أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
2588
التاريخ: 2023-07-24
1205
التاريخ: 3-04-2015
3337
التاريخ: 19-3-2016
3627
|
أخرج أحمد باسناده عن عليّ عليه السّلام قال : " جمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - أودعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق ، قال فصنع لهم مدّاً من طعام فأكلوا حتّى شبعوا قال : وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يمسّ ثم دعا بغمر فشربوا حتّى رووا ، وبقي الشراب كأنّه لم يمس أو لم يشرب ، فقال : يا بني عبد المطلب ، إني بعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على إنّ يكون أخي وصاحبي ؟ قال : فلم يقم إليه أحد ، قال : فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال : فقال : اجلس ، قالها ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي "[1].
وروى ابن عساكر باسناده عن عليّ بن أبي طالب قال : " لمّا نزلت ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ، اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام ، واعد قعباً من لبن ، وكان القعب قدر ريّ رجل قال : ففعلت ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا علي ، اجمع بني هاشم وهم يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل ، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضعه بينهم فأكلوا حتى شبعوا ، وإن الرجل منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها ، ثم تناولوا القدح فشربوا حتى رووا وبقي فيه عامته ، فقال بعضهم : ما رأينا كاليوم في السحر ! ! ! يقولون إنه أبو لهب ، ثم قال يا علي ، اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعد بقعب من لبن ، قال : ففعلت فجمعهم فأكلوا : مثل ما أكلوا بالمرة الأولى ، وشربوا مثل المرة الأولى وفضل منه ما فضل المرة الأولى ، فقال بعضهم : ما رأينا كاليوم في السحر ! ! ! .
فقال الثالثة : اصنع رجل شاة بصاع من طعام واعد بقعب من لبن ، ففعلت . فقال اجمع بني هاشم ، فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالكلام ، فقال : أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي ؟ قال : فسكت العبّاس مخافة إنّ يحيط ذلك بماله ، فأعاد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلام على القوم وسكت العبّاس مخافة أن يحيط ذلك بماله ، فأعاد رسول الله الكلام الثالثة قال : وإني يومئذ لأسوأهم هيئة ، إني يومئذ أحمش الساقين أعمش العينين ضخم البطن ، فقلت : أنا يا رسول الله ، قال : أنت يا علي ، أنت يا علي "[2].
وروى بإسناده عن أبي رافع ، قال : " كنت قاعداً بعد ما بايع الناس أبا بكر ، فسمعت أبا بكر يقول للعبّاس : أنشدك الله هل تعلم أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم وجمعهم دون قريش ، فقال : يا بني عبد المطلب انه لم يبعث الله نبياً إلا جعل له من أهله أخاً ووزيراً ووصيّاً وخليفة في أهله ، فمن منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي ؟ فلم يقم منكم أحد ! ! فقال : يا بني عبد المطلب كونوا في الاسلام رؤساً ولا تكونوا أذناباً ، والله ليقومنّ قائمكم أو لتكوننّ في غيركم ثمّ لتندمن ! فقام عليّ من بينكم فبايعه على ما شرط له ودعاه اليه ، أتعلم هذا له من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نعم "[3].
ورواه الوصابي بإسناده عن أبي الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كما تقدَّم وفيه : " فقال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي "[4].
ورواه الزرندي بإسناده عن البراء . . .[5].
وروى أبو الفداء في تاريخه مثله[6].
أقول : كانت لدعوة رسول الله صلّى الله عليه وآله ثلاث مراحل :
الأولى : دعوته الأفراد سراً ، وأوّل من أظهر ايمانه وآمن به في هذه المرحلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وكانت مدة هذه الدعوة ثلاث سنين[7].
الثانية : دعوته بني عبد المطلب وعشيرته الأقربين .
الثالثة : دعوته العامة جهراً كلّ الطوائف إلى يوم القيامة .
أما دعوته عشيرته ، فكانت في دار عمه أبي طالب ، وفيها قال في حق الإمام علي عليه السّلام كلمته الخالدة .
وقد ذكر المفسرون هذه الحادثة التاريخية الغراء عند تفسيرهم قوله تعالى :
( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ )[8]. فمنهم الحاكم الحسكاني ومحمّد بن جرير الطبري وجلال الدين السيوطي وإسماعيل بن كثير وعلي بن محمّد بن إبراهيم الخازن البغدادي والآلوسي البغدادي والشيخ الطنطاوي[9].
وروى حديث العشيرة أئمة الحديث في مسانيدهم وصحاحهم ، كالحاكم النيسابوري وغيره .
