أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
929
التاريخ: 2023-10-21
906
التاريخ: 2024-08-01
405
التاريخ: 2023-10-15
949
|
وكان بلدوين الثاني إمبراطور اللاتين قد طلب إعادة ثيسالونيكية ومقدونية وتراقية إليه، فطلب ميخائيل نصف إيراد كمارك العاصمة ومضرب النقود، وهدد بالحرب، فسكت بلدوين ووَقَّعَ معاهدةً مع ميخائيل في أواخر السنة 1258 (1)،فحوَّل ميخائيل اهتمامه شطر سميه ميخائيل الثاني ديسبوتس إبيروس، وكان هذا قد ضمَّ مقدونية حتى الفردار، وأنشأ تحالُفًا ضد نيقية بينه وبين ملك صقلية وأمير المورة، فأنفذ ميخائيل أخاه يوحنا بقوة إلى الغرب فاحتل أرتة عاصمة الديسبوتس وأسر أمير المورة، ثم وَقَّعَ معاهدة مع الديسبوتس في أواخر السنة 1259 (2) . وتفاهم ميخائيل والمغول في آسية ولم يعبأْ بمصير حليفه سلطان إيقونية،(3) ثم حالف عمانوئيل كومنينوس إمبراطور طرابزون (4)، وكانت البندقية قد جارت على جنوى منذ السنة 1204 فطردت الجنويين من القسطنطينية ومن سائر أسواق الروم، فلجأتْ جنوى إلى القرصنة، وأثارتها حربًا على البندقية لا هوادة فيها، وشهدت عكة في حزيران السنة 1258 قتالًا شديدًا بين الطرفين في شوارعها، وخسرت جنوى موقعةً بحريةً في نضالها هذا، فلجأت إلى صور(5)، وتَدَخَّلَ البابا ألكسندروس الرابع؛ لِيَضَعَ حدًّا لهذا النزاع، وأرسل ممثلًا خاصًّا إلى عكة (1259)؛ لينقل حكمه في الأمر، ولكن البنادقة فيها لم يقبلوا شيئًا من هذا، فاتصلتْ جنوى بميخائيل باليولوغوس، وعرضت تعاوُنها في سبيل عَوْدَةِ الروم إلى الحكم في القسطنطينية، ولم يكن لَدَى ميخائيل أسطولٌ كافٍ، يغير به على القسطنطينية بحرًا، فقبل عرض جنوى، ووَقَّع في نمفية Nymphaeum في الثالث عشر من آذار سنة 1261 معاهدة هجومية دفاعية ضد البندقية والإمبراطور بلدوين الثاني، وقضتْ شُرُوطُ هذه المعاهدة بأن تضع جنوى أُسطولها تحت تَصَرُّف الفسيلفس وأن يمنحها هو جميعَ الامتيازات التي كانت البندقيةُ تتمتع بها في القسطنطينية وغيرها من أجزاء دولة الروم(6). وبعد هذا بوقت قصير أرسل الفسيلفس القائد أليكسيوس استراتيغوبولس Strategopoulos على رأس ثمانمائة جندي؛ ليقوم بمناورة على الحُدُود البلغارية، فلَمَّا وصل إلى غاليبولي انضم إليه مُتَطَوِّعُون كثيرون من الروم وأَقْنَعُوهُ بوجوب القيام إلى ضواحي القسطنطينية مؤكدين له أن حاميتها خرجت لتحارب بعيدًا عنها. فخشي القائد سوء العاقبة. ولكن أحد أبناء العاصمة خرج في مساء ذلك اليوم من بيته بسرداب إلى خارج السور، فأمسكه الروم وفهموا منه حالة العاصمة، فأدخلوا من السرداب خمسين جنديًّا، فتمكن هؤلاء من الاستيلاء على باب من أبواب المدينة، فدخل الجُند جميعُهُم في الخامس والعشرين من تموز دون مقاومة ونادوا بميخائيل ويوحنا فسيلفسين، فانضم الروم في العاصمة إلى الجيش، وأما السكان الإفرنج فمنهم من قُتل، ومنهم من هرب. ونجا بلدوين الإمبراطور على قاربٍ تاركًا ما لديه غنيمة للفاتحين، فلما سمع جيش الإفرنج بما جرى عاد أفرادُهُ إلى العاصمة ليخلصوا عيالهم، فقابلهم الروم بالقتال والإحراق والتخريب، فيئس الإفرنجُ وأخذوا من استطاعوا من عيالهم وسافروا. فلما بلغ ميخائيلَ فتحُ القسطنطينية لم يصدق، ثم تثبَّت من الأمر فابتهج، وقام إلى العاصمة وفي صحبته ابنُهُ وزوجتُهُ ووزراؤُهُ ومجلسُ دولته، فوصلوا في الرابع عشر من آب وباتوا خارج الأسوار، ثم أمر الفسيلفس أن يفتح الباب الذهبي الذي سدَّه الإفرنج، وفي الغد صعد متروبوليت كيزيكوس إلى أحد الأبراج حاملًا أيقونة العذراء، وصلى على مسمعٍ من الجماهير ثلاثة عشر أفشينًا، وكان الفسيلفس عند تلاوة كل أفشين يكشف رأسه ويركع على الأرض فيحذو حذوه سائرُ الحاضرين، وعند نهاية كل أفشين كانوا ينهضون ويصرخون معًا «كيريه إيلايصون» يا رب ارحم! وبعد إتمام الصلاة مشى ميخائيل وراء الأيقونة إلى دير الأستودي حيث وضعت أيقونة العذراء، ثم امتطى جوادًا وذهب إلى كنيسة الحكمة الإلهية، فصلى وشكر، ثم ذهب إلى القصر وكافأ القائد الظافر مكافأةً لائقةً وأمر بذكره مع الملوك سنةً كاملةً، وأرجع البطريرك أرسانيوس من عُزلته، فتوَّجه مرة ثانية في كنيسة الحكمة الإلهية، ومنع ذكر يوحنا الرابع، وسمل عينيه (7).
.....................................
1- Dolger, F., Regesten, 1858
2- Dolger, F., Regesten, 1882
3- Dolger, F., Regesten, 1887
4- Bréhier, L., Byzance, 389
5- Grousset, R., Croisades, III, 534–549
6- Dolger, F., Regesten, 1887
7- Pachymerius, G., Historia, II, 26–29, 31–35; Chapman, Michel Paléologue, 43–47
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|