أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-31
1408
التاريخ: 14-8-2017
9391
التاريخ: 5-9-2017
2793
التاريخ: 2023-10-23
1096
|
قال سلمان مخاطباً المسلمين حين غزوا بلنجر وغنموا وفرحوا بالغنائم: "إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد، فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم".
قال المسيّب بن نجبة الفزاري: لمّا أتانا سلمان الفارسيّ قادماً، تلقّيناه فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فقال ما تسمّون هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء. فقال: هذه مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دمائهم، يقتل بها ابن خير الأوّلين، ويقتل بها خير الآخرين (1).
قال سلمان ذلك قبل أن يكون هناك قتال في كربلاء، فقد كانت غزوة بلنجر في سنة اثنتين وثلاثين للهجرة أي قبل واقعة كربلاء بثلاثين سنة تقريباً كما يظهر (2).
ومرّت السنين تتوالى، ومات خليفة وقام خليفة حتى جاء عهد يزيد الطاغية، فكانت ثورة الإمام الحسين الخالدة، وبينما الحسين في طريقه إلى كربلاء إذ به ينزل على ماء ويخيّم مع أهل بيته هناك، وكان زهير بن القين قادماً من الحجاز بعد أن أنهى مناسك حجه فيها، فنزل بالقرب من الحسين.. وعلم الحسين به فاستدعاه ذات يوم. فشقّ عليه ذلك، ثم أجابه على كره، فلمّا عاد من عنده نقل ثقله إلى ثقل الحسين، ثم قال لأصحابه: مَن أحبّ منكم أن يتبعني، وإلا فانّه آخر العهد، وسأحدّثكم حديثاً: غزونا بلنجر ففتح علينا وأصبنا غنائم ففرحنا، وكان معنا سلمان الفارسيّ، فقال لنا: إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم.
فأما أنا فأستودعكم الله، ثم طلّق ـ زهير ـ زوجته وقال لها: الحقي بأهلك فانّي لا أحب أن يصيبك في سببي إلا خير، ولزم الحسين حتى قتل معه (3).
قـال سلمان:"لتحرقنّ هذه الكعبة على يدي رجل من أهل الزبير" (4) أي بسببه.
قالها قبل زمن بعيد من دعوة عبد الله بن الزبير الناس إلى نفسه ولجوئه إلى الكعبة المشرفة، وفي سنة أربع وستين للهجرة حوصر ابن الزبير ومن معه من أصحابه في البيت، واستمر القتال بينه وبين أهل الشام قرابة الشهرين «حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، رموا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار وأخذوا يرتجزون ويقولون:
خطارة مثل الفنيق (5) المزبد
نرمي بها أعواد هذا المسجد
وقيل: إنّ الكعبة احترقت من نار كان يوقدها أصحاب عبد الله حول الكعبة وأقبلت شررة هبت بها الريح فاحترقت ثياب الكعبة واحترق خشب البيت (6).
ومرّ سلمان ـ في طريقه إلى المدائن ـ بالكوفة، فسأل من كان معه: هذه الكوفة؟
قالوا نعم. قال: قبّة الإسلام، يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا وهو بها، أو يهوي قلبه إليها (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فتوح البلدان / 406.
(2) الكامل 3 / 132.
(3) الكامل 4 / 42.
(4) أخبار مكة 1 / 197.
(5) الفنيق: فحل الناقة.
(6) الكامل 4 / 124.
(7) فتوح البلدان / 406 وأعيان الشيعة م 35 / 250 ـ 251 والقصة فيه مفصّلة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|