أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-15
1425
التاريخ: 2-5-2016
2762
التاريخ: 23-01-2015
3367
التاريخ: 21-01-2015
3355
|
إذا نظرنا إلى شجاعته (عليه السلام) وقد ضربت بها الأمثال وجدناه قد باشر الحرب وعمره عشرون سنة أو فوقها بقليل وقد أنسى ذكر من كان قبله ومحا اسم من يأتي بعده ووجدنا تفوقه فيها على جميع الخلق ملحقا بالضروريات يقبح بالانسان إطالة الكلام فيه وإكثار الشواهد عليه ومقاماته في الحرب تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة وكفى في ذلك أنه ما فر في وطن قط ولا ارتاع من كتيبه ولا بارز أحدا إلا قتله ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية وكانت ضرباته وترا إذا علا قد وإذا اعترض قط ولا دعي إلى مبارزة فنكل وهذا كله من الأمور العجيبة التي لم تنفق لغير علي بن أبي طالب ويمكن أن توصف الشجاعة بأكثر من ذلك ؛ وكان يقول ما بارزت أحدا إلا كنت أنا ونفسه عليه وكانت العرب تفتخر بوقوفها في مقابلته في الحرب ؛ ويفتخر المفتخرون ورهطهم بأنه قاتلهم افتخر بذلك حيي بن أخطب سيد بني النضير فقال قتله شريف بيد شريف وافتخرت به أخت عمرو بن عبد ود في شعرها الذي رثت به أخاها ولما افتخر حسان بقتل عمرو بن عبد ود في شعر له رد عليه فتى من بني عامر فقال من أبيات :
كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا * ولكن بسيف الهاشميين فافخروا
بسيف ابن عبد الله أحمد في الوغى * بكف علي نلتم ذاك فاقصروا
علي الذي في الفخر طال بناؤه * فلا تكثروا الدعوى علينا فتحقروا
وكان يمدحه المشركون على قتله عظيما منهم ويجعلون ذلك فخرا لعلي ومع ذلك فمال هذا إلى الافتخار بأنه قاتله قال مسافع الجمحي في رثاء عمرو وقتل علي إياه من أبيات :
فاذهب علي فما ظفرت بمثله * فخرا فلا لاقيت مثل المعضل
وقال هبيرة بن أبي وهب يرثي عمرا ويذكر قتل علي إياه من أبيات :
فعنك علي لا أرى مثل موقف * وقفت على نجد المقدم كالفجل
فما ظفرت كفاك فخرا بمثله * امنت به ما عشت من زلة النعل
وافتخر به سعيد بن العاص فقال : أما أنه ما كان يسرني أن يكون
قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب إلى غير ذلك وكان ينيمه أبوه وهو صبي أيام حصار الشعب في مرقد رسول الله (صلى الله عليه واله) فينام فيه مواجها للخطر طيبة بذلك نفسه . وظهرت شجاعته الفائقة في مبيته على الفراش ليلة الغار موطنا نفسه على الأخطار غير هياب ولا حزين والنفر من قريش محيطون بالدار ليفتكوا بمن في الفراش وظهرت شجاعته البالغة لما سار بالفواطم بعد الهجرة جهارا من مكة وليس معه إلا ابن أم أيمن وأبو واقد الليثي وهما لا يغنيان شيئا فلحقه ثمانية فرسان من قريش أمامهم جناح مولى حرب بن أمية فاهوى إليه جناح بالسيف وهو فارس وعلي راجل فحاد علي عن ضربته وضربه لما انحنى على كتفه فقطعه نصفين حتى وصلت الضربة إلى قربوس فرسه وانهزم الباقون .
وفي يوم بدر قتل الوليد بن عتبة وشرك في قتل عتبة وقتل جماعة من صناديد المشركين حتى روي أنه قتل نصف المقتولين أو أزيد من النصف بواحد وقتل باقي المسلمين مع الملائكة المسومين النصف الثاني .
وفي يوم أحد قتل أصحاب اللواء جميعهم على أصح الروايات وهم سبعة أو تسعة وانهزم بقتلهم المشركون ولولا مخالفة الرماة أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتم النصر للمسلمين وجميع من قتل يوم أحد من المشركين ثمانية وعشرون قتل علي منهم ثمانية عشر . ثم لما انهزم المسلمون إلا قليلا منهم ثبت مع النبي (صلى الله عليه واله) فحامى عنه وكلما أقبل إليه قوم ندبه النبي إليهم فيفرقهم ويقتل فيهم حتى عجب منه جبرائيل وقال يا رسول الله أن هذه للمواساة ونادى لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي .
