المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06



هيمنة الدين.  
  
356   04:44 مساءً   التاريخ: 2024-07-23
المؤلف : د. محمد مخزوم.
الكتاب أو المصدر : مدخل لدراسة التاريخ الأوربي (عصر النهضة).
الجزء والصفحة : ص 24 ــ 31.
القسم : التاريخ / تاريخ الحضارة الأوربية / التاريخ الأوربي القديم و الوسيط /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-08 741
التاريخ: 2023-12-03 1077
التاريخ: 2023-11-02 1038
التاريخ: 2024-09-14 288

صاحب عملية انتشار التعاليم المسيحية بطء شديد. ومع ذلك فقد احدثت. هذه التعاليم ثورة حقيقية داخل المجتمع الوثني. وبرز تباين حاد بين هذه التعاليم وبين النظم والتقاليد التي كانت سائدة في الامبراطورية الرومانية. فالدعوة الى المحبة والسلم ونبذ عبادة الأوثان وعدم الاعتراف بتأليـه الامبراطور ورفض الخدمة في الجيش شكلت تهديداً مباشراً لأسس الدولة والطبقة الممتازة الحاكمة وخطراً عظيماً على الجهاز العسكري. ورغم الاضطهاد الشديد الذي مارسه الاباطرة والحكام على المسيحيين، فقد استمرت الدعوة في الانتشار بل زادها الاضطهاد اندفاعاً لكون الشهادة بنظر المسيحيين طريقاً يوصل الى دنيا الخلود. وهكذا استطاع المسيحيون، بفعل الايمان الديني، بعد مرور قرنين وربع القرن من النضال العنيد، انتزاع صك الاعتراف بهم، من قبل الاباطرة، كقوة ضمن الامبراطورية الرومانية، لا يمكن تجاهلها. ولهذا فإن الجهاز السياسي في الامبراطورية الرومانية المتمثل بسلطة الامبراطور، قد اقام بعد الاعتراف توازناً اجتماعياً ملموساً بين القوتين الوثنية المنقسمة والجهاز الكنسي المتماسك، وهو في نفس الوقت قد خفف من مشاكل المسيحيين الثائرين ضد مؤسسات الحكم القائمة. وبهذا فقد اخذت الكنيسة منذ تاريخ الاعتراف بها تنمو في احضان السلطة الزمنية حتى القرن التاسع الميلادي عندما اصبحت قوة أكثر تماسكاً في غرب اوروبا من اية مؤسسة اخرى من بينها الامبراطورية نفسها. وكان ضعف البابوية في الغرب في اوائل العصور الوسطى ناتجاً عن كون القوة السياسية الفعلية كانت بيد البرابرة الذين أشعلوا الحروب الأهلية واوجدوا نوعاً من عدم الاستقرار السياسي في جميع الانحاء. كما انغمس رجال الدين في النزاع القائم حتى بات صوت الكنيسة غير مسموع بين قعقعة السلاح. بالإضافة إلى ان الامبراطور البيزنطي كان ينظر إلى ازدياد قوة البابوات بقلق شديد لذلك استمر في مراقبته لهم من خلال ارسال المندوبين إلى اوروبا والحملات العسكرية إذا اقتضى الأمر. وأمام ازدياد خطر القبائل اللمباردية على املاك البابوية في ايطاليا، في القرن الثامن، سارعت البابوية عندها إلى الاستعانة بملك الفرنجة، شارل مارتل وأعلان خضوعها التام له رغم انه لم يتوان عن تقليص نفوذها في دولته. وبقضاء بيبن (Pepin) على دولة اللمبارديين ازدادت قبضة الدولة على الكنيسة مما مهد إلى ظهور النظرية المعروفة بالقيصرية البابوية في الغرب (Césaro Papisme). اما عن علامة الكنيسة بالدولة في العهد الكارولنجي فقد تمثلت بازدياد سطوة الدولة عهد شارلمان الذي استغل نفوذه القوي وامتلك صلاحية تعيين الاساقفة والدعوة إلى عقد المجامع الدينية وتولى رئاستها وتحديد حقوق رجال الدين وواجباتهم في دولته، بل انه اعتبرهم اتباع دون تمييز عن الكونتات. اما في القسم الشرقي من الامبراطورية البيزنطية فما زالت سلطة الاباطرة قانوناً وعرفاً، اقوى من سلطة الكنيسة الممثلة برجال الدين. لهذا فقد اعتبر الاباطرة الشرقيون الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الحكم يمارسون