المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



ما جرى للفرسان الذين كانوا مع عمرو  
  
4095   10:13 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص119-122
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

الفرسان الذين كانوا مع عمرو  وهم منبه بن عثمان بن عبيد العبدري ونوفل بن عبد الله المخزومي وهبيرة بن أبي وهب المخزومي زوج أم هانئ بنت أبي طالب مات على كفره وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب الفهري وحسل بن عمرو بن عبد ود وضرار هذا ليس أخا عمر بن الخطاب .

وقال صاحب السيرة الحلبية وتبعه زيني دحلان انه أخو عمر بن الخطاب لاشتراكهما في اسم الأب وهو غلط لأن عمر هو ابن الخطاب بن نفيل بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب العدوي كما ذكره أصحاب كتب الصحابة وغيرهم وهذا ضرار بن الخطاب بن مرداس أخو بني محارب بن فهر الفهري كما ذكره الطبري وتبعه المفيد .

اما الخمسة الأولون منهم فإنهم لما رأوا ما جرى على عمرو هربوا راجعين لا يلوون على شئ لانهم علموا انهم لو بقوا كان نصيبهم نصيب عمرو فإنه كان أشجعهم ومقدمهم واشتغل علي عنهم بأخذه رأس عمرو إلى النبي (صلى الله عليه واله) فلما عاد مسرعا ليلحقهم ويحمي الثغرة وجدهم قد هربوا فبعضهم أسرع فطفر الخندق وسلم وهما عكرمة القى رمحه وهرب وضرار وقتل منهم رجلان منبه أصابه سهم فمات منه بمكة و نوفل اقتحم الخندق فتورط فيه فرموه بالحجارة فقال يا معشر العرب قتلة أحسن من هذه فنزل إليه علي فقتله وفي رواية ضربه بالسيف فقطعه نصفين ولحق علي (عليه السلام) هبيرة فاعجزه وضرب قربوس سرجه فسقطت درع له كان قد احتقبها وقد لحقه قبل ان يعبر الخندق وهبيرة فارس وعلي راجل فلذلك فاته هربا ولم يقدر الا على ضرب قربوس سرجه ولو وقف له لقتله فطفر الخندق وسلم .

وفي السيرة الحلبية في رواية : ثم حمل ضرار بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب على علي فاقبل علي عليهما فاما ضرار فولى هاربا ولم يثبت واما هبيرة فثبت ثم القى درعه وهرب وكان فارس قريش وشاعرها : وذكر ان ضرار بن الخطاب لما هرب تبعه أخوه عمر بن الخطاب وصار يشتد في اثره فكر ضرار راجعا وحمل على عمر بالرمح ليطعنه ثم أمسك وقال يا عمر هذه نعمة مشكورة أثبتها عليك ويدلي عندك غير مجزي بها فاحفظها ووقع مع عمر مثل ذلك في أحد فإنه التقى معه فضرب عمر بالقناة ثم رفعها عنه وقال له ما كنت لأقتلك يا ابن الخطاب (اه) وقوله اخوه غلط كما عرفت فيكون ضرار هذا قد حمل على عمر مرتين وأمكنه ان يقتله فعفا عنه .

واما حسل فروى ابن هشام في سيرته عن ابن شهاب الزهري قال كان مع عمرو ابنه حسل فقتله علي (عليه السلام) ولعله قتله قبل أن يهرب ولذلك قالوا إن من قتل من الهاربين اثنان ولو كان معهم لكانوا ثلاثة ؛ ولا شك ان منبها وعكرمة وضرارا بعد ما وصلوا من هزيمتهم إلى عسكر المشركين اخبروهم بما جرى لعمرو وبما أوجب هزيمتهم ففت ذلك في اعضادهم .

وقد امتاز علي عن جميع من حضر الخندق بأمور :

الأول مبادرته لحماية الثغرة التي عبر منها عمرو وأصحابه ، والذين كانوا معه لولاه لم يجيئوا ولولا ثباته لم يثبتوا بدليل انه لما فارقهم ثم رجع إليهم وحدهم قد طارت نفوسهم جزعا كما مر ومع ذلك فلم يجدوا طائلا فإنه لما هرب الفرسان الذين كانوا مع عمرو لم يقدروا ان يمنعوهم ولا ان يقتلوهم فمنبه طفر الخندق وأصابه سهم قبل طفره أو بعده ولم يذكروا من الذي رماه فوصل مكة جريحا ومات بها وضرار وعكرمة طفرا الخندق وسلما وهبيرة لم يلحقه غير علي ونوفل طفر فوق الخندق ولم يقدروا عليه ولو لم يتورط به فرسه لسلم ولعلهم كانوا ممن رماه بالحجارة لما سقط في الخندق فكان ذلك اقصى مجهودهم .

الثاني وهو اعظمها مبارزته عمرا وقتله حتى قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ان ضربته عمرا تعدل عمل الثقلين وكانت هي الموجبة لهرب المشركين .

