أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-28
890
التاريخ: 5-2-2017
40413
التاريخ: 2024-08-15
499
التاريخ: 2023-04-12
1385
|
لم يكن عرب الشمال — وغالبيتهم العظمى من البدو — شديدي التأثر بالدين، كما كان عرب الجنوب — الذين وصفنا الحالة الدينية عندهم في فقرة [اللغة والدين] من هذا الكتاب فارجع إليها، والعرب — كما يقولون — أمة شعراء، الشعر سجل أعمالهم، ولكنك قلَّ أن تجد فيما وصل إلينا من الشعر الجاهلي ما يعكس لك صورة واضحة عن الحالة الدينية في بلاد العرب، وقد يكون السبب في ذلك أن الشعر الديني — بسبب اعتناق العرب للإسلام — قد حظرت روايته فضاع، ويبدو أن العربي لم يكن يهتم للدين كثيرًا، يدلنا على ذلك ما رواه صاحب الأغاني من أن امرأ القيس بن حجر الكندي عندما قُتل أبوه مر بمعبد ذي الخلصة، ليستقسم بالسهام، فلما أخرج السادن سهم النهي ثلاث مرات قذف امرؤ القيس بالسهام في وجه الصنم، وقال: لو كان أبوك الذي قُتل لما نهيتني عن طلب الثأر له. وفيما عدا الشعر فإن مراجعنا في وثنية العرب قبل الإسلام تكاد تنحصر فيما ورد عن الوثنية في القرآن الكريم — الذي يصور لنا الحياة الجاهلية في نواحيها المتعددة من دينية واجتماعية أصدق تصوير وأروعه — وفي بعض ما كتب من الأدب الإسلامي، ونخص بالذكر منه كتاب الأصنام للكلبي (المتوفى حوالي سنة 820م). وكانت معبودات العرب في الجاهلية تختلف ما بين الصنم والوثن والنُّصُب، فأما الصنم فما كان على صورة إنسان من معدن أو خشب، والوثن ما كان على شكل الإنسان من حجر، أما النُّصُب فهو حجر غُفْل ليس على صورة معينة. ولعل الوثنية العربية كانت أبسط شكل للمعتقدات السامية، فهي لم تترق كما ترقت وثنية عرب الجنوب، التي كانت لها معابد فاخرة، وشعائر معقدة مما تتطلبه حالة الإقامة، على عكس عرب الشمال، الذين كانوا في الغالب بدوًا، وتشبه وثنية العرب معظم الوثنيات الأخرى، في وجود آلهة خاصة بالقبائل، تنفرد كل قبيلة بعبادة إلهها، وتشترك معظم القبائل في عبادة الإله الأكبر. وكانت المناطق الزراعية تعبد إلهًا يمتُّ إلى الشمس بصلة، وأوضح أمثلة لعبادة الشمس كانت في مدينة تدمر ومدينة البتراء، ولا يخفى أن سكان الأقاليم الزراعية قد أدركوا ما بين حرارة الشمس ونماء الزرع من علاقة «قارن هذا بعبادة المصريين القدماء لرع إله الشمس «. وكان بعض قبائل البدو يدينون الطوطمية، ويعبدون الحيوانات، وتفسير هذا يمكننا أن نرجعه إلى ما كان يعود عليهم من نفع من الحيوان المعبود ومدى ارتباطهم به «قارن هذا أيضًا بعبادة الحيوان عند قدماء المصريين «. وكانت آلهة المناطق الزراعية — في الغالب — من الآلهة الخيرة، التي تجلب النفع للناس، أما آلهة المناطق الجرداء فكانت من الآلهة الشريرة والشياطين، وهذه كانت تُعبد دفعًا لأذاها ولاتقاء شرورها، كما كانت تُعبد الأولى استجلابًا لرضاها واستدرارًا لنفعها. وعبد العرب أيضًا بعض مظاهر الطبيعة، التي كانت تحيط بهم، فعبدوا بعض الأشجار وعيون الماء والكهوف والحجارة، ولكن عبادتهم لهذه الأشياء كانت كوسيلة لتقريبهم إلى الآلهة التي كانت — حسب ما يعتقدون — تتخذ مقارها في بعض هذه الأشياء، ولسنا ندري إن كانت بئر زمزم قد عُبدت قبل الإسلام، ولكن القزويني يذكر أن بئر عروة — كان الناس إذا مروا بها أخذوا من مائها يهدونه إلى أهليهم، أما الكهوف فكانت قداستها ترجع إلى