عليها نفوذهم كما يمارسونه على الجهاز الاداري في تعيين البطاركة وعزلهم وظهرت القيصرية البابوية في اوضح معانيها في قول اسقف جستنيان « يجب الا يحدث شيء في الكنيسة ضد رغبة الامبراطور (1) « وكذلك في رسالة ليو الثالث الايسوري التي بعث بها إلى البابا غريغوار الثاني بانه : (امبراطور وقس) (2) هذا وقد بلغت سطوة الاباطرة على الكنيسة بأن اخذوا يحددون عقائد الكنيسة بمنشورات امبراطورية  (كمرسوم الايمان الذي اصدره هـرقـل ومرسوم التيبوس الذي اصدره قسطنطين الثالث) وإلى اعتبار المجامع الكنسية بمثابة برلمانهم الديني. وذهب بعضهم إلى وضع الاناشيد والترانيم الكنسية وفرض الطقوس والقاء تهمة الهرطقة على كل معارض لسياسته الدينية أو الزمنية. وكان استمرار سيطرة المؤسسة الامبراطورية في الشرق على الكنيسة طيلة العصور الوسطى يعود إلى الانقسامات المذهبية التي شهدتها الكنيسة الشرقية منذ القرن الخامس وتخوف الاباطرة من انعكاساتها السياسية وخاصة على الولايات الشرقية (سورية وفلسطين ومصر) وولاية شمال افريقيا حيث تتواجد اجناس كان لها من قابلية الانقسام فيما بعد إثر بعيد على كيان الدولة البيزنطية. ومما ساهم أيضاً في شدة قبضة الاباطرة على الكنيسة في الشرق الاقتصاد النقدي المتين الذي عرفته الامبراطورية البيزنطية وهيأ لها حكماً بيروقراطياً مركزياً متماسكاً بواسطة جيش من الموظفين والجند الذين هيأوا للدولة بدورهم الامن والاستقرار وسبل الدفاع عنها. وهكذا سقطت كل المحاولات المساندة لاستقلالية السلطة الروحية عن سيطرة الاباطرة امام تمسك هؤلاء بهذه السلطة وكان من اهم دعاة حزب الكنيسة البطريرك فوتيوس الذي نادى بعدم وجوب تدخل الامبراطور في الشؤون الدينية. ولكن أشهرهم يوحنا الدمشقي الذي أعلن قائلاً «نحن نطيع الامبراطور فيما يتعلق بحياتنا اليومية، أي في الولاء والضريبة وما يحق له علينا من الجبايات. أما في الحكومة الكنسية فلنا القسيسون والمبشرون بالكتاب المقدس وشـارحـوا القوانين الكنسية. فالتنظيم السياسي من اختصاص الامبراطور، اما التنظيم الكنسي فهو من اختصاص القسيسين والمعلمين، وليس تجريدهم منه الا من قبيل اللصوصية (3).  وعندما بدأت احوال الكنيسة تستقر في الغرب بعد القرن التاسع بما حصلت عليه من هبات (4) وما اكتسبته من نظريات التفوق (5) وما جنته من اعمال التبشير بالمسيحية تحت جناح البابوية، بين القبائل التي اخذت منذ هذا القرن تجنح نحو الاستقرار والتمركز النهائي وتتخلى عن سلوكها العشائري في ظل النظام الاقطاعي الذي بدأت تظهر معالمه الاساسية بوضوح، ظهرت مشكلة تحديد مصالح الطرفين: البابوية وما تمثله من سلطة روحية، والامبراطورية وما تمثله من مؤسسات زمنية. فمنذ حركة الاصلاح الداخلي التي قامت بها البابوية اوائل القرن الحادي عشر متمثلة بإصلاح السلك الكهنوتي الذي نص على منع السيمونية (6) وزواج رجال الدين ووجوب وحصر انتخاب البابوات بالكرادلة ورفض تعيينهم من قبل الاباطرة، وبعد ان أصدر البابا غريغوار السابع (1073 - 1085) ما عرف بـ «الارادة البابوية (7) «اخذ الاباطرة يتخوفون من هذا المنحى الاصلاحي فوقع الخلاف الذي تطور إلى صراع مسلح بين السلطتين انقسمت اوروبا على أثره إلى حزبين لكل منهما دعاته وفلاسفته وحججه. كان انتصار البابوية العسكري على الجهاز الامبراطوري في الحروب التي قامت بينهما، منذ القرن الحادي عشر حتى القرن الرابع عشر (8)، يزيد من هيمنة الكنيسة على المجتمع الوسيط. فباتت سيادتها السياسية اوطد رسوخاً من سيادة السلطات الزمنية في كل غرب اوروبا فامتلكت ثروة عقارية هائلة، عن طريق