الثالث لحاقه بالمنهزمين وهو راجل وهم فرسان لم يمنعه ما به من التعب بمبارزة عمرو ومجاولته التي أثارت غبارا حجبهما عن الأنظار كأنه غبار جيش عرمرم .

الرابع نزوله إلى نوفل إلى الخندق وقتله بضربة قسمته نصفين من ضرباته المشهورة التي إذا علا بها قد وإذا اعترض قط .

الخامس لحاقه بهبيرة وعلي راجل وهبيرة فارس فلم يثبت له هبيرة مع أنه فارس وما نجاه الا الهرب على فرسه ومع ذلك فقد كاد أن يقتل هو أسقط منه درعه التي احتقبها .

السادس قتله حسل بن عمرو ولم يكن في الثلاثة الآلاف الذين حضروا الخندق من يقوم إليه فيقتله حتى جاءه علي فالحقه بأبيه .

السابع إنه لم يسلب عمرا درعه مع أنها من الدروع الممتازة بين دروع العرب .

في ارشاد المفيد روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال لما قتل علي بن أبي طالب عمرا اقبل نحو رسول الله (صلى الله عليه واله) ووجهه يتهلل فقال له عمر بن الخطاب هلا سلبته يا علي درعه فإنه ليس في العرب درع مثلها فقال اني استحييت ان اكشف سوأة ابن عمي وفي السيرة الحلبية عن السهيلي نحوه .

وقال الحاكم في المستدرك ثم اقبل علي نحو رسول الله (صلى الله عليه واله) ووجهه يتهلل فقال عمر بن الخطاب : هلا سلبته درعه فليس للعرب درع خير منها فقال ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت ابن عمي ان استلبه (اه) .

ان الأسود اسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب

وقد كشف عمرو سوأته يوم صفين كما كشفها عمرو يوم الخندق فعمرو صفين نجاه كشفها من القتل وعمرو الخندق نجاه من السلب .

الثامن ما وجده في نفسه من القوة والثبات حين بارزه بحيث لو كان مكانه جميع أهل المدينة لقدر عليهم ولم يأخذه خوف منه ولا رهبة مع اشتهاره بالشجاعة والفروسية ومع احجام الناس عن مبارزته الذي يوجب عادة وقوع الهيبة منه في نفس من يريد مبارزته قال الرازي في تفسيره انه (صلى الله عليه واله) قال لعلي بعد قتله لعمرو بن عبد ود ، كيف وجدت نفسك معه يا علي قال وجدتها لو كان أهل المدينة كلهم في جانب وأنا في جانب لقدرت عليهم .

التاسع إن قتله عمرا ونوفلا كان سبب هزيمة المشركين مع ما أصابهم من الريح والبرد وسبب خوفهم أن يعاودوا الغزو قال المفيد وكان قتل علي (عليه السلام) عمرا و نوفلا سبب هزيمة المشركين وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد قتله هؤلاء النفر اليوم نغزوهم ولا يغزوننا وذلك قوله تعالى {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] , في الارشاد روى يوسف بن كليب عن سفيان بن زيد عن قترة وغيره عن عبد الله بن مسعود انه كان يقرأ : {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25] للقتال بعلي .
وفيه روى علي بن الحكم الأودي سمعت أبا بكر بن عياش يقول لقد ضرب علي ضربة ما كان في الاسلام أعز منها . ولقد ضرب علي (عليه السلام) ضربة ما ضرب في الاسلام اشأم منها يعني ضربة ابن ملجم .

العاشر إنه توجه اللوم والعتاب يوم الأحزاب إلى المسلمين ولم ينج منه إلا علي قال المفيد في الارشاد : وفي الأحزاب انزل الله تعالى : {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } [الأحزاب: 10  12]  إلى قوله {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] قال فتوجه العتب إليهم والتوبيخ والتقريع ولم ينج من ذلك أحد بالاتفاق الا أمير المؤمنين إذ كان الفتح له وعلى يديه .

الحادي عشر قول النبي (صلى الله عليه واله) برز الايمان كله إلى الشرك.

قال المفيد وقد روى هشام بن محمد عن معروف بن خربوذ قال: قال علي بن أبي طالب في يوم الخندق :

أ علي تقتحم الفوارس هكذا * عني وعنهم خبروا أصحابي

اليوم تمنعني الفرار حفيظتي * ومصمم في الرأس ليس بنابي

أرديت عمرا إذا طغى بمهند * صافي الحديد مجرب قصاب

فصدرت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو انني * كنت المقطر بزني أثوابي

ومرت أبيات أربعة على هذا الوزن وهذه القافية وفيها بعض هذه الأربعة ولعل الجميع من قصيدة واحدة وفرقها الرواة .

