أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-20
668
التاريخ: 2023-10-23
1044
التاريخ: 2024-02-28
741
التاريخ: 2023-11-23
1243
|
هو ابن الخليفة المتوفى، وُلد يوم الجمعة 17 ذي القعدة سنة 391 (يساوي 10 ت1 سنة 1001م)، أمه أم ولد أرمنية، اسمها «بدر الدُّجَى»، وقيل «قطر الندى»، أدركَت خلافته. وولي الخلافة عند موت أبيه، وكان ولي عهده في الحياة، وهو الذي لقَّبه بالقائم بأمر الله، وخُطب له سنة 421 (يساوي 1030م) بدار الشجرة من دار الخلافة، وكان القائم وَرِعًا دَيِّنًا زاهدًا عالمًا، قوي اليقين بالله، كثير الصدقة والصبر، كثير العبادة، مُتهجِّدًا، لا ينام إلا مغلوبًا عليه، ونُقل عنه أنه ما نام على فراش ولا تدثَّر بدثار منذ وُلِّيَ الخلافة، فعوتب في ذلك، فقال: «سمعتُ الدعاة يقولون بالصوَّام القوَّام، فاستحييتُ من الله أن أُوصف بصفة ليست فِيَّ.» وكان لمحبة أرباب الدين يُغيِّر زيه، ويحضر مجلس أبي الحسن القزويني في محلة الحربية ويُكثر غشيانه، وكانت له عناية بالأدب، ولم يكن يرتضي أكثر ما يُنشأ بالديوان حتى يُصلح فيه أشياء، وفي أيامه قدم أبو طالب محمد بن ميكال السلجوقي المعروف بطغرلبك بغداد، استدعاه القائم من خراسان، وذلك عند ضعف بهاء الدولة؛ أي نصر بن عضد الدولة، عن مصالح الدول القائمية، وهو آخر من كان من ملوك الدَّيلم، كما أن طغرلبك هو أول من دخل بغداد من ملوك السلجوقية، وكان السبب في ذلك أن أرسلان التركي البساسيري أمير الجيوش كان قد عظم أمره لعدم نظرائه، وتهيبته أُمراء العرب والعجم، ودُعِيَ له على المنابر، وجبى الأموال، وخرَّبَ القرى، ولم يكن القائم يقطع أمرًا دونه. ثم صحَّ عنده سوء عقيدته، وبلغه أنه عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكال سلطان ترك الغز، المعروف بطغرلبك وهو بالري يستنهضه في القدوم، فقدم في سنة 447، فذهب البساسيري إلى الرحبة وتلاحق به خلق من الأتراك، وكاتب صاحب مصر فأمده بالأموال، استعان بها على الجمع والتجنيد، فاجتمع له أوباش الناس، وزحف البساسيري من الموصل وقد انضمَّ إليه كل قاطع طريق وراغب في النهب والغارة، فقدم بغداد في سنة 450 (1058م) ومعه أتباعه، وكان قد قصدها من ناحية الأنبار، وملك الجانب الغربي، ونزل على دجلة مقابل باب الطاق، وعقد جسرًا وعبر إلى الجانب الشرقي ونزل بالزاهر، ثم زحف بمن معه ودخل البلد، فخاصم عامة البلد وضعفوا عنه، فأضرم النيران في الأسواق ونهب، وانتهى إلى دار الخلافة، فنهب منها ما قدر عليه، وخرج الإمام القائم بأمر الله في نفرٍ من خَدَمِهِ فحماه قُريش بن بدران أمير الموصل، وكان مع البساسيري، وعبر في خدمته إلى الجانب الغربي، وسيَّره محروسًا إلى عانة، وأنزله على عمٍّ له هو مهارش بن مجلى، فقام بخدمته مدة مقامه عنده، وذلك سنة كاملة. ثم إن طغرلبك فرغ من قتال أخيه تبال حتى ظفر به وقتله، وبلَغَهُ ما جرى في بغداد، فتوجَّه إليها بعساكره، وأنفذ إلى القائم من أعاده إلى بغداد، وكان لمَّا عرف البساسيري قُرب طغرلبك من بغداد خرج عنها هاربًا نحو