المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

عدالة الصحابة جميعهم عند أهل السنة
29-09-2015
Neon History and Origin
24-10-2018
اسم المرة
18-02-2015
[قضايا علي (عليه السلام) في حياة النبي في غير اليمن]
20-10-2015
حيدر علي بن محمد علي اللكهنوي
28-7-2016
نظرية الحكم على ضوء الإمامة الإلهية (لمحة تاريخية)
2-08-2015


[قتل النفوس البريئة بأمر معاوية]  
  
3154   05:13 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص301-302
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

غار الضحاك بن قيس الفهري على الحاج ونهبه الأموال وقتله النفوس البريئة بأمر معاوية بعد الحكمين وقبل وقعة النهروان؛ في شرح النهج روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات ان غارة الضحاك بن قيس كانت بعد الحكمين وقبل قتال النهروان وذلك أن معاوية لما بلغه ان عليا (عليه السلام) بعد واقعة الحكمين تحمل إليه قبلاها له ذلك فخرج من دمشق معسكرا وبعث إلى كور الشام نسخة واحدة فقرئت على الناس وفيها انا كنا كتبنا كتابا بيننا وبين علي وشرطنا فيه شروطا وحكمنا رجلين يحكمان علينا وعليه بحكم الكتاب لا يعدوانه وجعلنا عهد الله وميثاقه على من نكث العهد ولم يمض الحكم وان حكمي اثبتني وحكمه خلعه وقد اقبل إليكم ظالما ومن نكث فإنما ينكث على نفسه تجهزوا للحرب بأحسن الجهاز يسرنا الله وإياكم لصالح الأعمال .

فاجتمع إليه الناس فاستشار أصحابه وقال إن عليا قد خرج من الكوفة وعهد العاهد به انه قد فارق النخيلة فأشار حبيب بن مسلمة بالذهاب إلى صفين وأشار عمرو بن العاص بالايغال في الجزيرة فمكثوا يومين أو ثلاثة يجيلون الرأي حتى قدمت عليهم عيونهم ان عليا فارقته فرقة أنكروا أمر التحكيم وانه قد رجع عنكم إليهم فكبر الناس سرورا بذلك ثم جاء الخبر بقتل الخوارج وان عليا أراد بعد قتلهم ان يقبل إليكم ولكن أصحابه استنظروه فسروا بذلك .

قال الطبري : وكان عمارة بن عقبة بن أبي معيط مقيما بالكوفة بعد قتل عثمان لم يهجه علي ولم يذعره تكرما منه وتمسكا بالدين وكان يكتب إلى معاوية بالاخبار سرا وروى ابن إسحاق انه جاء كتاب عمارة إلى معاوية وهو معسكر بان عليا خرج عليه قراء أصحابه ونساكهم فقتلهم وقد فسد عليه جنده قال فدعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري فسرحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف وقال سر حتى تمر بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت فمن وجدته من الاعراب في طاعة علي فاغر عليه وان وجدت له مسلحة أو خيلا فاغر عليها فاقبل الضحاك فنهب الأموال وقتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج فاخذ أمتعتهم ثم لقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود الصحابي فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة وقتل معه ناسا من أصحابه (اه) وكان ذلك كله اجتهادا يثاب فاعله ! ! فخطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس وأنبههم وحثهم على الخروج إلى عدوهم فردوا عليه ردا ضعيفا

ورأى منهم عجزا وفشلا ثم نزل فخرج يمشي حتى بلغ الغريين ثم دعا حجر بن عدي الكندي فعقد له أربعة آلاف فخرج حجر حتى مر بالسماوة وهي أرض كلب فلقي بها امرأ القيس بن عدي الكلبي وهم أصهار الحسين (عليه السلام) لأن الحسين (عليه السلام) كان متزوجا الرباب ابنة امرئ القيس هذا فكانوا أدلاءه على الطريق وعلى المياه فلم يزل مغذا في اثر الضحاك حتى لقيه بناحية تدمر فواقعه فاقتتلوا ساعة فقتل من أصحاب الضحاك تسعة عشر رجلا وقتل من أصحاب حجر رجلان وحجز الليل بينهم فلما أصبحوا لم يجدوا للضحاك ولا لأصحابه أثرا (اه) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.