المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



[علي سيد العرب وسيد الدنيا والاخرة]  
  
5527   04:44 مساءاً   التاريخ: 27-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص58
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

في وقعة خيبر قال (صلى الله عليه واله) له يا علي انك سيد العرب وانا سيد ولد آدم .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عروة عن أبيه عن عائشة قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ادعوا لي سيد العرب فقلت يا رسول الله أ لست سيد العرب قال انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب قال وله شاهد آخر من حديث جابر قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ادعوا لي سيد العرب فقالت عائشة أ لست سيد العرب يا رسول فقال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب وروى أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء في ترجمة علي (عليه السلام) ؛ بسنده عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ادعوا لي سيد العرب يعني علي بن أبي طالب فقالت عائشة أ لست سيد العرب فقال انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب فلما جاء ارسل إلى الأنصار فاتوه فقال لهم يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعده ابدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي فأحبوه بحبي واكرموه بكرامتي فان جبريل امرني بالذي قلت لكم من الله عز وجل قال رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصرا ، وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة ان النبي (صلى الله عليه واله) قال انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب .

السادس والخمسون قول النبي (صلى الله عليه واله) له أنت سيد في الدنيا والآخرة وغير ذلك روى الحاكم في المستدرك بأسانيده عن الحسين بن محمد القتباني ومحمد بن إسحاق وأحمد بن يحيى بن إسحاق الحاواني قالوا حدثنا أبو الأزهر وقد حدثناه أبو علي المزكى عن أبي الأزهر حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس : نظر النبي (صلى الله عليه واله) إلى علي فقال يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله والويل لمن أبغضك بعدي قال صحيح على شرط الشيخين وأبو الأزهر باجماعهم ثقة وإذا انفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح .

ثم حكى عن أحمد بن يحيى الحلواني انه لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر فقال ها أنا ذا فضحك يحيى بن معين وقربه وأدناه فقال له كيف حدثك عبد الرزاق بهذا ولم يحدث به غيرك فقال قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له فخرجت إليه فسألني عن أمر خراسان فحدثته به وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه مني غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه ؛ ولما كان الذهبي على عادته في تعصبه وتحامله على أهل البيت واتباعهم يصعب عليه الاذعان بمثل هذا الحديث ولا تطيق نفسه الاعتراف به وإن صح سنده على شرط الشيخين أخذ يتحيل لانكاره بالاستبعادات والتمحلات فقال في تلخيص المستدرك بعد ما كتب عليه علامة الصحة على شرط الشيخين (خ م) هذا وإن كان رواته ثقات وأبو الأزهر ثقة فهو منكر ليس ببعيد من الوضع وإلا لأي شئ حدث به عبد الرزاق سرا ولم يجسر ان يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه (اه) .

والجواب عن قوله لأي شئ انه وارد في فضل عظيم لعلي بن أبي طالب ويكفي في الجواب عنه كلام الذهبي هذا وتحامله بعد اعترافه بان رواته ثقات ومع ذلك يقول منكر ليس ببعيد من الوضع وتكذيب يحيى بن معين لراويه في أول وهلة استعظاما لمضمونه والحاصل ان كلام الذهبي لا يخرج عن الاستبعاد الواهي ولا ترد الأحاديث الصحيحة بمثل ذلك .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.