أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2022
1634
التاريخ: 25-09-2014
5233
التاريخ: 2024-11-18
114
التاريخ: 3-10-2014
5081
|
ادعاء المقابلة مع القرآن وداعية الربوبية
قال تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
إن كل إنسان - سواء كان متنبئاً أو غير متنبئ - يشارك في تحدي النبي الإلهي، ويكون في صدد الإتيان بما يشبه معجزاته، فإنه يضمر في باطنه داعية الربوبية، مع أنه من الممكن أن يكون ذاهلا عنها حيناً، ومائلا إليها حينا اخر؛ لان النبوة هي وصف كمالي وجودي ليس بمقدور اي احد، سوى الله عز وجل، ان يمنحه للشخص.
فإذا ادعى شخص النبوة ورأى بزعمه الفاسد، ووهمه الكاسد ان ادعاءه صائب، فهو إما أن يظن أن تحقق هذا الوصف صدفة ومن دون عامل وعلة، ومثل هذا الظن لا ينسجم مع نظام العلة والمعلول للكون، وإما أن يسنده إلى شخصه هو ويتصور أن مبدأ تحقق هذا الوصف الوجودي هو ذاته، فيكون مرد هذا الادعاء إلى دعوى الربوبية؛ أي بصرف النظر عن ادعاء النبوة فإن الإنسان المتنبئ يدعي أنه هو المنشأ الفاعلي لهذا المقام أيضاً. وهذا المعنى، ناهيك عن استلزامه الابتلاء بمحذور الجمع بين الفاعل والقابل (بمعنى المنفعل)، فإنه يكون مستلزماً لدعوى الربوبية أيضاً؛ سواء أتى بالمعجزة أم لم يأت بها.
اما الذي لا يدعي النبوة ولكنه يشارك في نزال التحدي مع النبي وهو عازم على الاتيان بما يشابه معجزة النبي، فإنه مدع للربوبية في باطنه؛ لأنه على الرغم من كون المعجزة تظهر على يد النبي، إلا أن مبدأها الفاعلي هو الله جل وعلا: كما أن عنوان تنزيل القرآن في الآية محل البحث قد اسند إلى الله تبارك وتعالى، وهو في مجال تحول عصى موسى الكليم (عليه السلام) إلى أفعى بفول: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} [طه: 21]. وإذا لم تسند المعجزات الأخرى إلى الله بصريح القول، فمما لا شك فيه أن الإذن والإرادة الإلهية كانت مؤثرة فيها، ناهيك عن أن الإنسان الكامل إنما يفهم ويعمل بواسطة المجاري الإدراكية والتحريكية لله سبحانه وتعالى على أساس قرب النوافل. والنتيجة هي أنه إذا انبرى شخص إلى الإتيان بالمعجزة، فإنه في صاد الإتيان بما يماثل فعل الله، والذي يكون في صادد الإتيان بمثل فعل الله، فإنه يضمر في باطنه ادعاء ربوبية تشبه ربوبية الباري جل شأنه، وهذا هو نفس المبحث المستنتج من تحليل التنبؤ او المشاركة في ميدان التحدي، والحاصل، إذا شارك الشخص المتنبئ في ساحة التحدي فهو يا-عي الربوبية من جهتين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|