أنها تتصل بقوى الآلهة السفلية، وقوى باطن الأرض التي لا يرونها، ومن أمثلة ذلك كانت غبغب في نخلة، حيث كان العرب يقربون للإلهة العزى. كذلك عبد العرب بعض الأجرام السماوية، ولعلهم تأثروا في ذلك بالمجوس جيرانهم، فعبدوا القمر، وكانت عبادته شائعة في مناطق الرعي، كما كانت عبادة الشمس شائعة في مناطق الزراعة، ويجب أن نذكر هنا أن ضوء القمر كان يهدي بالليل، وكان ظهوره ينظم لهم مواقيتهم، وقد ورد في القرآن ذكر وَدٍّ، وهو أحد آلهة القمر، وكان أهم إله يُعبد في معين ببلاد اليمن. وقد سبق أن أشرنا في تاريخ اليمن في فقرة [قصة أصحاب الأخدود] عند الكلام على قصة أصحاب الأخدود خبر نخلة في نجران، كان القوم يعبدونها هناك، ولهذه النخلة نظير في شجرة العزى، المسماة بذات أنواط في نخلة، والتي كان يهرع إليها أهل مكة كل عام، فيقدمون القرابين لها كما كان يقدم أهل نجران لنخلتهم قرابين من الأسلحة والملابس وغيرها، وكانت اللات في الطائف يمثلها حجر مربع، وذو الشرى في البتراء يمثله كتلة مستطيلة من حجر أسود غير منحوت، يبلغ ارتفاعه أربعة أقدام وعرضه قدمان، وكان لكل من هذه الآلهة حمى من أرض المراعي المحيطة به، لا يُعتدى عليه ولا يُعتدى فيه. وكان البدو يؤمنون بأن الصحراء مسكونة بمخلوقات لها طبيعة الوحوش، يطلقون عليها أسماء الجن والشياطين، وكان الجن — في نظرهم — يختلفون عن الآلهة من حيث طبيعتهم من جهة، ومن حيث علاقتهم بالإنسان، فالآلهة في نظرهم كانت بصفة عامة أصدقاء لهم، أما الجن فكانوا لهم خصومًا؛ ولعل ما تنطوي عليه الصحراء من هول، وما يعمرها من وحوش — هو الذي دفعهم إلى هذا الاعتقاد، وأرض الآلهة هي الأرض التي يطرقها الإنسان، أما أرض الجن فهي أرض البرية التي لم يطرقها أحد، ولعل لفظ المجنون بالعربية معناه الذي أصابه الجن. ولسنا ننكر الجن؛ فقد ورد ذكرهم في أكثر من موضع في القرآن وفي مناسبات متعددة، ولكن المقصود بهم كان يختلف عما ذهب إليه العرب في الجاهلية. وقد ورد ذكر اللات والعزى ومناة في القرآن، وهذه الإلهات الثلاث كان العرب يسمونها بنات الله، وكن يعبدن في المنطقة التي أتيح لها أن تكون مهد الإسلام فيما بعد، وقد ورد ذكرهن في القرآن في سورة النجم الآية 10 وما بعدها: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (راجع قصة الغرانيق في الفصل السادس من كتاب حياة محمد للدكتور هيكل باشا). فأما اللات «ولعلها مشتقة من كلمة الإلهة» فقد كان حماها وحرمها على مقربة من الطائف، وكان أهل مكة يحجون إليها ويقدمون لها القرابين، وكان لا يجوز أن تقتلع أشجار من حماها ولا يُصاد ولا يُراق دم آدمي فيه، وقد ذكر هيرودوت في تاريخه اسم «أليلات» من بين آلهة الأنباط. وأما العزى «وهي مؤنث الأعز وكان يُقصد بها الزهرة «فينوس» نجمة الصباح» فكانت تُعبد في نخلة إلى الشرق من مكة، وقد ذكر الكلبي: «أن قريشًا كانت تقدسها أعظم تقديس، وأن النبي عليه السلام وهو حدث قدم لها بعض القرابين.» (في ذلك شك)، وكان حرمها يتكون من ثلاث أشجار، وعبادتها تتطلب تقديم القرابين البشرية، وكان اسم عبد العزى من الأسماء الشائعة المحببة عند العرب وقت ظهور الإسلام. أما مناة «من المنية وهي القضاء المحتوم» فكانت إلهة القضاء والقدر، ولعلها كانت من أقدم الإلهات عند العرب، وكان حرمها عبارة عن صخرة سوداء في قديد، على الطريق بين مكة ويثرب، وكان أعظم