المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Chrysippus of Soli
18-10-2015
حكم البول والغائط من حيوان ذي نفس سائلة غير مأكول اللحم
25-12-2015
جملة من احوال سليمان بن عبد الملك
18-11-2016
زياد بن صدقة أبو مسكين
5-9-2017
وسط تفريقي Differential Medium
26-1-2018
future tense (fut, FUT)
2023-09-10


الشباب والرغبات الآنية  
  
1006   12:36 صباحاً   التاريخ: 2024-01-09
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 138 ــ 139
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

(يقول ريموند بيش: إحدى ميزات شباب اليوم هي أنهم يفعلون كل ما يريدون، دون أن يضطربوا لنتائج عملهم. وأما القوانين الأخلاقية فلا تتقبل التغيير، والقانون الإجتماعي وجد من أجل التمييز بين الطيب والسيء، وليس طبقاً للأهواء، ولهذا السبب فإن الزمن عاجز أيضاً عن تغييرها. إن رعاية هذه القوانين الإجتماعية تضمن سعادة ونجاح الأشخاص.

وأما الأشخاص الذين يتبعون أهواءهم وينحرفون في الطريق، يدركون فيما بعد، وبعد فوات الأوان، أنهم قد أساءوا التصرف في مصدر سعادتهم، وعندما يصلون إلى نتائج أعمالهم السيئة ينتبهون إلى أن حياتهم لم تلب أبداً احتياجاتهم القلبية العميقة، بينما استطاعت مجموعة أخرى أحكمت وقوفها على أرضية صلبة في الحياة، الحصول على سعادة قلبية مليئة باللذة، وتحصل، في فترة الشباب - التي هي مقدمة الحياة الحقيقية -على نشاط كبير) (1).

قال علي (عليه السلام): (لا خير في لذة توجب ندماً وشهوةٍ تعقب ألماً) (2).

وعنه (عليه السلام) أيضاً: (كم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً) (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نحن وأطفالنا، ص 83.

2ـ غرر الحكم، ص 358.

3ـ وسائل الشيعة، ج 4، باب وجوب غلبة العقل، ص 29. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.