عدنا بعد ذلك إلى مدينة آليس سبرينجز، وقد تصدرنا الصفحة الأولى لصحيفة «سنتراليان أدفوكيت» مع صورة كبيرة لإطلاق المنطاد تحت عنوان: «إطلاق مسبار فضائي»؛ وقد تحدث المقال عن عودة أستاذ المناطيد. لقد تحولت إلى شخصية محلية مشهورة، وألقيتُ محاضرات في نادي الروتاري ولطلاب المدرسة الثانوية، بل إنني ألقيتُ مرةً محاضرة في مطعم متخصص في أطباق اللحوم، والذي قدم لطاقمي عشاء كأجر لي. إلا أن كل ما كنا نريده أن نعيد شريط التصوير إلى أرض الوطن بأسرع وقت ممكن، ومن ثم إظهاره وتحليله، لنرى ما وجدنا. وهكذا، بعد بضعة أيام قضيناها في إزالة الفوضى الناتجة عن عملنا، كنا في طريق العودة إذن، بات واضحًا لك مدى المشقة التي ينطوي عليها ذلك النوع من البحث لقد كنتُ أبتعد عن بيتي حوالي شهرين (في كل عام تقريبا). وما من شك أنني لاقيت مشاكل كثيرة في زواجي الأول بسبب ذلك.

في الوقت ذاته، وعلى الرغم من كل ذلك التوتر والقلق، كانت تلك التجارب مثيرة وممتعة إلى أقصى ما يمكن تخيله هذا علاوة على أنني كنتُ أتيه فخرًا بطلاب الدراسات العليا، وأبرزهم جيف ماكلينتوك وجورج ريكر. يعمل جيف الآن عالم فيزياء فلكية أول في مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية، وقد نال جائزة روسي (خمن باسم من سُميت) لعام 2009 عن عمله في قياس كتل الثقوب السوداء في ثنائيات الأشعة السينية. أما جورج، فيسعدني أن أقول إنه ما زال يعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وهو بارع الذكاء في تصميم أدوات جديدة مبتكرة وبنائها وأكثر إنجاز يشتهر به هو أبحاثه في انفجارات الأشعة السينية.

لقد كان إطلاق المناطيد أمرًا له متعته الخاصة؛ فكانت متعته تتجسد في الاستيقاظ في الرابعة فجرًا، والذهاب إلى المطار، وفي رؤية شروق الشمس وانتفاخ المنطاد المهيب – وتلك الصحراء الخلابة التي تحتضن السماء، ثم رؤية النجوم أولا، وبعدها طلوع الشمس. بعد ذلك، بينما يحرر المنطاد نفسه محلقا في السماء، تنتشر الألوان الفضية والذهبية في سماء الفجر. وكما تعلم هناك الكثير من الأمور التي ينبغي أن تسير بدقة، ومن ثم، تظل أعصابك مشدودة طوال الوقت. يا إلهي. ويا لسعادتك إذا سارت عملية الإطلاق كما ينبغي، بحيث تسير كل تفصيلة فيها من مئات التفاصيل (والتي يمكن أن تتسبب كل منها في كارثة) على النحو الصحيح! لقد كنا على المحك في تلك الأيام. لك أن تتصور أن نجاحنا كان يعتمد جزئيا على كرم صائد الكنغر الأسترالي الثمل.