وفي وقعة الخندق لما أقحم عمرو بن عبد ود وجماعة معه خيلهم وعبروا الخندق جاء علي ومعه نفر حتى أخذ عليهم الثغرة التي أقحموا خيلهم منها ولم يجسر على ذلك أحد غيره ولما طلب عمرو المبارزة جبن المسلمون كلهم وسكتوا كأنما على رؤوسهم الطير فجعل عمرو يؤنبهم ويوبخهم والنبي يقول من لعمرو وقد ضمنت له على الله الجنة فلم يقم إليه أحد إلا علي فقال انا له يا رسول الله والنبي (صلى الله عليه واله) يقول له اقعد فإنه عمرو حتى فعل ذلك ثلاثا فقال له في الثالثة وإن كان عمرا فقتله وانهزم من معه فلحقهم علي وقتل بعضهم وانكسرت بذلك شوكة المشركين ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال بعلي.
وفي يوم خيبر كان علي أرمد لا يبصر سهلا ولا جبلا فلذلك بعث النبي (صلى الله عليه واله) اثنين غيره من المهاجرين فرجعا منهزمين أحدهما يجبن أصحابه ويجبنونه والآخر يؤنب أصحابه ويؤنبونه فقال النبي (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله عليه فدعا بعلي فتفل في عينيه فبرئا وأعطاه الراية فلقيه مرحب وعلى رأسه مغفر وحجر قد ثقبه مثل البيضة فضربه علي فقد الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في أضراسه وسمع أهل العسكر صوت تلك الضربة واقتلع باب الحصن وجعله جسرا على الخندق وكان يغلقه عشرون رجلا فلما انصرفوا من الحصن دحا به أذرعا واجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه وتترس بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر فأي شجاع في الكون يصل إلى هذه الشجاعة .
وفي غزوة حنين ثبت مع النبي (صلى الله عليه واله) وقد هرب عنه الناس غير عشرة تسعة منهم من بني هاشم هو أحدهم وفيهم العباس وابنه وقتل علي أبا جرول وأربعين من المشركين غيره وانهزم المشركون بقتله وقتلهم ورجع المسلمون من هزيمتهم بثباته وثبات من معه الذين انما ثبتوا بثباته لأنه لم يؤثر عنهم شجاعة كما أثر عنه وفي جميع الوقائع والغزوات كان له المقام الأسمى في الشجاعة والثبات .
وفي يوم الجمل وصفين والنهروان باشر الحرب بنفسه وقتل صناديد الأبطال وجدل أبطال الرجال .
وفي يوم الجمل ثبت الفريقان واشرعوا الرماح بعضهم في صدور بعض كأنها أجلم القصب ولو شاءت الرجال أن تمشي عليها لمشت وكان يسمع لوقع السيوف أصوات كأصوات القصارين ، ولما اشتد القتال زحف نحو الجمل بنفسه في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار وحوله بنوه ثم حمل فغاص في عسكر الجمل حتى طعن العسكر ثم رجع وقد انحنى سيفه فأقامه بركبته فقال له أصحابه وبنوه نحن نكفيك فلم يجبهم ولا رد إليهم بصره وظل ينحط ويزأر زئير الأسد ثم حمل ثانية وحده فدخل وسطهم والرجال تفر من بين يديه وتنحاز عنه يمنة ويسرة حتى خضب الأرض بدماء القتلى ثم رجع وقد انحنى سيفه فاقامه بركبته ثم قال لابنه محمد بن الحنفية هكذا تصنع يا ابن الحنفية ؛ فقال الناس من الذي يستطيع ما تستطيعه يا أمير المؤمنين .
ومن مواقفه بصفين ما كان يوم الهرير قال بعض الرواة فوالله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ما سمعنا برئيس قوم منذ خلق الله السماوات والأرض أصاب بيده في يوم واحد ما أصاب علي ، أنه قتل في ما ذكر العادون زيادة على خمسمائة من اعلام العرب يخرج بسيفه منحنيا فيقول معذرة إلى الله وإليكم من هذا فكنا نأخذه ونقومه ثم يتناوله من أيدينا فيقتحم به في عرض الصف فلا والله ما ليث أشد نكاية منه بعدوه .
|
|
إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقرّ عقارا جديدا للألزهايمر
|
|
|
|
|
شراء وقود الطائرات المستدام.. "الدفع" من جيب المسافر
|
|
|
|
|
العتبة العبّاسيّة: البحوث الّتي نوقشت في أسبوع الإمامة استطاعت أن تثري المشهد الثّقافي
|
|
|