المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17757 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



التمثيلُ في الآية (45) من سورة الكهف  
  
3495   03:28 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص198-200 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلّ شَيءٍ مُقتدراً }[ الكهف : 45] .

تفسيرُ الآيات

( الهشيم ) : ما يُكسّر ويُحطّم في يبس النبات ، و( الذر ) والتذرية : تطيير الريح الأشياء الخفيفة في كلّ جهة .

تحدّث التمثيل السابق عن عدم دوام نِعم الدنيا التي ربّما يعتمد عليها الكافر ، ولأجل التأكيد على تلك الغاية المنشودة أتى القرآن بتمثيل آخر يُجسّم فيها حال الحياة الدنيوية ، وعدم ثباتها بتمثيل رائع يتضمّن نزول قطرات من السماء على الأراضي الخصبة المستعدّة لنمو البذور الكامنة فيها ، فعندئذٍ تبتدئ الحركة فيها بشقّها التراب وإنباتها وانتفاعها من الشمس ، إلى أن تعود البذور باقات من الأزهار الرائعة ، فربّما يتخيّل الإنسان بقاءها ودوامها ، فإذا بالأعاصير والعواصف المدمِّرة تهب عليها فتصيّرها أعشاباً يابسة ، وتبيدها عن بكرة أبيها وكأنّها لم تكُ موجودة قط ، فتنثر الرياح رمادها إلى الأطراف ، فهذا النوع من الحياة والموت يتكرّر على طول السنة ويشاهده الإنسان بأُمّ عينه ، دون أن يعتبر بها ، فهذا ما صيغَ لأجله التمثيل .

يقول سبحانه : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ } على وجه يلتفّ بعضه ببعض ، يروق الإنسان منظره ، فلم يزل على تلك الحال إلى أن ينتقل إلى حالة لا نجد فيها غضاضة ، وهذا ما يعبِّر عنه القرآن بقوله : { فَأَصْبَحَ هَشِيماً } أي كثيراً مفتّتاً تذروه الرياح فتنقله من موضعه إلى موضع ، فانقلاب الدنيا كانقلاب هذا النبات { وَكانَ اللهُ عَلى كُلّ شَيءٍ مُقتدراً } .

ثمّ إنّه سبحانه يُشبّه المال والبنين بالورود والأزهار التي تظهر على النباتات ، ووجه الشبه هو : طروء الزوال بسرعة عليها ، فهكذا الأموال والبنون .

وإنّما هي زينة للحياة الدنيا ، فإذا كان الأصل مؤقتاً زائلاً ، فما ظنّك بزينته ، فلم يُكتب الخلود لشيء ممّا يرجع إلى الدنيا ، فالاعتماد على الأمر الزائل ليس أمراً صحيحاً عقلائياً ، قال سبحانه : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } .

نعم ، الخلود للأعمال الصالحة بما لها من نتائج باهرة في الحياة الأخروية ، قال سبحانه : { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }[ مريم : 76].

ثمّ إنّه سبحانه يؤكد على زوال الدنيا وعدم دوامها من خلال ضرب أمثلة ، فقد جاء روح هذا التمثيل في سورة يونس الماضية (1) .

إيقاظ

ثمّ إنّه ربّما يُعدُّ من أمثال القرآن قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }[ الكهف : 54] .

والحقّ : أنّه ليس تمثيلاً مستقلاً وإنّما يؤكّد على ذكر نماذج من الأمثال ، خصوصاً فيما يرجع إلى حياة الماضين التي فيها العِبر .

ومعنى قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } أي بيّنا في هذا القرآن للناس من كلّ مَثل ، وإنّما عبّر عن التبيين بالتصريف ؛ لأجل الإشارة إلى تنوّعها ليتفكر فيها الإنسان من جهات مختلفة ، ومع ذلك { وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } أي أكثر شيء منازعة ومشاجرة من دون أن تكون الغاية الاهتداء إلى الحقيقة .

_____________________

1 ـ انظر التمثيل الرابع عشر وسورة يونس 25 ، كما يأتي مضمونها عند ذكر التمثيل الوارد في سورة الحديد ، الآية 20 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .