المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



لزوم ايجاد وسائل للترويح  
  
1126   08:08 صباحاً   التاريخ: 2024-01-29
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 81 ــ 83
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2835
التاريخ: 26-1-2016 2799
التاريخ: 12-2-2017 1900
التاريخ: 26-7-2016 2318

إن المجتمع اليوم يحتاج إلى وسائل الترويح عن النفس. ومن البديهي أن مجرد معرفة الترويحيات السالمة وتميزها عن انماط التمتع المنحط لا يمكنه ان يصلح المجتمع الملوث بالانحراف، وانما يجب على أفراد المجتمع بعد تمييزهم للسبيل الصحيح عن السبيل المعوج ان يسعوا لتهيئة الوسائل والأساليب التي يتم عبرها التمتع السالم.

فإذا كانت هذه الوسائل السليمة المأمونة متوفرة أمام الأفراد من جهة وكانوا قد اطلعوا على الأضرار والعواقب السيئة لأنماط التمتع الخطرة المضرة فإن هؤلاء سوف لن يحفروا قبور شخصيتهم وشفائهم بأيديهم بل يحفظوا أنفسهم من الأخطار الأخلاقية والروحية الكبرى إذ من الواضح ان الجائع إذا وجد أمامه الغذاء الشهي المفيد السالم فانه لن يدع نفسه تتلوث بالغذاء المضر العفن، فتتسمم وتتلف.

هكذا هي حالة أكثر الناس: فهم مع علمهم بسلوكهم طريقاً خطراً ومواجهتهم في أي لحظة بهزيمة وإفلاس أخلاقي، يظلون سائرين في طريق الغي ولذا فيجب إبعاد هؤلاء دائماً عن الوسائل الخطرة للتمتع وفتح طرق المتعة الصحيحة والترويح السليم وبالتالي السعادة الحقة.

الخطأ الكبير للمجتمع:

يجب الإعتراف مع الأسف الشديد، بأن الأيدي الخفية التي تروج لوسائل التمتع المنحرف في قبال وسائل التمتع الصحيح كثيرة جداً بحيث تجر المجتمع بقوة نحو تلك الوسائل الخطرة المغلوطة.

إن المجتمع الإسلامي اليوم يتبع الغرب في مجال الإستفادة من ساعات الفراغ تماما كما في المجالات السلوكية الأخرى.

في حين ان العالم الغربي نفسه يجد نفسه في تيه غريب وضلال بعيد من هذه الناحية لذا فهو يتخبط ويسعى للخلاص من وهدة الفساد ومستنقع الذنوب فلا يجد له سبيلاً. فلا يعلم كيف يقضي أوقات فراغه والأهم من ذلك ان أبواب المتعة الحرام والترويح المنحرف مفتحة أمامه وهو يلجها دون تفكير وبلا إرادة.

انه لسوء الحظ يستعد أكثر فأكثر للتفرنج والتغرب ويفتخر بانه استطاع ان يسلك سلوك الغربيين ويقلدهم ... فإذا سئل عن علة سلوك معين أجاب وكأنه يمتلك أقوى البراهين (ما دام الغرب قد فعل هذا فإنا نفعله)!!

الا انه لو أعمل قدرته الفكرية فسيعلم أن مثل هذا الأنواع من التمتع تمتلك نتيجة عكسية تماماً فبدلاً من راحة الأعصاب تحطمها، وعوضاً عن منع الفساد تزيده، بل تشكل هي بدورها عاملاً هاماً لزيادة الجرائم والفساد الأخلاقي.

إذا فكر مجتمع العالم الإسلامي جيداً لم يسر كقطيع بلا راع - لا إرادة له ولا يفكر نحو نتائج أمثال هذه الترويحات، ولم يتدافع على أبواب المراكز التي تمتلك عناوين براقة خداعة فيضيع وقته وهو الجوهرة الثمينة سدى وبلا ثمرة.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا خير في لذة توجب ندماً، وشهوة تعقب الماً) (1) فإذا كان مجتمع ما طالباً للسعادة وجب ان يلتفت لهذه الكلمات الرائعة، ويفكر تفكيراً طويلاً ويحسب عواقب الأمور ويحاسب الشهوات واللذات السريعة الانقضاء على ضوء نتائجها الوخيمة ويلاحظ نهاية التمتعات المنحرفة والشهوات الجامحة السقيمة ثم يبتعد عنها.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (عجبت لمن عرف سوء عواقب اللذات كيف لا يعف) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، ص 354.

2ـ المصدر السابق، ص 218. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.