أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-24
2381
التاريخ: 2023-08-19
1467
التاريخ: 4-08-2015
4159
التاريخ: 4-08-2015
3858
|
بعد سيطرته الكاملة على منطقة الحجاز وتقوية دعائم حكمه فيها ، يتحرك الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مع أصحابه وجيشه صوب العراق ليتّخذ من الكوفة عاصمة لدولته ، ودارا لخلافته .
وللكوفة دور هام وشأن عظيم في عصر الظهور باعتبار ما ذكرنا وكذلك للأحداث التي تقع فيها وفي منطقة العراق بوجه عام .
وتشير بعض الروايات إلى أن تحرّك الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من المدينة يكون باتجاه إيران ، ونحن سواء كانت الوجهة هي العراق أم إيران سنتناول الحديث عن أحداث المنطقتين للإطلالة على كل مجريات الأحداث والمعارك التي ستدور فيها خصوصا بعد خروج الرايات السود من المشرق وبروز شخصية الخراساني وشعيب بن صالح واليماني وفي مقابلهم السفياني وجيشه وأعوانه ومن يتبعهم .
يقول الإمام أمير المؤمنين عن مسير الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الكوفة :
« . . . ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها ، فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه ، ولا غارما إلّا قضى دينه ، ولا مظلمة لأحد من الناس إلّا ردّها ، ولا يقتل عبد إلّا أدى ثمنه « فدية مسلّمة إلى أهلها » ولا يقتل قتيل إلّا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء ، حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا . ويسكن هو وأهل بيته الرحبة ، والرحبة إنما كانت مسكن نوح ، وهي أرض طيّبة ، لا يسكن رجل من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا يقتل إلّا بأرض طيّبة زاكية ، فهم الأوصياء الطيّبون »[1].
وعن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام قال :
« لموضع الرجل ( القدم ) في الكوفة أحب إليّ من دار بالمدينة »[2].
وعن الإمام الباقر عليه السّلام قال في حديث عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« . . . ثم يرجع إلى الكوفة ، فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلها ، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم ، فلا يتعايون[3] في قضاء . . . »[4].
وعن حركته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من مكة إلى المدينة فالعراق يقول الإمام الباقر عليه السّلام :
« يبايع القائم بمكة على كتاب اللّه وسنّة رسوله ويستعمل على مكة ، ثم يسير نحو المدينة فيبلغه أن عامله قتل ، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك ، ثم ينطلق فيدعوا الناس بين المسجدين إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله ، والولاية لعلي بن أبي طالب ، والبراءة من عدوّه حتى يبلغ البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيخسف اللّه بهم » .
وفي خبر آخر :
« يخرج إلى المدينة فيقيم بها ما شاء ، ثم يخرج إلى الكوفة ويستعمل عليها رجلا من أصحابه ، فإذا نزل الشّفرة جاءهم كتاب السفياني إن لم تقتلوه لأقتلن مقاتليكم ولأسبين ذراريكم ، فيقبلون على عامله فيقتلونه ، فيأتيه الخبر فيرجع إليهم فيقتلهم ويقتل قريشا حتى لا يبقى منهم إلّا أكلة كبش ثم يخرج إلى الكوفة ، ويستعمل رجلا من أصحابه فيقبل وينزل النجف »[5].
وعن الازدهار العمراني والاقتصادي في الكوفة في عصر الظهور ، يقول الإمام الصادق عليه السّلام :
« إذا قام قائم آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . اتصلت بيوت الكوفة بنهر كربلاء »[6].
وعن المفضّل أنه سأل الإمام الصادق عليه السّلام : يا سيدي . . . فأين تكون دار المهدي ومجتمع المؤمنين ؟ فقال عليه السّلام :
« دار ملكه : الكوفة ، ومجلس حكمه ، جامعها ، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين : مسجد السهلة ، وموضع اشترى شبرا - من أرض السبع - بشبر من ذهب . . . ولتصيرن أربعة وخمسين ميلا ، وليجاورن قصورها كربلاء . . . »[7].
