أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-11
148
التاريخ: 23-10-2014
2264
التاريخ: 2023-06-12
1085
التاريخ: 2023-11-13
1191
|
{وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْميزانَ بِالْقِسْطِ وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدين} [هود : ]85
هذه الاية بينت ركنا مهما من اركان البيع وهو العوضان ووجوب الوفاء بهما من الطرفين من غير نقص ولا بخس ولا غش ولا تدليس وكان ولا زال اكثر البضائع مضبوطة بالوزن او الكيل؛ فلذا تم التركيز عليهما .
قال الامام الباقر (عليه السلام) : وَكَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِالْكُوفَةِ يَغْتَدِي كُلَّ بُكْرَةٍ فَيَطُوفُ فِي أَسْوَاقِ الْكُوفَةِ سُوقاً سُوقاً وَ مَعَهُ الدِّرَّةُ عَلَى عَاتِقِهِ وَ كَانَ لَهَا طَرَفَانِ وَ كَانَتْ تُسَمَّى السَّبِيبَةَ[1] قَالَ فَيَقِفُ عَلَى أَهْلِ كُلِّ سُوقٍ فَيُنَادِيهِمْ :
يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ: قَدِّمُوا الِاسْتِخَارَةَ، وَتَبَرَّكُوا بِالسُّهُولَةِ، وَاقْتَرِبُوا مِنَ الْمُبْتَاعِينَ، وَتَزَيَّنُوا بِالْحِلْمِ، وَتَجَافَوْا عَن الظُّلْمِ، وَأَنْصِفُوا الْمَظْلُومِينَ، وَلَا تَقْرَبُوا الرِّبَا، {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} قَالَ فَيَطُوفُ فِي جَمِيعِ أَسْوَاقِ الْكُوفَةِ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَقْعُدُ لِلنَّاسِ[2].
والفرق بين الْكَيْلِ والوزن: أنّ الكيل تعيين مقدار الشيء من جهة الحجم والوزن تعيين مقداره من جهة الثقل وذم الله جماعة يطففون في المكيال والميزان (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) قال: الَّذِينَ يَبْخَسُونَ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ.
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ نَزَلَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَ هُمْ يَوْمَئِذٍ أَسْوَأُ النَّاسِ كَيْلًا فَأَحْسِنُوا الْكَيْلَ، وَأَمَّا الْوَيْلُ فَبَلَغَنَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهَا بِئْرٌ فِي جَهَنَّمَ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} قَالَ كَانُوا إِذَا اشْتَرَوْا يَسْتَوْفُونَ بِكَيْلٍ رَاجِحٍ وَ إِذَا بَاعُوا يَبْخَسُوا الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ وَ كَانَ هَذَا فِيهِمْ وَ انْتَهَوْا.
الكافي: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم) خَمْسٌ إِنْ أَدْرَكْتُمُوهُنَّ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوهَا إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَ الْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا وَ لَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ[3] وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَ جَوْرِ السُّلْطَانِ وَ لَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَ لَوْ لَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَ عَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ وَ أَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَ لَمْ يَحْكُمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ[4].
أي لا تنقصوهم أشياءهم، من قوله بخسه حقه يبخسه بخسا من باب نفع: إذا نقصه، يتعدى إلى مفعولين كما في الآية، المفعول الاول الناسَ ، المفعول الثاني اشياءَ.
تعميم بعد تخصيص فانه أعمّ من أن يكون في المقدار أو في غيره وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ هذا أيضاً تعميم بعد تخصيص فانّ العثو يعمّ تنقيص الحقوق وغيره من أنواع الفساد مِن السرقة والغارة وقطع السبل و غير ذلك.
{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}.
{بَقِيَّتُ اللَّهِ} ما أبقاه لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام {خَيْرٌ لَكُمْ} مما تجمعون بالتطفيف {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} بشرط الإيمان إذ الثواب و النجاة من العقاب لا يحصلان إلّا به أو يريد إن كنتم مصدقين لي في نصيحتي {وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} أحفظ عليكم أعمالكم.
في الكافي عن الباقر عليه السلام أنه صعد جبلًا يشرف على أهل مدين حين أغلق دونه باب مدين و منع أن يخرج إليه بالأسواق فخاطبهم بأعلى صوته يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقيّة اللَّه يقول اللَّه {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} قال و كان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم يا قوم هذه و اللَّه دعوة شعيب النبي عليه السلام واللَّه لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذنّ من فوقكم ومن تحت أرجلكم الحديث.
و في الإكمال عنه عليه السلام أوّل ما ينطق به القائم عليه السلام حين خرج هذه الآية {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ثم يقول أنا بقيّة اللَّه وحجّته وخليفته عليكم فلا يسلّم عليه مُسلّم إلّا قال السلام عليك يا بقيّة اللَّه في أرضه[5].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|