أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-07
1075
التاريخ: 27-11-2014
1727
التاريخ: 27-11-2014
2137
التاريخ: 11-10-2014
1870
|
قال تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلّ شَيءٍ مُقتدراً }[ الكهف : 45] .
تفسيرُ الآيات
( الهشيم ) : ما يُكسّر ويُحطّم في يبس النبات ، و( الذر ) والتذرية : تطيير الريح الأشياء الخفيفة في كلّ جهة .
تحدّث التمثيل السابق عن عدم دوام نِعم الدنيا التي ربّما يعتمد عليها الكافر ، ولأجل التأكيد على تلك الغاية المنشودة أتى القرآن بتمثيل آخر يُجسّم فيها حال الحياة الدنيوية ، وعدم ثباتها بتمثيل رائع يتضمّن نزول قطرات من السماء على الأراضي الخصبة المستعدّة لنمو البذور الكامنة فيها ، فعندئذٍ تبتدئ الحركة فيها بشقّها التراب وإنباتها وانتفاعها من الشمس ، إلى أن تعود البذور باقات من الأزهار الرائعة ، فربّما يتخيّل الإنسان بقاءها ودوامها ، فإذا بالأعاصير والعواصف المدمِّرة تهب عليها فتصيّرها أعشاباً يابسة ، وتبيدها عن بكرة أبيها وكأنّها لم تكُ موجودة قط ، فتنثر الرياح رمادها إلى الأطراف ، فهذا النوع من الحياة والموت يتكرّر على طول السنة ويشاهده الإنسان بأُمّ عينه ، دون أن يعتبر بها ، فهذا ما صيغَ لأجله التمثيل .
يقول سبحانه : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ } على وجه يلتفّ بعضه ببعض ، يروق الإنسان منظره ، فلم يزل على تلك الحال إلى أن ينتقل إلى حالة لا نجد فيها غضاضة ، وهذا ما يعبِّر عنه القرآن بقوله : { فَأَصْبَحَ هَشِيماً } أي كثيراً مفتّتاً تذروه الرياح فتنقله من موضعه إلى موضع ، فانقلاب الدنيا كانقلاب هذا النبات { وَكانَ اللهُ عَلى كُلّ شَيءٍ مُقتدراً } .
ثمّ إنّه سبحانه يُشبّه المال والبنين بالورود والأزهار التي تظهر على النباتات ، ووجه الشبه هو : طروء الزوال بسرعة عليها ، فهكذا الأموال والبنون .
وإنّما هي زينة للحياة الدنيا ، فإذا كان الأصل مؤقتاً زائلاً ، فما ظنّك بزينته ، فلم يُكتب الخلود لشيء ممّا يرجع إلى الدنيا ، فالاعتماد على الأمر الزائل ليس أمراً صحيحاً عقلائياً ، قال سبحانه : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } .
نعم ، الخلود للأعمال الصالحة بما لها من نتائج باهرة في الحياة الأخروية ، قال سبحانه : { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }[ مريم : 76].
ثمّ إنّه سبحانه يؤكد على زوال الدنيا وعدم دوامها من خلال ضرب أمثلة ، فقد جاء روح هذا التمثيل في سورة يونس الماضية (1) .
إيقاظ
ثمّ إنّه ربّما يُعدُّ من أمثال القرآن قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }[ الكهف : 54] .
والحقّ : أنّه ليس تمثيلاً مستقلاً وإنّما يؤكّد على ذكر نماذج من الأمثال ، خصوصاً فيما يرجع إلى حياة الماضين التي فيها العِبر .
ومعنى قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } أي بيّنا في هذا القرآن للناس من كلّ مَثل ، وإنّما عبّر عن التبيين بالتصريف ؛ لأجل الإشارة إلى تنوّعها ليتفكر فيها الإنسان من جهات مختلفة ، ومع ذلك { وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } أي أكثر شيء منازعة ومشاجرة من دون أن تكون الغاية الاهتداء إلى الحقيقة .
_____________________
1 ـ انظر التمثيل الرابع عشر وسورة يونس 25 ، كما يأتي مضمونها عند ذكر التمثيل الوارد في سورة الحديد ، الآية 20 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|