وحيث أن مضامين الروايات والأحاديث الشريفة تؤكد على الدور الهام والموقع الإستراتيجي للكوفة في عصر الظهور وما يجري فيها من أحداث ، يدفعنا ذلك إلى تقصّي تفاصيل بعض هذه الأحداث ، والإطلالة عليها من خلال هذه الروايات الشريفة .
فما هي إذن أهم القضايا والأحداث التي تجري في الكوفة خلال عصر الظهور ، وتوجّه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إليها .
يلاحظ الباحث من خلال مراقبة الأحاديث الواردة حول العراق وأوضاعه في عصر الظهور أنه قبل دخول الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إليه واستقراره فيه ، واتخاذه من الكوفة عاصمة له ، يشهد العراق سلسلة من الأحداث والتي أهمها أنه يحكم من قبل سلاطين جبابرة وطغاة لفترة طويلة ، ويمارس هؤلاء بعض الأفعال الجائرة ويمعنون في أهله القتل والخوف إلى أن يقوم الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بتحريره على يد الممهّدين من أصحاب الرايات السود .
وسنورد هذا الحديث الطويل عن الإمام علي عليه السّلام الذي يتضمّن ذكر عدّة أحداث في العراق في مرحلة حكم الجبابرة قبل السفياني وظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
روى سليمان الأعمش عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : حدّثني أنس بن مالك وكان خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : « لمّا رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحبّاب ، فلمّا سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلّايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السّلام فاستفظع ذلك ونزل مبادرا قال : من هذا ، ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له : هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان . فجاء الحبّاب مبادرا يتخطّى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين عليه السّلام فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا ، فقال له : وما أعلمك بأني أمير المؤمنين حقّا حقّا ؟ قال له : بذلك أخبرنا علماؤنا وأحباؤنا . فقال له : يا حبّاب ، فقال له الراهب : وما علمك باسمي ؟ ! فقال : أعلمني بذلك حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال له حباب : مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه . وأن محمدا رسول اللّه ، وأنك علي بن أبي طالب وصيّه . فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : وأين تأوي ؟ فقال أكون في قلّاية لي ههنا . فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : بعد يومك هذا لا تسكن فيها ، ولكن ابن ههنا مسجدا وسمّه باسم بانيه . فبناه رجل اسمه براثا فسمى المسجد براثا باسم الباني له ثم قال له : ومن أين تشرب يا حبّاب ؟ فقال يا أمير المؤمنين من دجلة ههنا . قال : فلما لا تحفر ههنا عينا أو بئرا ؟
فقال له : يا أمير المؤمنين كلّما حفرنا ههنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة ، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : احفر ههنا بئرا ، فحفر ، فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها ، فقلعها أمير المؤمنين عليه السّلام فانقلعت عن عين أحلى من الشّهد ، وألذّ من الزبد .
فقال له : يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ، ويعظم البلاء ، حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ، فإذا عظم بلاؤهم سدّوا على مسجدك بفطوة ثم إذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين ، واحترقت خضرهم وسلّط اللّه عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلّا أهلكه وأهلك أهله ، ثم ليعد عليهم مرة أخرى ، ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد ، ثم يعود عليهم ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلّا سخطها وأهلكها وأهلك أهلها ، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع ، فعند ذلك يكون هلاك أهل البصرة . ثم يدخل مدينة بناها الحجّاج يقال لها واسط ، فيفعل مثل ذلك ، ثم يتوجه ( نحو بغداد ) فيدخلها عفوا ، ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة . ولا يكون بلد من الكوفة إلّا تشوّش له الأمر ، ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ، ويتوجّه جيش نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها ، ويجيء رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن ، ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه ، وإن الرجل منهم ليمرّ بالدرّة المطروحة العظيمة فلا يتعرّض لها ، ويرى الصبّيّ الصغير فيلحقه فيقتله .