الحروب الصليبية وصكوك الغفران، والنذور ثم الهبات التي يقدمها الحكام، ساهمت في اقامة (مصرف) نقدي يضاهي تقريباً ما حوته جميع خزائن ملوك اوروبا من اموال. فكان البابا يستغل هذه الثروة الاقتصادية العظيمة ويوزعها على الكهنة والمستشفيات والاديرة والفقراء. وبهذا مثلت البابوية على الصعيدين المادي والمعنوي، القوة الرادعة للأباطرة طيلة اواخر العصور الوسطى. ومنذ القرن العاشر وعلى إثر تفسخ السلطة السياسية بوفاة شارلمان، اخذ الملوك يمنحون الاقطاعات الواسعة للأسقفيات لينالوا تأييد رجال الدين لهم ضد النبلاء. ومع ازدياد قوة الكنيسة اخذت تمتنع عن دفع الضرائب مكتفية بتقديم بعض المساعدات المحدودة للحكام. والتنظيم الكنسي الاقطاعي في تراتبيته كان مشابها لمثيله السياسي بل يفوقه قوة ومتانة، اذ كانت ديمومته تثير حسد النبلاء وخوف الملوك. فبينما كانت الأرض المقطعة تنتقل من تابع إلى آخر بحكم الوفاة أو تحلل النبيل من العقد كانت ملكية الكنيسة لها مستمرة حتى شبهت باليد التي لا تموت». وهكذا بررت الكنيسة الاقطاع وامتلكت حوالي ثلث الارض في بعض المناطق بمن عليها من اقنان وكانت ضريبة العشور من أثقل الضرائب التي تمتد إلى جميع الفئات الشعبية. كما اصبحت الهبات التي كانت العامة تقدمها إلى رجال الدين باختيارهم ملزمة. وكان للكنيسة اقطاعياتها ومحاكمها الخاصة التي يخضع لها اتباعها. ولما كانت الحروب الاقطاعية المتعارضة مع جوهر الدين تثقل كاهل الكنيسة لما تتطلبه حياة الجندية واقتناء الفرسان من مصروفات ضخمة فقد اوجدت السلام الالهي ثم الهدنة الربانية التي حرّمت خلالها الحرب ايام الأعياد والصوم. كانت دعوة البابوية إلى الحروب الصليبية ذات وجهين اساسيين: أولهما كوسيلة لمد سيطرتها ونفوذها على الكنيسة الشرقية بعد ان وصلت العلاقة بينهما إلى حد القطيعة الكبرى سنة 1054. وثانيهما استغلال النزعة الحربية سادت المجتمع الاقطاعي في توجيهها تحت اشرافها نحو خدمة الغرض الديني الذي يؤدي بالتالي إلى تأكيد زعامتها العالمية. ومع ذلك فإن دفة الحرب الصليبية خرجت فيما بعد من يد البابوية لأن غالبية الامراء من الصليبيين الذين اشتركوا في هذه الحرب كانوا ينشدون تحقيق مكاسب مادية لهم في الشرق. كما ان أكثر ملوك اوروبا (باستثناء لويس التاسع) لم يخرجوا في حملاتهم إلا تحت اشتداد ضغط البابوية عليهم. أما الاقنان فقد اندفعوا نحو الشرق أملاً في وجود حياة اهنا وأفضل لهم أو هرباً من الانظمة الاقطاعية الجائرة المتمثلة بالالتزامات والخدمات والاحتكارات المتنوعة وقد عبّر عن ذلك ارنست باركر قائلاً: «تعتبر هذه الحروب فصلاً رائعا من فصول الرواية الضخمة التي تمثل الحياة البشرية إذ انها عالجت الذروة من الجرأة والتقوى، كما انها هوت إلى احط مدارج الخزي والعار، وقد تنطوي ايضاً على نوازع المصلحة الشخصية. فالنوازع الدينية لم يكن الغرض منها سوى شراء الخلاص بثمن بخس، بينما ترمي النوازع الدنيوية إلى اقتناء الثروات وامتلاك الأراضي (9) «. ومع ان البابوية قد علت زعامتها في اوروبا على كل الزعامات الزمنية في اشعال نار الصليبية، وتبنيها، إلا انها فشلت في اعادة الوئام بين الكنيستين. لأن هذه الحرب جسدت الكراهية بين المسيحيين الاغريق والمسيحيين اللاتين بسبب ما أتت عليه الحملة الشعبية الأولى من اعمال السلب والنهب في الأراضي التي اجتاحتها، وهي في طريقها الى القسطنطينية، ثم ما كان من احتلال الصليبيين للقسطنطينية في الحملة الرابعة التي استمرت ما يزيد على نصف قرن من الزمن (1204 - 1260) مما جعل المؤرخ اوسبنسكي يقول بهذا الصدد: (كانت