أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-18
1112
التاريخ: 2023-05-24
966
التاريخ: 2024-10-22
197
التاريخ: 2024-11-27
102
|
المنافقون فاقدون للفعل الصائب
قال تعالى : {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 19، 20].
«صيب»: الصيب على وزن فيعل من «صيب» وهو بمعنى النزول. ووصف الصيب بأنه «من السماء»، مع أن المطر ونحوه لا يكون نزوله إلا من السماء، هو من باب تبيين سلطة الصيب من ناحية، وعدم قدرة هؤلاء على التخلص والنجاة والوقاية منه من ناحية أخرى؛ لأن الموجود السماوي يغمر ويغرق الموجود الأرضي المحدود بالقهر والإحاطة.
«البرق»: ألف ولام «البرق» هي للعهد، والمراد منها: البرق المذكور في الآية السالفة.
«لهم»، «عليهم": «اللام» في «لهم» هي للنفع، و«على« في «عليهم» هي للضرر؛ فالبرق الخاطف في السماء، يضيء، بمجيئه الفضاء، لمسافر الصحراء خلال لحظات قصيرة، لكنه سرعان ما يغمره في الظلام عند ذهابه.
«قاموا»: يعطي القيام، تارة، معنى الصمود والاستقامة فهو ممدوح؛ مثل: {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} [سبأ: 46] ، وتارة أخرى يكون بمعنى التوقف والسكون فهو مذموم. قيام المنافقين في الآية مورد البحث هو بالمعنى الثاني؛ لأنه جاء في مقابل السير والسلوك.
إن للإنسان بعدين: الفكر والفعل: فهو يفهم بنور الفكر، ويعمل بقوة البدن. وأولياء الله مثلما أنهم يمتلكون الرؤية الصائبة، فإنهم يتمتعون بالفعل اللائق. من هذا المنطلق، نرى أن القرآن الكريم، وفي معرض ذكره للمخلصين من أمثال الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب ع ، في تعابير من قبيل: {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [ص: 45، 46] ، فإنه يثني على فهمهم الصحيح وعملهم الصالح معا؛ إلا أنه في الوقت ذاته يذم المنافقين الفاقدين لكلتا الميزتين الإنسانيتين المذكورتين؛ فلا هم ينهمون بشكل جيد، ولا هم يعملون بصورة صحيحة.
الآيتان مورد البحث تقدمان مثلاً آخر عن المنافقين مع فارق واحد، وهو أن المثل السابق يظهر حرمان المنافقين من الرؤية الصائبة، بينما يصور المثل الحالي حرمانهم من التصرف اللائق وعدم توفيقهم لطي الصراط المستقيم .
كلمة «أو» في بداية المثل الثاني هي للدالة على أن تيار النفاق قابل للوصف بأي واحد من المثلين، وأن بين المثلين فرقاً سبق الحديث عنه في شرح المثل الأول. من هنا، يمكننا تطبيق المثلين المشار إليهما على طائفتين من أهل النفاق.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|