فعند ذلك يا حبّاب يتوقّع بعدها هيهات هيهات أمور عظام ، وفتن كقطع الليل المظلم . فاحفظ عني ما أقول يا حبّاب »[8].
وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال :
« يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم . قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل العجم يمنعون ذلك »[9].
عن الإمام الباقر عليه السّلام في حديث طويل قال :
« يزجر الناس قبل قيام القائم . . . وشمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار »[10].
وقبل هذه المحن والشدائد التي تصيب العراق يكون محكوما بحكم إسلامي قبل مجيء السفياني إليه وقيامه بهذه الأفعال الخبيثة الشنيعة .
ومما يدل على ذلك مضمون عدد من الأخبار وردت حول قوم يخرجون من المشرق يطلبون الحق ويوطئون الأرض للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وهي وإن لم تدل على قيام الحكم الإسلامي في العراق بشكل صريح وواضح ، إلّا أنها تدل على انتصار الإيرانيين على مرحلتين واحدة منها قبل دخول السفياني وإسقاطه لهذا الحكم . والثانية بعد انتصارهم العسكري على جيش السفياني . باعتبار أن هدفهم هو إسقاط حكم الجبابرة في العراق وإقامة الحكم الإسلامي فيه .
ومن هذه الأخبار ما ورد عن الإمام الباقر عليه السّلام حيث يقول :
« كأنّي بقوم قد خرجوا بالمشرق ، يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلّا إلى صاحبكم . قتلاهم شهداء . أما إنّي لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر »[11].
وأما الشخصيات التي ورد ذكرها وظهورها في العراق ، فشخص اسمه الشيبصاني نسبة إلى شيبصان ، وهو وصف يعبّر به أئمة أهل البيت عليهم السّلام عن الطواغيت والأشرار ، لأنه بالأصل اسم للشيطان ، ولذكر النّمل .
وهو رجل يخرج قبل السفياني ، ويظهر من الأحاديث أنه لا يكون بينه وبين السفياني مدة طويلة ، أو يكون السفياني بعده مباشرة وأما المنطقة التي يخرج منها فهي العراق الذي هو أرض كوفان ، أو من مدينة الكوفة ، ويكون خروجه وحكمه فجأة بنحو غير متوقّع ، كما هو مدلول الحديث الآتي « ينبع كما ينبع الماء » وأنه يكون طاغية سفاكا يقتل المؤمنين .
ويقوم بقتل وجهاء المؤمنين كما في الحديث « فيقتل وفدكم » أي أعضاء الوفد الذين يكونون في المقدمة ، حيث يقال وفد القبيلة ووفد المدينة بمعنى وجهائها ورهطها .
ومن الأخبار التي روت أو تعرّضت لخروج الشيبصاني ما رواه جابر بن يزيد الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن السفياني فقال :
« وأنّى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشّيبصاني يخرج بأرض كوفان ، ينبع كما ينبع الماء ، فيقتل وفدكم ، فتوقّعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[12].
فالرواية تؤكد بأن فترة حكم الشيبصاني للعراق تكون قبل حركة السفياني وغزوة للعراق ، وبعد حكم المؤيدين للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
ومن الشخصيات التي ورد ذكرها أيضا في هذا المجال عوف السّلمي .
روى الشيخ الطوسي في الغيبة ، عن حذلم بن بشير عن الإمام علي بن الحسين عليه السّلام قال :
قلت لعلي بن الحسين عليه السّلام صف لي خروج المهدي وعرّفني دلائله وعلاماته فقال : « يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السّلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق .
ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند . ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ، ثم يخرج بعد ذلك »[13].
فلهذا الشخص عوف السلمي صلة بأحداث بلاد الشام والعراق ، حيث يكون مأواه تكريت وهي من مدن العراق ، ومقتله في بلاد الشام ، وخروجه يكون قبل السفياني .
ويظهر من الرواية أنه يخرج على الحكم القائم في الشام وليس في العراق ، وهذا تفسير لقتله في سوريا .