واسط، فأتبعه طغرلبك عسكرًا ظفروا به وأحضروا رأسه، ودخل الخليفة يوم الاثنين 25 ذي القعدة سنة 451 (3 ك2 سنة 1060م)، ولمَّا وصل القائم إلى باب النوبي، نزل طغرلبك عن دابته، وأخذ بِلجام بغلة القائم، ومشى بين يديه حتى نزل بباب الحجرة وخدم وعاد، وأعاد الله القائم بأمره إلى مستقر عزِّه، وذلك بعد سنة كاملة، وأُقيمت الخطبة في غيبته للمصريين في كل الجوامع إلا جامع الخليفة، وزِيدَ في الأذان «حيَّ على خير العمل»، وبقيَت عامة بغداد تضرِب البساسيري مثلًا في تفخيم الأمر، فيقولون: «كأنه قد جاء برأس البساسيري.» وإذا كرهوا أمرًا من ظلم أو عسف قالوا: «الخليفة إذًا في عانة حتى يفعل كذا.» وفي سنة 454 (1063م) زوَّج الخليفة بنته لطغرلبك بعد أن دافع بكل ممكن، وانزعج واستعفى، ثم لَانَ لذلك برغم منه، وهذا أمر لم ينلهُ أحد من ملوك بني بويه مع قهرهم الخلفاء وتحكُّمهم فيهم، وقدم طغرلبك في سنة خمس وخمسين وأربعمائة، فدخل بابنة الخليفة، وأعاد المواريث والمكوس، وضمن بغداد بمائة وخمسين ألف دينار، ثم رجع إلى الريِّ فمات بها في رمضان، وأقيم في السلطنة بعده ابن أخيه عضد الدولة ألب صاحب خراسان، وبعث إليه القائم بالخلع والتقليد، وهو أول من ذكر بالسلطان على منابر بغداد، وبلغ ما لم يبلغه أحد من الملوك، وافتتح بلادًا كثيرة من ديار النصارى، واستوزر نظام الملك، فأبطل ما كان عليه الوزير قبله (عميد الملك) من سب الأشعرية، وانتصر للشافعية، وأكرم إمام الحرمين، وأبا القاسم القشيري، وبنى النظامية، وهي أول مدرسة بُنيت في بغداد للفقهاء. وفي سنة 465 (1072م) قُتل السلطان ألب أرسلان، وقام في الملك بعده ولده ملكشاه، ولُقِّبَ «جلال الدولة»، وردَّ تدبير المُلك إلى نظام الملك، ولقَّبه «الأتابك»، وهو أول مَن لقبه، ومعناه: «الأمير الوالد». وفي سنة 466 (1073م) كان الغرق العظيم ببغداد، وزادت دجلة ثلاثين ذراعًا، ولم يقع مثل ذلك قط، وهلكت الأموال والأنفس والدواب، وركبت الناس في السفن، وأُقيمت الجمعة في الطيار (ضرب من السفن كانت سابقًا في دجلة) على وجه الماء مرتين، وأقام الخليفة يتضرَّع إلى الله، وانهدم مائة ألف دار أو أكثر. وفي سنة 467 / 1075 مات الخليفة ليلة الخميس 13 شعبان (4 نيسان)، وذلك أنه افتصد ونام، فانحلَّ موضع الفصد وخرج منه دم عبيط كثير، فاستيقظ وقد انحلَّت قوته، فطلب حفيده ولي العهد عبد الله بن محمد ووصَّاه، ثم توفي ودُفن في حُجرة كانت برسم جلوسه بدار الخلافة، ثم نُقل إلى تُربة الرصافة، وقبره كان يُزار يومئذٍ ويُتبرَّك به، وكانت مدة خلافته 44 سنة و8 أشهر، ولم يبلغ هذه المدة خليفة قبله، وكان عمره 75 سنة و9 أشهر، ومدة خلافته وخلافة أبيه القادر بقدر مدة جميع خلفاء بني أمية؛ لأنها خمس وثمانون سنة، وكانوا أربعة عشر من معاوية إلى محمد بن مروان، فإن أيام الدول لا تطُول إلا بالعدل، ولا تُحفظ إلا بإزالة الظلم. وفي عهده انقرضت دولة بني بُويه، وقامت دولة السلجوقيين، فلا بد من أن نذكر شيئًا عن كلٍّ منهما.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|