معاملة الاتراك لسكان القسطنطينية أرحم من معاملة الصليبيين لهم خلال احتلالها عام 1204 (10). وما ينسب إلى البابوية من انتصارات في حركة الاسترداد القوية التي بدأت في شمال اسبانيا لا يعود في الحقيقة إلى العامل الديني فحسب، بل إلى ظهور النزعة القومية ورغبة الامراء في التوسع وزيادة الاقطاعات من جهة، وضعف الخلافة الاسلامية في قرطبة من جهة ثانية. اعتبرت الاديرة (11) من اهم المؤسسات الدينية التي اعتمدت عليها البابوية في تركيز نضالها ضد السلطة السياسية، بل معينها الذي لا ينضب من الدعم المادي، لما تملكه من الضياع والاراضي الواسعة، لمواجهة مصروفاتها الضخمة، وللحفاظ على رهبة الدين في قلوب العامة. ويشير فيشر إلى اهمية الأديرة بقوله : ( إن الاديرة - فضلاً عن ايوائها اهل التقوى والنسك والهدوء من عواصف الحياة القاسية في العصور الوسطى - ادت من الخدمات للمجتمع في تلك العصور ما اضحى المجتمع الحاضر مستغنياً عنه، أو قادراً على الوصول اليه من مصادر أخرى فالدير كان في كثير من الاحوال مركزاً لأعمال التبشير بالمسيحية في بلاد وثنية ومصرفاً لإيداع الاموال، ومنزلاً لراحة اصحاب الاسفار، ومالكاً للأراضي المفتقرة إلى الاصلاح والزراعة، ومقراً للتعليم والتوفر على العلم، ومجمعاً للفنون والحرف والصناعات التي تتطلبها مؤسسة كبيرة مستقلة بشؤونها وحاجاتها الكثيرة. والدير كان فضلاً عن ذلك كله ملتقى الاخبار وسجلها، ومخزن المخطوطات النادرة وحافظها وهو كذلك مودع المسائل السياسية الخارجية منها والداخلية، وادارة استصلاح الأراضي البور، وسبيل ايصال المدنية إلى قفار الهمجية والوثنية) (12). أما العلم فكان من اهم الركائز التي اعتمدت عليها الكنيسة في القرون الوسطى. فالنشاط الفكري والثقافي بقي مقتصراً أو حكراً على رجال الدين، حتى اوائل العصور الحديثة، وان كان متفاوتاً بين بلد وآخر. فالتشريع كان يقوم على نفس الاسس التي تطبق في اللاهوت كما كانت حركة التاريخ مقتصرة على الصراع بين قوى الملائكة مع قوى الشيطان. وهو بالتالي تاريخ اخبار الكنيسة والقديسين وما ينسب إليهم من اعمال المعجزات وان كل ما ينزله المضطهدون بالمضطهدين من عقاب أو ظلم إنما هو امتحان لمدى احتمال هؤلاء أو تكفيراً عن خطيئة ارتكبوها. وفي كلا الحالتين لا تمتلك الكنيسة تجاههم سوى الابتهال والتضرع لله. كما ان الكنيسة احاطت نظرياتها الفلسفية ه بهالة من التكريس الالهي ولم تسمح لها بتخطي حدود الايمان «إن لم تؤمن لن تتعقل: وما عدا ذلك من نتاج اجتماعي ثوري لمصلحة الجماهير الواسعة من القنانة ضد الانظمة الاقطاعية الجائرة فقد اشير اليه بالهرطقة. ومن جانب آخر قام رجال الدين بوظيفة التعليم خير قيام خاصة بعد ان تعرضت امبراطورية شارلمان إلى الانحلال بعد وفاته حيث زالت كل الصروح التعليمية التي أقامها في الامبراطورية الكارولنجية وبعد ان لمست الكنيسة فائدة التعليم في تمكين سيطرتها على فئة المتعلمين. فأخذت المدارس الاسقفية والديرية في الانتشار وأظهر الرهبان الذين امتهنوا التعليم الديني في الضياع والمدن حماساً فائقاً على العلم والتدريس. كما ساهمت الاديرة في اقتناء الكتب وحفظ التراث الكلاسكي مما ترتب عليه قيام عصر النهضة الأوروبية فيما بعد. أما المجامع الدينية التي عقدتها الكنيسة فقد كانت سلاحاً حاداً البابوية توجهه ضد التجاوزات التي تحصل بنظرها ضد الدين فيرمى المخالفون بتهمة الهرطقة والحرم الكنسي. وأما ان تستغل في اصدار القرارات البابوية التي تختص بتنظيم الكنيسة او التي تؤكد على سمو مرتبة البابا والسلطة الروحية التي يمثلها.