وبعد قيام هؤلاء الأشخاص بهذه التحركات ، يكون للسفياني وجيشه حركة باتجاه العراق فيقوم باحتلاله والسيطرة عليه ، والتنكيل بأهله وخصوصا شيعة أهل البيت عليهم السّلام .
والسبب في ذلك هو وجود سلطة ضعيفة تحكم العراق يستطيع السفياني إسقاطها .
ومن المحتمل أن يكون دخول السفياني إلى العراق بطلب من هذه الحكومة وذلك لمساعدتها في التصدّي لمواجهة قوات اليمن وإيران ، التي تقوم إلى العراق ويكون لها سندا في مواجهة حكومته من قبل الناس التي تقف إلى جانب قوات اليماني والخراساني .
وتشهد هذه الفترة أيضا خراب للبصرة تذكره الروايات أنه يكون بأشكال متعددة منها :
أولا : خرابها بالغرق .
وثانيا : خرابها بثورة الزنج .
وثالثا : خرابها بالخسف والغرق .
ومن الممكن أن يكون هذا الخراب قد وقع في الماضي على نحو جزئي ، فقد وقع خراب في البصرة بسبب ثورة صاحب الزنج التي وقعت في زمن العباسيين في منتصف القرن الرابع بقيادة القرمطي ، وكانت ردّة فعل للظلم والترف واضطهاد العبيد والمستضعفين ، وكان جيشها من الزنوج العبيد الحفاة الذين لا خيل لها .
وقد وردت أخبار وأحاديث عن الإمام علي عليه السّلام أنبأت عن وقوع هذه الثورة لا حاجة لنا إلى ذكرها .
وما يهمنا في هذا الموضوع هو ما ذكر عن خراب البصرة في سياق الحديث عن علامات الظهور الذي ورد فيه عدّة روايات تذكر أن البصرة من المؤتفكات المذكورة في القرآن الكريم ، ومعنى ذلك أنها من المدن المنقلبات بأهلها بالخسف والعقاب الإلهي ، وأن البصرة ائتفكت ثلاث مرات وبقيت الرابعة .
جاء في تفسير نور الثقلين في تفسير قوله تعالى : وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ[14] ، أن المؤتفكات هي البصرة .
وفي تفسير قوله تعالى : وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى[15] عن الإمام الصادق عليه السّلام قال :
« هم أهل البصرة ، وهي المؤتفكة » .
وذكر الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه عن جويرية بن مسهر العبدي قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين عليه السّلام من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام ونزل الناس فقال علي عليه السّلام :
« أيها الناس إن هذه الأرض ملعونة قد عذّبت في الدهر ثلاث مرات ( وفي خبر آخر مرتين ) وهي تتوقع الثالثة » . وهي إحدى المؤتفكات .
وهذه المصاعب والمحن والقتل الشديد والنكبات التي تحل في العراق وأهله يعقبها توجه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إليه الذي يكون محكوما حينها لاتجاهات ثلاث كلها متناحرة متضاربة .
الأول : الاتجاه المؤيد للسفياني .
الثاني : الاتجاه المؤيد للخوارج عليه .
الثالث : الاتجاه المؤيد للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه ذكر المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فقال :
« يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ، ويدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء »[16].
وتشير الروايات إلى أنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يدخل العراق أو الكوفة قادما من المدينة المنوّرة مارّا بجنوب إيران حيث يلتقي بالخراساني وقائده شعيب بن صالح قرب منطقة إصطخر ، وهي مدينة واقعة قرب عبادان والأهواز .
وبعد لقائهم في إصطخر يخوضون معركة حاسمة مع جيش السفياني يكون الانتصار فيها لجيش المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والخراسانيين ويكون لهذا الانتصار أثرا هاما وبالغا على مستوى العالم .
وهذا المضمون ورد في حديث وفيه :
« إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر فيكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني . . . فعند ذلك يتمنّى الناس المهدي ويطلبونه » .
