السمة البيئية الثالثة للمادة العضوية المائية، وخاصة للبقايا الجسيمة من النباتات والحيوانات والفضلات الصناعية هي أن المادة العضوية غير الحية يمكن أن تتأكسد بالأكسجين وغيره من العوامل المؤكسدة في الماء. لذا، تتفكك في الماء مستهلكة الأكسجين وتاركة المنظومة المائية في حالة فقر بالأكسجين. وتؤدي حالة الفقر بالأكسجين إلى بيئة ذات عامل نشاط إلكتروني pE منخفض القيمة يمكن أن تغيّر كيمياء المنظومة برمتها. ويولّد نقص الأكسجين أيضاً إجهاداً لكثير من المتعضيات المائية ومنها السمك. وتشاهد هذه الظروف غالبا على طول المجرى المائي بدءاً من نقطة فضلات المادة صب العضوية فيه.

سوف نرى كلاً من هذه الجوانب البيئية للمادة العضوية المائية في الأجزاء التالية من الكتاب. أما هنا فسوف نتحرى الخواص الكيميائية للجزيئات الكبيرة عموماً ذات المنشأ الطبيعي الموجودة بصيغ منحلة أو غروية أو رسوبية في البيئة المائية. وتعتبر الجزيئات الكبيرة ذات الصلة الوثيقة ببيئة اليابسة على درجة من الأهمية أيضاً.

النقطة الرئيسية 3.12 ثمة عدة عواقب بيئية ممكنة لوجود المادة العضوية في الماء. فالمادة العضوية المائية يمكن أن تكون سامة في بعض الحالات، وهي غالباً ما تشارك في مع أجناس مائية أخرى، وعندما تكون موجودة بتراكيز عالية، يمكن أن تؤدي تفاعلات إلى نقص في أكسجين الماء.