عبادها الأوس والخزرج، الذين ناصروا النبي عليه السلام في هجرته من مكة، ولا يزال النظامون العرب يشكون المنية والدهر في قصائدهم إلى يومنا هذا. ونستطيع أن نقرر — بمناسبة هذه الإلهات الثلاث — أن عبادة الإناث كانت أسبق من عبادة الذكور في بلاد العرب؛ لأن العرب — شأن كل الساميين الأخر — كانوا يعلقون أهمية على دم الأمومة أكثر من دم الأبوة. وكانت الكعبة مقر أوثان أكثر العرب وأصنامهم، وكان هذا من الأسباب الذي جعلت لمكة وقريش الصدارة على كل مدن الحجاز وقبائله، أما أشهر آلهة الكعبة، فكان الإله هبل «واسمه مشتق من لفظ آرامي معناه الروح»، وكان صنم هبل على صورة إنسان، ذكر المؤرخون أنه كان من العقيق الأحمر مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش كذلك، فجعلت له يدًا من ذهب، وكان تمثاله أعظم صنم معلق على الكعبة، التي كان بداخلها صنمان يمثلان إبراهيم وإسماعيل، وكان إلى جوار صنم هبل الأزلام وهي القداح أو السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها، وكان الكاهن «وهو لفظ مأخوذ من الآرامية أيضًا» يقرر مصائر الناس بوساطة هذه السهام، وقد ذكر ابن هشام في سيرته أن عمرو بن لحي الخزاعي هو الذي أحضر هذا الصنم من مؤاب أو العراق إلى مكة، ولقد أصاب بقوله هذا كبد الحقيقة؛ لأن اسم الإله يحمل ذلك الاسم الآرامي، ويقال أيضًا: إن عمرو بن لحي هذا هو الذي أتى بإساف ونائلة من أرض الشام، ووضعهما في داخل الكعبة فعُبِدَا، على أن هناك رواية أخرى تذكر أن إسافا ونائلة كانا رجلًا وامرأة أتيا الفاحشة في داخل الكعبة فأحالتهما الآلهة أصنامًا، أما بقية القصة التي تقول إن عمرو بن لحي كان أول من أدخل عبادة الأصنام إلى بلاد العرب بنقله هبل، وأن العرب كانوا لا يعبدون أصنامًا قبل هذا — فهي بعيدة بعدًا كبيرًا عن الحقيقة، وقد لقي هبل هو والثلاثمائة وستون صنمًا التي كانت معلقة حول الكعبة مصرعها الأخير يوم الفتح على يد النبي ﷺ. ولا يجولن بالخاطر أن ما ذكرناه عن وثنية بلاد العرب — يستلزم أنهم كانوا لا يعبدون إلا الأوثان أو الأصنام؛ إذ الثابت أن الشطر الأكبر منهم — إن لم يكن جميعهم — كانوا يعبدون هذه الحجارة والأصنام، لا على أنها صاحبة الحول والطول، بل على أنها وسيلة تقربهم إلى الإله الأكبر الذي كانوا يؤمنون به، فكانوا كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَىٰ). فأنت ترى أن الله تعالى كان معروفًا لديهم، وكلمة «الله» هي صورة من صور لفظ الإله المضاف إليها أداة التعريف، مما يفهم منه أنه الإله الرئيسي، وقد عثر النقَّابون على نقوش قديمة فيها لفظ «الله»، وقد عثر على نقش في الصفا يرجع عهده إلى قبل الإسلام بخمسة قرون ورد فيه لفظ الجلالة على هذا الشكل «هالله»، ومعروف أن والد النبي عليه السلام كان يُسمى عبد الله، وكان أهل مكة قبل الإسلام — يعتبرون أن الله هو الخالق المعطي القاهر فوق عباده، وهو الذي يفزع الناس إليه إذا اشتد الخطب، كما يستدل على ذلك من آيات كثيرة في القرآن نذكر من بينها قوله تعالى . (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهَ ۚ قُلِ الْحَمْدُ للهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، لقمان آية 25، وقوله تعالى: (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ) … إلخ. ولم يحل وقوع مكة في وادٍ غير ذي زرع، وفي مناخ لا يوافق