أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-30
697
التاريخ: 2023-10-03
1095
التاريخ: 2023-11-02
1072
التاريخ: 2023-10-22
645
|
وكان روجه الثاني قد خلف روبر غيسكار في صقلية وجنوبي إيطالية، وكان يحلم منذ تتويجه في بالرمو في السنة 1130 بتوسُّع كبير عبر الأدرياتيك، وما إن ابتلي عمانوئيل بمشاكل الحملة الصليبية الثانية في صيف السنة 1147 حتى أعلن روجه الحرب عليه واحتل كروفو، ثم قام منها إلى المورة وما فتئ حتى احتل كورونثوس، وكثرت غنائمُهُ ونقل فضةً وذهبًا كثيرًا، ولكن أفضل ما وقعت يدُهُ عليه صناعة الحرير التي كانت لا تزال سرًّا من الأسرار خارج لبنان والمورة، فنقل إلى صقلية عددًا كبيرًا من سُكان مناطق التوت ودود الحرير إلى صقلية، فأنهى بذلك احتكارًا كبيرًا كانت القسطنطينية قد تمتعتْ به زمنًا طويلًا. ولم يتمكن عمانوئيل مِنْ صدِّ روجه فور نزوله في كورفو والمورة؛ لانشغاله بمشاكل الحملة الصليبية الثانية، وأول ما فعل أنه اتصل بالبنادقة، وعقد معهم تحالُفًا جديدًا ضد روجه، وذلك في الخريف السنة 1147، ثم أعقبه بتحالُف آخر في آذار السنة التالية، وقضى هذا التحالف بأن يشترك البنادقةُ في صَدِّ روجه عن مطامعه مقابل امتيازاتٍ تجاريةٍ جديدةٍ يمنحهم إياها الفسيلفس، وأهمُّ هذه الامتيازات فتح مرافئ قبرص ورودس لتجارتهم وتوسيع منطقة إقامتهم في عاصمة الدولة (1)، وفي أواخر السنة 1148 ضرب الروم والبنادقة الحصار على كورفو واستولَوا عليها في صيف السنة 1149، وأنزل أُسطول الروم بأُسطول النورمنديين هزيمةً كبيرةً عند رأس مالي، فنزعت نفس عمانوئيل إلى صقلية وإيطالية الجنوبية لا بل إلى جميع إيطالية، وتمكن الفسيلفس من احتلال أنكونة في السنة 1151، فهبَّ روجه يفتش عن حلفاء يعاونونه في الدفاع عن مُلكه، فلقي استعدادًا كبيرًا لذلك لدى حبر رومة أوجانيوس الثالث، وترحيبًا حارًّا في عاصمة الفرنسيس، وأثار الصربَ على الروم، وتراءى لبعض رجال السياسة أن الحرب الرومية النورمندية ستُصبح حربًا أوروبيةً عامةً؛ لأن الإمبراطور الغربي كونراد الثالث كان لا يزال يؤيد الروم تأييدًا شديدًا. وتُوُفي كونراد الثالث في السنة 1152، وتولى العرشَ بعده فريديريكوس الأول بارباروسه (1152–1190)، وكان يطمع في الاستيلاء على إيطالية فلم يندفعْ في تأييد الروم اندفاعَ سلفه كونراد الثالث، بل تقرب من البابا أوجانيوس الثالثا فتفاهما، ولم ترضَ البندقيةُ عن احتلال أنكونة ورأت في مطامع عمانوئيل في إيطالية خطرًا على مصالحها في الأدرياتيك ووَقَّعَت صُلْحًا منفردًا مع النورمنديين في السنة 1154، وتُوُفي روجه في هذه السنة نفسها وخَلَفَه على العرش وليم الأول، وخشي وليم مُنَاوَأَةَ كبار النورمنديين له فأرسل يفاوض عمانوئيل في الصلح، فلم يقبل الفسيلفس ولم يعترف بالمَلِك الجديد، ثم وَقَّع حلفًا مع جنوى في خريف السنة 1155 وأنزل جيشًا في إيطالية الجنوبية واستولى على باري وتراني وحاصر برنديزي، ثم غُلِبَ على أمره فيها ووَقَعَ قائد جيوشه في الأسر. وتغلب النورمنديون عليه في موقعة بحرية في بحر إيجه بالقرب من شبه جزيرة إفوبية، وخشي البابا أدريانوس الرابع مطامعَ فريديريكوس الأول في إيطالية، فتدخل في النزاع الناشب بين الروم والنورمنديين وألمح بوجوب إنهاء الحرب في إيطالية، وكان الفسيلفس يرغب في استمالة البابا ويخشى في الوقت ذاته تَطَوُّر الموقف في البلقان وفي سورية الشمالية، فقبل بالصلح ووَقَّعَ مع وليم الأول معاهدةً لهذه الغاية في السنة 1158. ولا نعلم تفاصيل هذه المعاهدة، وجُلُّ ما نعلمه عنها أنها شملتْ تحالُفًا بين الروم والنورمنديين لمدة ثلاثين عامًا، ولعل هذا التحالف كان موجهًا ضد فريديريكوس ومطامعه في إيطالية.
..........................................
1- Dolger, F., Regesten, 1365, 1373.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|