ويكون لدخوله عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الكوفة وقع خاص نظرا لكيفية وشكل هذا الدخول « بسبع قباب من نور . . . » .
وذلك كما ورد عن الإمام الباقر عليه السّلام في تفسير قوله تعالى :
يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ .
فقال عليه السّلام :
« ينزل القائم يوم الرّجفة بسبع قباب من نور ، لا يعلم في أيّها هو ، حتى ينزل الكوفة » .
ويبرز دور الاتجاهات المناوئة والمناهضة للإمام عليه السّلام التي تبدأ تصدّيها له ، وبدوره يستعمل سياسة الشدة والقتل لمن يقف في وجهه حيث لا لغة حوار تنفع معهم ولا مفاوضات بل القتل والوعيد هو ما ينفع معهم .
فعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :
« إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سار في أمّته باللّين ، كان يتألّف الناس ، والقائم يسير بالقتل ، بذلك أمر في الكتاب الذي معه ، أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا ، ويل لمن ناواه »[17].
وعنه عليه السّلام قال :
« يقوم القائم بأمر جديد ، وقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلّا السيف ، ولا يستتيب أحدا ، ولا تأخذه في اللّه لومة لائم »[18].
وإنما يكون شأنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هكذا لأن الحجة البالغة قد وصلت إلى كل الناس في جميع أرجاء الأرض ، وليس لهم خيار سوى الإيمان بهذه الرسالة وسلوك هذا الطريق ، وإلا فإنه لا يمكن إقامة حكومة العدل على وجه هذه الأرض .
وفي مقابل ذلك يتعرّض الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لأشد أنواع الضغط ومحاولات الوقوف في وجه نهضته عسكريا وسياسيا ، حيث سيتولى أعداؤه تسخير كل قواهم وتجنيد كل الطاقات في محاولة منهم لمنع القيام بهذه الثورة والنهضة الكبرى التي تهدف إلى تغيير وجه الكون وإبادة كل الطغاة والمستكبرين .
لذا فإن الأمور ستسير بشكل متوازن . فهناك شدّة من الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في قتال الأعداء ، وموقف صارم تجاه كل من يقف في وجه المد الإسلامي الزاحف .
وهناك عدة أعداء وخوارج سيقفون في مقابله .
وإليك النصوص التي تعرضت إلى كلا الموقفين :
الموقف الأول : وهو موقف الإمام من الأعداء .
روى الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال :
« بأبي ابن خيرة الإماء - يعني القائم من ولده عليهما السّلام - يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبّرة ، ولا يعطيهم إلّا السيف هرجا ، فعند ذلك تتمنّى فجرة قريش لو أن مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها ، لا نكفّ عنهم حتى يرضى اللّه »[19].
وعنه عليه السّلام أنه قال :
« . . . أما واللّه لو قد قام قائمنا لأخرج من هذا الموضع اثني عشر ألف درع واثني عشر ألف بيضة لها وجهان ، ثم ألبسها اثني عشر ألف رجل من ولد العجم ثم ليتأمّر بهم ليقتلن كل من كان على خلاف ما هم عليه ، وإني أعلم ذلك وأراه كما أعلم هذا اليوم »[20].
وروى الشيخ الطوسي أن الإمام الحسين عليه السّلام مرّ على حلقة من بني أمية وهم جلوس في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال :
« أما واللّه لا تذهب الدنيا حتى يبعث اللّه منّي رجلا يقتل منكم ألفا ومع الألف ألفا ومع الألف ألفا ، فقلت : جعلت فداك إن هؤلاء ، أولاد كذا وكذا لا يبلغون هذا ، فقال : ويحك في هذا الزمان يكون الرجل من صلبه كذا وكذا رجلا وإن مولى القوم من أنفسهم »[21].
وروى أبو الجارود عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام في حديث طويل أنه قال :
« إذا قام القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف سار إلى الكوفة ، فيخرج منها ، بضعة عشر ألفا يدعون البتريّة عليهم السلاح ، فيقولون له : إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ، ويقتل مقاتلها حتى يرضى اللّه عزّ وعلا »[22].