وقال النبي (صلى الله عليه واله) قتل علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده ان النبي (صلى الله عليه واله) قال لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من اعمال أمتي إلى يوم القيامة ؛ وقال ابن تيمية على عادته المعلومة في انكار ما يثبت فضل علي وأهل بيته ولو كان متواترا مسلما في الحديث الأول انه حديث موضوع قال وكيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثقلين الإنس والجن ومنهم الأنبياء بل إن عمرو بن عبد ود هذا لم يعرف له ذكر الا في هذه الغزوة (اه) .

وفي السيرة الحلبية ما حاصله : ان استدلاله بقوله وكيف يكون الخ فيه نظر لأن قتل هذا كان فيه نصرة للدين وخذلان للكافرين قال ويرد قوله إنه لم يعرف له ذكر الا في هذه الغزوة ما روي من أنه قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه قال ويرده أيضا ما مر من أنه نذر ان لا يمس رأسه دهن حتى يقتل محمدا أقول ويرده قول ابن إسحاق كان عمرو بن عبد ود ثالث قريش يعني في الشجاعة رواه الحاكم بسنده وقول أخته لما نعي إليها من ذا الذي اجترأ عليه فإنه يدل على أنها كانت تظن انه لا يجترئ عليه أحد لشجاعته وقولها قتل الابطال وبارز الاقران ؛ ويرده انه كان معروفا بفارس يليل اسم مكان كانت له فيه وقعة مشهورة وورد تسميته بذلك في شعر مسافع الجمحي الذي رثى فيه عمرا بقوله :

عمرو بن عبد كان أول فارس * جزع المذاد وكان فارس يليل

وفي كلام النبي (صلى الله عليه واله) المتقدم مما دل على أنه كان معروفا بذلك واحجام الناس عن مبارزته وهم ثلاثة آلاف فلا يقوم إليه واحد منهم والنبي يستحثهم إلى مبارزته ويضمن لمبارزه الجنة وذلك أقوى دليل على اشتهاره بالشجاعة وعظم مقامه فيها عند جميع الناس وفيما رثي به عمرو ما يدل على نباهته وشجاعته وانه ذو مقام عال في قريش مثل قول مسافع المتقدم

وبعده :

ولقد تكنفت الأسنة فارسا * بجنوب سلع غير نكس أميل

فاذهب علي فما ظفرت بمثله * فخرا فلا لاقيت مثل المعضل

وقول هبيرة بن أبي وهب الذي كان مع عمرو وهرب :

فلا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا * فقد بنت محمود الثنا ماجد الأصل

فمن لطراد الخيل تقرع بالقنا * وللفخر يوما عند قرقره البزل

فعنك علي لا أرى مثل موقف * وقفت على نجد المقدم كالفحل

فما ظفرت كفاك فخرا بمثله * امنت به ما عشت من زلة النعل

وقال الذهبي تلخيص المستدرك بعد نقل الحديث الثاني : قبح الله رافضيا أ فتراه وأقول قبح الله ناصبيا يرد حديث رسول الله (صلى الله عليه واله) بالهوى والعداوة لأخيه وابن عمه ويزعم في ميزانه الخارج عن الاعتدال ان النصب قد ارتفع في عصره وليس عجيبا ان يتكلم الذهبي بذلك وهو تلميذ ابن تيمية وابن تيمية تأبى له حاله المعلومة الا ان يصادم البديهية والذهبي يقوده ما في نفسه إلى سوء القول والا فأقل نظرة يلقيها الإنسان على تلك الوقعة فيرى عشرة آلاف محاصرين للمدينة حنقين أشد الحنق على أهلها وهم دون الثلث بينهم عدد كثير من المنافقين وبنو قريظة إلى جنبهم يخافون منهم على ذراريهم ونسائهم وما أصاب المسلمين من الخوف والهلع الذي اضطر النبي (صلى الله عليه واله) إلى رادة مصانعة غطفان بثلث ثمار المدينة وتعظيم الله تعالى ذلك في القرآن الكريم بقوله إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ووقوف عمرو ينادي بالمسلمين ويقرعهم ويطلب البراز ولا يجيبه أحد الا علي فيقتل عمرا وينهزم المشركون بقتله ويرتفع البلاء ويأتي الفرج أقل نظرة يلقيها الإنسان على تلك الحال توصله إلى اليقين بان ضربة علي يومئذ أفضل من عبادة الجن والإنس والملائكة وملايين من العوالم أمثالهم لو كانت سواء أ جاء الحديث بذلك عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أم لم يجئ ومتى احتاج النهار إلى دليل ولولا تلك الضربة لما عبد الله بل عبدت الأوثان .

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج : فاما الخرجة التي خرجها يوم الخندق إلى عمرو بن عبد ود فإنها أجل من أن يقال جليلة وأعظم من أن يقال عظيمة وما هي الا كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائل أيما أعظم منزلة عند الله علي أم فلان فقال يا ابن أخي والله لمبارزة علي عمرا يوم الخندق تعدل اعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلها فضلا عن فلان وحده (اه).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.