد، حتى لا يهتدي اللصوص بسهولة إلى غرضهم فيصرفون وقتا طويلًا في البحث عنه في هذه الجهة المعتاد وضعه فيها، ومن ثم صنع سلمًا طويلًا ينحدر إلى حجرة تظهر للصوص أنها مؤدية لحجرة الدفن، ولكن الواقع أن سقف هذه الحجرة كان قد بُني بانحدار جانبي وفيه فتحة لها ممران: أحدها يمتد مستقيمًا، والثاني يتحول نحو اليمين، وهذا الممر الأخير كان يظهر للصوص أنه ممر مضلل وحسب؛ لأنه قد بقي مفتوحًا، وينتهي بحجرة خالية، أما الممر الثاني فكان مغريًا؛ لأنه كان قد سُد بإحكام بأحجار مرصوصة، كأنه يؤدي إلى الحجرة التي خبئ فيها الكنز الذي يصاحب الجثة، ولكن هذا الممر رغم ذلك قد انتهى عند فحص اللصوص له بالخيبة؛ إذ قد وضعت هذه السدادات لتضليل اللصوص، ولتضييع ما لديهم من قوة وجهد للوصول إلى حجرة الدفن الحقيقية هباء، والواقع أن الممر الذي كان مفتوحًا جهة اليمين كان هو الممر المؤدي إلى حجرة الدفن، وقد قلنا إن هذا الممر أيضًا قد انتهى بحجرة خالية، ولكن كان يوجد هنا أيضًا سقف منحدر يؤدي إلى ممر علوي يسير نحو الشمال وينتهي ثانية بالصخر الأصم، ولكن عثر على شرك مخفي في السقف يؤدي إلى ممر ينتهي ببئر عميقة كان يأمل اللص أن ينزل فيها وهو مملوء بالأمل، ولكن هذه البئر تنتهي بلا شيء، وبعد ذلك لوحظ أن الجدار الذي على يمين هذه الحجرة وهو الذي يقوم بين البئرين، كان مبنيًّا بقطع من الأحجار يخيل أن الدفن تحصن وراءها، ولكن كشف أن هذه كانت خدعة، وأن الباب الحقيقي إلى حجرة الدفن تؤدي إليه فتحة أرضية، وهو موقع قد أحكم انتخابه بطريقة تجعل كل حيل اللصوص تنفد أو تعوقهم بقدر المستطاع؛ لأن كل الشراك الأخرى التي نُصبت لهم كانت في السقف، وهذه الفتحة التي عثر عليها في الأرض تؤدي إلى حجرة الدفن بوساطة ممر قصير، ولكن اللصوص وجدوا أن المدخل كان مسدودًا بحجر ضخم يبلغ زنته خمسة وأربعين طنًّا أعد لإنزاله في مكانه بعد الدفن مباشرة.
وقد نُحتت حجرة الدفن في الصخر الأصم الذي كان يرتفع هنا بمساواة الأرض التي أقيم عليها الهرم، وقد وضع في تجويف هذه الحجرة المستطيلة الشكل كتلة واحدة من حجر الكوارتسيت المصقول، وهذه الكتلة نفسها كانت قد أفرغت بدقة فائقة حتى أصبحت تكوِّن بنفسها حجرة ذات جدران أربعة ورقعة، فكان مثلها كمثل حوض طوله اثنتين وعشرين قدمًا وعرضه ثمانِ أقدام، وسمكه قدمان، وكان يزن بعد الفراغ من نحته نحو مائة وعشرة أطنان، وفي وسط هذه الحجرة الجميلة المؤلفة من حجر واحد وضع التابوت المصنوع كذلك من حجر الكوارتسيت المصقول، أما غطاء هذه الحجرة فكان مركبًا من ثلاث كتل من الحجر نفسه، واحدة منها كانت تسد المدخل، وذلك بإنزالها من أعلى، بعد أن وضع الجسم في مخدعه في تابوت مسطح الجوانب ومحلَّى بالزخارف وله غطاء مقبب، وفوق هذه الحجرة أقيم بناء الهرم الذي كان يخترقه عدة ممرات إلى حجر معقدة ملتوية، وهي التي وصفناها فيما سلف، (انظر شكل 1).
شكل 1: هرم أمنمحات الثالث حجرة الدفن
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|