الصحة كثيرًا، دون أن يكون الحجاز بسببها أهم مركز ديني في شمال بلاد العرب. أما فيما يتعلق بآلهة بلاد العرب الأخرى — فإنا نذكر منها «نسرًا» وكان على هيئة نسر، و«عوف» وكان على هيئة طير كبير، و«يغوث» وكان على صورة أسد، و«يعوق» وكان على هيئة فرس وغيرها من الحيوان والطير مما يذكرنا بآثار الطوطمية الأولى. ولا نستطيع أن نستنتج من ثنايا الأدب القديم الموثوق بصحته — ما يوضح لنا عقيدتهم في الدار الآخرة توضيحًا كبيرًا، أما ما ورد على ألسنة بعضهم من ذكر للدار الآخرة، فأكبر ظننا أنه كان صدى للمعتقدات المسيحية التي اتصلوا بها. ونريد أن نذكر في هذا الصدد أيضًا — أن العرب قد توافقوا فيما بينهم على أن يجعلوا من بين شهور السنة أربعة أشهر حرم، لا يحل فيها القتال، وكان غرضهم من ذلك أن يتيحوا لذوي الرأي فرصة يصلحون فيها ذات البين، وهذا عدا حرصهم على الاطمئنان على متاجرهم، وعدم تعريض سلعهم للبوار والضياع، وتشبه هذه الشهور الحرم — وهي شهور ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ثم رجب الفرد — الهدنة الربانية التي كانت معروفة في أوروبا في العصور الوسطى. وكانت الشهور الثلاثة الأولى تُخصص للعبادة، فيذهب الناس فيها من كافة أنحاء الحجاز وغيره إلى مكة، ويقدمون القرابين من إبل وأغنام إلى آلهتهم، أما الشهر الرابع فكان يُخصص للتجارة، ولا يخفى أن الحجاز — بوقوعه على طريق التجارة الرئيسي بين الشمال والجنوب — كان يتيح فرصة صالحة للنشاط الديني والنشاط التجاري، وهذا هو السبب الذي من أجله قامت أسواق العرب في الجاهلية، ونخص بالذكر منها عكاظ، التي كان فيها سوق أسبوعية تقوم يوم الأحد للبيع والشراء، وسوق سنوية ينزلون به في أول ذي القعدة ويستمرون عشرين يومًا، تجتمع فيها قبائل العرب فيتناشدون الأشعار، ويتعارفون ويتحابون ويفدون أسراهم، ويرفعون مظالمهم إلى من يقوم بأمر الحكومة، ثم يتوجهون منها إلى مكة، فيقفون بعرفة ويقضون مناسك الحج، ثم يرجعون إلى أوطانهم. ومثل سوق عكاظ أسواق أخرى، كسوق مجنة قرب مكة، وسوق ذي المجار خلف جبل عرفات. ونريد — قبل أن نختتم كلامنا عن ديانة العرب الوثنية قبل الإسلام — أن نذكر أنه كان هناك أفراد منهم يطلق عليهم الحنيفيون أو الأحناف «أي المنحرفون عن العبادة العامة» لم تكن تلك العبادات التي وصفناها تعجبهم ويرون أن هناك حقيقة غابت عنهم، وأن طرائقهم التي هم عليها لا توصلهم إلى الله، ويقولون في أنفسهم: ما معنى التوسل إلى الله بحجارة لا تضر ولا تنفع؟ ومن أشهر هؤلاء ورقة بن نوفل الذي استحكم في النصرانية، وعثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو، وعبيد الله بن جحش، وأمية بن أبي الصلت، وقس بن ساعدة الإيادي، وغيرهم ممن ترك عبادة الأوثان، وإن كان لم يعتنق دينًا سماويًّا، ووجود أمثال هؤلاء يدلنا على أنه كانت هناك حركة دينية قبيل البعثة النبوية، تبحث عن دين إبراهيم الحنيف، وتسب الأصنام ولا ترى في عبادتها غذاءً روحيًّا يرضي عقلاء العرب، ولكنها لم تكن حركة منتجة؛ لأنها لم تؤدِّ إلى شيء ما من التغير في عبادة الأوثان، ولا إلى شيء من إصلاح أحوال العرب، ولكنها — دون جدال — عبَّدت الطريق، وجعلت في بعض الأنفس شيئًا من الاستعداد لقبول الإسلام، ويطلق بعض المؤرخين على أولئك الذين ذكرنا اسم الحنفاء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|