وعنه عليه السّلام في حديث منه حول عرض الإسلام من قبل الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على الناس ، وكيفية معاملتهم في هذا الشأن يقول :
« إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب ، فإن دخل فيه بحقيقة ، وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤدّيها اليوم أهل الذمّة ، ويشدّ على وسطه الهميان ، ويخرجهم من الأمصار إلى السواد »[23].
الموقف الثاني : وهو موقف الأعداء والخوارج على الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
فقد تعرّضت الروايات إلى ذكر المدن والطوائف التي تقف في وجه الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ومنها البصرة وأهلها .
عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :
« ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب أهلها ويحاربونه : أهل مكة ، وأهل المدينة ، وأهل الشام ، وبنو أمية ، وأهل البصرة . . . »[24].
وعنه عليه السّلام قال :
« إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأن رسول اللّه أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة ، وإن القائم يخرجون عليه فيتأوّلون عليه كتاب اللّه ويقاتلونه عليه »[25].
ومن المدن التي ذكرتها الروايات ( رميلة الدسكرة ) وهي كما في معجم البلدان قرية قرب شهرابان من قرى بعقوبة في محافظة ديالى .
روى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :
« ثم لا يلبث إلّا قليلا حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدّسكرة ، عشرة آلاف ، شعارهم يا عثمان يا عثمان . فيدعو رجلا من الموالي فيقلّده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد »[26].
وعلى ما يبدو أن تسميته ب ( مارقة الموالي ) لأنهم من غير العرب ، أو لأن قائدهم من الموالي ، أي غير العرب .
وفي مسيره إلى العراق يدخل الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى النجف .
فعن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :
« يا أبا حمزة ، كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم ، فإذا علا فوق نجفكم نشر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فإذا نشرها انحطّت عليه ملائكة بدر »[27].
وعنه عليه السّلام قال :
« كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في البلاد »[28].
ولا تكاد تنقضي الأيام والشهور حتى يستطيع الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وبعون من اللّه تعالى القضاء على كل خصومه وأعدائه في العراق ويحكم سيطرته على تلك المنطقة بعد انتصاراته المتعدّدة في الحروب التي يخوضها ليكون مستقرّة في الكوفة .
وللكوفة كما ذكرنا في بداية هذا الحديث شأن خاص ومكانة هامة في عصر الظهور حيث يدخل إليها الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويتّخذها عاصمة لدولته ، كما عن الإمام الصادق عليه السّلام :
« دار ملكه الكوفة ، ومجلس حكمه جامعها ، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة . وموضع خلواته الذكوان البيض من الغرييّن - أي موضع اعتكافه للعبادة الربوات البيضاء قرب النجف وهي الغري أو الغريّين . . . . »[29].
وأيضا ذكرنا بأن دخوله عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الكوفة يكون بهيئة خاصة :
« في سبع قباب من نور لا يعلم بأيّها هو » .
وتصبح الكوفة أكبر مركز لتجمّع الموالي والمؤيّدين للإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حيث يأتي إليها المؤمنون من مشارق الأرض ومغاربها عند سماعهم بدخول المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إليها .
عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال :
« إذا دخل القائم الكوفة لم يبق مؤمن إلّا وهو بها أو يجيء إليها . . . »[30].
وهكذا تصبح الكوفة محطّ أنظار المؤمنين ، ومهوى أفئدتهم ، لأن أكثر الشيعة القاطنين في الكرة الأرضية سيبذلون جهودهم للهجرة إلى الكوفة ، وقد أشارت الروايات التي ذكرناها إلى اتّساع مدينة الكوفة من جميع جوانبها ، واتصالها بمدينة كربلاء المقدسة .
« . . . ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا ، وليجاورن قصورها كربلاء . . . » .
