أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-03
450
التاريخ: 2024-07-12
407
التاريخ: 2024-07-27
406
التاريخ: 2023-10-02
1021
|
وكان البلغاريون والمسلمون في أثناء هذا كله يغزون ولايات الحدود كلٌّ من صوبه، وكانت غاراتُهُم تزداد حدةً وتوغلًا، فسقطت تيانة في يد العرب المسلمين في السنة 710، وأماسية في السنة 712، وأنطاكية البسيدية في السنة 713، وتوغل العرب في السنة 716 في فريجية وحاصروا عمورية (1)، وباتوا لا ينتظرون إلا النصر، ولكن الروم كانوا قد أنجبوا لاون الإسوري رجل الساعة الذي تبوأ العرش برضى ثيودوسيوس الثالث وموافقة البطريرك ومجلس الشيوخ ورجال البلاط. وكان قد تولى الخلافة في دمشق سليمان بن عبد الملك (715–717)، وكان سليمان يحسب أنه هو المقصود بالحديث القائل إن خليفة يحمل اسم نبي سيفتح القسطنطينية، فأعد أُسطولًا كبيرًا وجيشًا عظيمًا وأسند القيادة في البر لأخيه مسلمة، وفي البحر لوزيره سليمان، فقام مسلمة من طرسوس إلى الدردنيل والتقى في أبيدوس بسليمان وعمارته، وكان لاوون قد حشد كل ما لديه في العاصمة للدفاع، فقطع الجيش العربي الدردنيل، وزَحَفَ على القسطنطينية وحاصرها برًّا، وقامت العمارة العربية بالعمل نفسه من البحر. وحاول سليمان أن يسد طريق البحر الشمالية، فانبرتْ لصده بوارجُ الروم فأنزلت بمراكبه ضررًا كبيرًا، وبقي منفذ القسطنطينية الشمالي مفتوحًا للمدد من البحر الأَسود، واعتمد مسلمةُ على تجويع المدينة أكثر من اعتماده على مهاجمتها جبهيًّا، ولكن لاوون كان قد حسب لهذا المحذور حسابه فأمر كل أسرة بأن تختزن مئونة سنتين، أما مسلمة فإنه لم يحسب الحساب لشتاء قارس يداهمه، فجاء شتاء السنة 717-718 بثلج دام ثلاثة أشهر، فمات عددٌ كبيرٌ مِن جُنُود مسلمة بالبرد وداء الزُّحار، وبين من لقوا حتفهم الوزير سليمان. وفي ربيع السنة 718 وصل أُسطول احتياطيٌّ من مصر وجيش جديد من طرسوس، واحتل هذا الجيش شاطئ البوسفور الآسيوي ورسا الأُسطول في مياهه، فتسللت سفن النار الرومية إلى مرسى الأُسطول المصري فأحرقته، ونزلت قوة من الروم وراء الجيش الجديد فباغتته ومزقته إربًا، وبدأت المجاعة تهاجم صفوف مسلمة، ثم فاجأه البلغاريون من الوراء فقتلوا من رجاله عشرين ألفًا، فتراجع عن عاصمة الروم بعد أن فقد معظم جيشه، وتعرَّض الباقي من عمارته لعاصفة في بحر إيجه فلم يعد إلى شواطئ الشام سوى خمس سفن فقط (2).
.........................................
1- اطلب التفاصيل في كتاب الدكتور إبراهيم أحمد العدوي «الأمويون والبيزنطيون» ص181-182.
2- Canard, M., Expéditions Arabes, Journal Asiatique, 1929, 102–80; Theophanes, Chron., 395–399. الطبري، ج2، ص1346.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|