أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-27
975
التاريخ: 22-12-2015
4926
التاريخ: 2023-07-10
944
التاريخ: 6-05-2015
6450
|
العبد المحض لله
وفقاً لقول عظماء التفسير فإن القرآن الكريم إذا استخدم كلمة «عبد» بشكل مطلق، ومن دون ذكر الاسم فهو يريد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)خصوصاً (1)؛ لأن الله سبحانه وتعالى كلما عبر عن سائر الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم)بتعبير العبد، أتى باسم النبي الخاص قبله أو بعده؛ مثل: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} [القمر: 9]. و {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ} [ص: 41] ، ولم يأت بكلمة العبد في أي موضع من دون اسم أو قيد إلا بخصوص نبي الإسلام (صلى الله عليه واله وسلم)؛ لأن من كان حراً مطلقاً بالنسبة لغير الله، فإن بإمكانه أن يكون عبداً مطلقاً ومحضاً بالنسبة لله. فالله سبحانه وتعالى يعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)العبد المطلق في جميع العصور، والعبد المطلق لا حاجة له بالقيد: لأن علامة المطلق هي عين إطلاق وسعة وجوده. من هذا المنطلق، فإن آدم (عليه السلام) وكل من تبعه هم تحت لواء هذا العبد المطلق: «آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة»(2).
فكافة الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام) هم تحت لواء العبد المحض والعبد المطلق لله، ألا وهو الرسول الأكرم (عليهم السلام) ومن هنا فقد صار الآخرون «عباد الرحمن»، أو «عباد الرحيم أو حتى «عباد الله"، إلاً أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)بلغ مقاماً حصل فيه على لقب «عبده»؛ أي عبد الهوية المطلقة التي هي منشأ جميع الاسماء الإلهية الحسنى، ولهذا السبب نحن نقول في تشهد الصلاة: (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
فليس المقصود من إطلاق تعبير «عبدنا» هو أن المراد من هذا المطلق كان معلوماً أثناء نزول القرآن، ولم تكن هناك حاجة لذكر الاسم أو تقييد «العبد»، بل هو من ناحية أن ذكر اسم الإنسان المطلق هو غير ضروري؛ ذلك لأن الاسم هو علامة، وأن علامة الإنسان الكامل هي إطلاقه من حيث السعة: بالضبط مثل ما أنه عندما تكون السيادة المطلقة على منطقة هي لشخص معين، فإن قول كلمة «السيد» في الإشارة إليه تكون كافية. رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)هو سيد الأولين والآخرين، كما يقول (صلى الله عليه واله وسلم): «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين» ، وهذه السيادة المطلقة لم تكن لتصبح من نصيبه إلاً ببركة عبوديته المطلقة، ولا ينال هذا المقام إلا الذي تحرر منكل قيد.
من هنا يرى القرآن الكريم أن معراج الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)هو رهن ببلوغه مقام العبودية المطلقة حين يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1].
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تفسير القرآن الكريم لصدر المتألهين، ج 2. ص124.
2. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب. ج 1، ص267؛ وبحار الأنوار، ج39 ص213.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|