أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2015
5902
التاريخ: 26-09-2014
5255
التاريخ: 2023-08-27
882
التاريخ: 2023-11-09
939
|
المعيار في معرفة الغيب والشهادة
تنقسم موجودات عالم الوجود إلى قسمين: محسوسة وغير محسوسة. وإن المعيار في معرفة الموجود المحسوس هو الحس والتجربة. والتجربة وإن كانت معتبرة وذات قيمة في مجالها الخاص، إلاً أن اعتبارها يكون في طول اعتبار العقل، لا في عرضه؛ إذ ليس المراد من التجربة هو الاستقراء والحس المكرر، بل التجربة هي حس مكرر لا يفيد اليقين إلاً في ظل قياس خفي، وإن لكل قياس دائماً كبرى كلية ممتنعة عن الإدراك بالحس (سواء العادي أو المسلح)، ولا يمكن فهمها إلا عن طريق ل تفكر العقلاني.
ولابد من القول أيضأ فيما يخص معرفة عالم الغيب: إنه لا يمكن التوصل إلى معرفة الغيب المطلق (أي كنه ذات الله سبحانه وتعالى، والذي هو حقيقة غير متناهية) لا عن طريق العلم الحصولي والمفهومي، ولا عن طريق العلم الحضوري والشهود القلبي. إذن، فالمعرفة للكنه غير متيسرة لأحد إلاً لذاته سبحانه، بل ولا يمكن إلاً العلم الإجمالي به، والإيمان به في الجملة، لا بالجملة.
لكن المعيار في معرفة الغيب النسبي هو البراهين العقلية، وكذلك المشاهدات القلبية. وإن إصرار القرآن الكريم على التفكر والتعقل هو من اجل ان العقل يعد اول معيار للمعرفة: ذلك انه لو كان العقل حاكماً لكان قبل بمعيار المعرفة الأسمى، ألا وهو الوحي، من جهة: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 28] ، {وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] ، وأيد الشهود القلبي من جهة أخرى، وهدى الإدراك الحسي من جهة ثالثة. وفي هذا الميدان فإن الأسلوب الذي يتبعه القرآن الكريم في الهداية هو الأخذ بيد الناس، وإيصالهم خطوة بعد خطوة من الحس إلى العقل، ومن العقل صوب الكشف والشهود الصحيحين المنطبقين مع الوحي، على نحو يكتسب معه الإنسان المتفكر القدرة على مشاهدة الحقائق، ناهيك عن إدراكه لإمكان الشهود القلبي، ويتعرف عن كثب على أصل وحي الأنبياء والأولياء الإلهيين (عليهم السلام) ، فيومن به من دون أن يناله هو بنفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يختتم مسابقة دعاء كميل
|
|
|