وأورد المؤرخون هذه الدعوة فيما ألّفوه من التاريخ والسير والفضائل ، كالبيهقي والطبري وابن الأثير وابن خلدون وابن كثير[10] والحلبي[11] والمسعودي[12] ومحمّد بن يوسف الشامي[13] ومحمّد حسين هيكل[14] والقندوزي الحنفي[15].
دلالة الحديث
واستدل العلامة الحلّي بهذا الحديث لإثبات إمامة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قائلا : " قال صلّى الله عليه وآله : وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب والعجم ، وتنقاد لكم بهما الأمم ، وتدخلون بهما الجنّة وتنجون بهما من النار : شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنيّ رسول الله ، فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويوازرني على القيام به يكن أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ، فلم يجبه أحدٌ منهم ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : أنا يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أوازرك على هذا الأمر فقال : اجلس ، ثمّ أعاد القول على القوم ثانية فصمتوا ، فقال علي عليه السّلام : وقمت فقلت مقالتي الأولى ، فقال : اجلس ، ثمّ أعاد على القوم مقالته ثالثةً ، فلم ينطق أحدٌ منهم بحرف ، فقمت فقلت : أنا أوازرك يا رسول الله على هذا الأمر ، فقال : إجلس فأنت أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ، فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب عليه السّلام : ليهنئك اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك ، فقد جعل ابنك أميراً عليك "[16].
واستدل على ذلك بمضمون آخر في ( كشف الحقّ ونهج الصدق ) .
وعلى الجملة ، فإنّه لا مجال للمناقشة في سند هذه القضية ، لأن أسانيدها - حتى في كتب أهل السنة - معتبرة ، وأمّا دلالتها فواضحة ، ففي متن الخبر أمور لا يمكن إنكار دلالتها على الإمامة والولاية العامّة لأمير المؤمنين بعد رسول الله مباشرة ، فإنّه بعد أن أراهم من المعاجز ذكر أنّ الله قد أمره بدعوتهم ، وأنه إن لم يفعل ذلك عذّبه ، فدعاهم وعرض عليهم ما أمر به ، فلم يجبه منهم أحد إلاّ علي ، فقال فيه ما قال ممّا هو نصّ في الإمامة ووجوب الطاعة المطلقة والاقتداء في جميع الشؤون ، ما يفهمه كلّ ذي لبٍّ من أهل العربيّة ، ولذا جاء في الخبر قولهم لأبي طالب : أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ، ولا ريب أنّ كلّ ذلك كان بإرادة الله وأمر منه ، فإذا كان هذا هو المدلول للكلام والسند معتبر ، فلا يصغى لتشكيكات المشككين ومكابرات المعاندين كابن تيمية وابن روزبهان وأمثالهما ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب ( إحقاق الحق ) وكتاب ( دلائل الصدق ) وغيرهما من كتب هذا الشأن .
[1] مسند أحمد بن حنبل ، ج 1 ص 159 .
[2] ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ، ج 1 ، ص 87 ، الحديث 139 .
[3] المصدر ص 89 ، الحديث 143 .
[4] أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب ، الباب الثّالث ص 12 ، والمتّقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 41 ، كما أورد الكنجي حديث العشيرة في كفاية الطالب ص 205 - 206 .
[5] نظم درر السمطين ص 82 ، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص 205 .
[6] المختصر في أخبار البشر ، ج 1 ص 116 .
[7] التاريخ الاسلامي ، وتاريخ إسماعيل أبي الفداء ، ج 1 ص 116 ، والطبّقات لابن سعد كاتب الواقدي ج 1 ص 132 ، التاريخ الاسلامي والحضارة الإسلامية لأحمد شلبي ج 1 ص 144 .
[8] سورة الشعراء : آية 214 .
[9] روح المعاني ج 19 ص 122 .
[10] السيرة النبوية ج 1 ص 457 والبداية والنّهاية ج 3 ص 39 .
[11] انسان العيون ، المعروف بالسيرة الحلبّية ج 1 ص 460 .
[12] مروج الذّهب ج 2 ص 283 ، واثبات الوصّية ص 115 .
[13] سبل الهدى والرّشاد في سيرة خير العباد ج 2 ص 434 .
[14] حياة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم الطبعة الأولى ص 104 .
[15] ينابيع المودّة ص 105 ، الباب الحادي والثلاثون .
[16] منهاج الكرامة ، المنهج الثالث الدّليل الأوّل .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|