...................................

 

1- GRousset. R: Histoire des croisades Paris 1934 - 1936. t 3, P 534.

2- فيشر: المرجع نفسه القسم الأول ص 226.

3-  نورمان بينز الامبراطورية البيزنطية ترجمة حسين مؤنس ومحمود زايد الدار القومية القاهرة 1964 ص 119. لقد عبر عن هذا المفهوم في العصور الوسطى بالقيصرية البابوية. وذلك للتعريف على ما اكتسبه الامبراطور صاحب السلطة الزمنية من وظائف روحية تعود اصلاً الى رئيس الكنيسة. اذ كان من احدى المميزات الضرورية للحضارة الرومانية خضوع الدين للحياة السياسية في مدينة روما. وفي كل المؤسسات المدنية والحربية والدينية كان الإمبراطور يعمل للعودة الى التراث القديم للمكلية المقدسة، الطريق الوحيدة للسلام الالهي. والضمان الوحيد للكسب الجماعي. راجع مادة Césaropapisme في:

ENCYCLOPAEDIA UNIVERSALIS. Vol. 4.

4-  انظر اسد رستم الروم دار المكشوف بيروت الطبعة الأولى 1955 الجزء الأول ص 179 والجزء الثاني 80 وما بعدها.

5- بینز: المرجع نفسه ص119.

6-  تعتبر هبة قسطنطين التي ظهرت في القرن السابع من أضخم عملية تزوير بين الوثائق التاريخية اكتشفها لورنزو فالا في القرن الخامس عشر على إثر انتشار المدارس التاريخية النقدية. وتزعم هذه الوثيقة ان الامبراطور قسطنطين الكبير اعترافاً منه بجميل البابا سلفستر الأول (314 ــ 335) الذي شفاه من المرض قد منحه حكم العالمين الزمني والروحي في الغرب بأن قدم له شارات الحكم بما فيها التاج الذي رفضه البابا. وما كان يبغيه واضع هذه الوثيقة هو الإشارة الى ان رفض البابا للتاج يدل على تفوق سلطته الروحية على سلطة الاباطرة الزمنية. لهذا يحق لخلفاء البابا الآن استرجاع هذه التي تعتبر من حقهم. وهكذا منح بيين (Pepin) هبته للبابوية في حكم ايطالية الزمني الى جانب سيطرتها الروحية. فظهرت وكأنها اقرار بصحة هبة قسطنطين التي روج لها واعترف بها في هذا القرن بالذات لتكون حافزاً لبيين لتقديم هذه المنحة الى البابوية. انظر كولتون عالم العصور الوسطى ص و هارتمان و باراكلاف الدولة والامبراطورية في العصور الوسطى ترجمة جوزيف نسيم يوسف دار المعارف بمصر 1970 ص95.

7- واهمها نظرية السيفين theory of the two words) التي روجتها البابوية في اوروبا للتدليل على امتلاكها سيف الروح الذي ورثه اسقف روما عن القديس بطرس امير الرسل وهو يفوق ولا شك سيف الجسد الذي تنازل عنه الامبراطور قسطنطين للبابا سلفستر الأول.

8- وتعني الاتجار بالقدسيات والمراكز الدينية وتنسب الى سيمون الساحر الذي اراد شراء هبة فعل المعجزات من القديس بطرس.

9- تتمسك هذه القرارات بتفوق الكنيسة في العالمين الزمني والروحي تحت زعامة البابوية.

 

Fliche. A L'Europe Occidentale de 888 à 1125 t 2. Paris 1930.

10-  اهم هذه الحروب هي التي قامت بين البابا غريغوار السابع والامبراطور هنري الرابع بشأن مشكلة التقليد العلماني وبين البابا ادريان الرابع وفريدريك بربروسا حول القوميونات الايطالية ثم الحرب الثالثة المعروفة بين غريغوار التاسع والامبراطور فريدريك الثاني حول الصقلتين.

انظر Poulet. C: Papauté. Guelfes et Gibelins 2 Vols Paris 1922.

11-  باركر أرنست الحروب الصليبية ترجمة السيد الباز العريني دار النهضة العربية بيروت 1967 ص152.

12-  جاء في كتاب: بينز الامبراطورية البيزنطية ص 398 في فصل للمؤرخ فازيلييف ملحق في الكتاب عن أحد معاصري سقوط القسطنطينية قوله انه لخير لنا ان نرى العمامة التركية في مدينتنا من ان نرى فيها تاج البابوية».

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).