ويتولى الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إقامة الصلاة الجامعة ( وصلاة الجمعة ) في المسجد الجامع بالكوفة ، ومن الطبيعي أن يتفايض المسجد من المصلّين ، لأن المسجد - بالرغم من سعته في الوقت الحاضر - لا يسع لأكثر المصلّين الذين يريدون الصلاة خلف الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
والسبب في ذلك واضح وهو أن جميع الناس يشتاقون إلى الصلاة خلف الإمام ويتسابقون إليها .
وعن عملية توسيع المسجد في الكوفة على يد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يحدّثنا الإمام الباقر عليه السّلام فيقول عند ذكره للمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« . . . ويدخل الكوفة حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري ما يقول من البكاء ! فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلّي بهم يوم الجمعة ، فيأمر أن يخطّ له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك ، ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السّلام نهرا يجري إلى الغرّيين ، حتى ينزل الماء في النجف ، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه برّ تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كرى »[31].
وفي حديث آخر عنه عليه السّلام يقول :
« إذا دخل المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الكوفة قال الناس : يا بن رسول اللّه إن الصلاة معك تضاهي الصلاة خلف رسول اللّه ، وهذا المسجد لا يسعنا فيخرج إلى الغري فيخطّ مسجدا له ألف باب يسع الناس ، ويبعث فيجري خلف قبر الحسين عليه السّلام نهرا يجري إلى الغري ، حتى يجري في النجف ، ويعمل هو على فوهة النهر قناطر وأرحاء في السبيل »[32].
وفي حديث عنه عليه السّلام يقول :
« . . . فيخطّ مسجدا له ألف باب يسع الناس . . . »[33].
ويؤسس الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويعمل على أن تكون الكوفة منزله وعاصمته وكذلك منزل القائمين من بعده كما كانت منزل الأنبياء والمرسلين . فعن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أو عن أبي جعفر عليه السّلام قال قلت له : أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم اللّه عزّ وجل وحرم رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال :
« الكوفة يا أبا بكر ، هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وقبور غير المرسلين والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث اللّه نبيا إلا وقد صلى فيه ، ومنها يظهر عدل اللّه ، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين »[34].
وبهذه الإنجازات والأعمال التي يقوم بها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في العراق وفي الكوفة بشكل خاص ، يتنفّس العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم . . . وتصبح الكوفة والسهيلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردّد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم ، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة ، ويبكّرون لأداء صلاة الجمعة خلف إمامهم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في مسجده العالمي ذي الألف باب . . .
وبتصفية الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف العراق وضمّه إلى دولته وجعله عاصمتها ، تكون دولته قد شملت اليمن والحجاز والعراق وإيران - إذا كان دخوله إلى إيران قبل العراق - ومعها بلاد الخليج - وبذلك يتفرّغ لأعدائه الخارجيين ، فيبدأ أولا بالترك فيرسل لهم جيشا فيهزمهم . ثم يتوجه بنفسه على رأس جيشه إلى الشام حتى ينزل « مرج عذراء » قرب دمشق استعدادا لخوض المعركة الكبرى مع السفياني واليهود والروم ، معركة فتح القدس الكبرى[35].
[1] تفسير العياشي ، ج 1 ، ص 66 .
[2] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 385 ، ح 198 .
[3] لا يتعايون : لا يعجزون عن معرفة الأحكام والقضايا .
[4] بحار الأنوار ، 52 ، ص 336 .
[5] البحار ، ج 52 ، ص 308 ، باب 26 ، ح 83 .
[6] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 336 .
[7] المصدر نفسه .
[8] البحار ، ج 52 ، ص 217 ، باب 25 ، ح 80 .
[9] المصدر السابق ، ج 51 ، ص 92 .
[10] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 221 - 222 .
[11] البحار ، ج 52 ، ص 243 .
[12] البحار ، ج 52 ، ص 250 .
[13] البحار ، ج 52 ، ص 213 ، رواه عن كتاب الغيبة للطوسي
[14] سورة الحاقة ، الآية : 9 .
[15] سورة النجم ، الآية : 53 .
[16] الإرشاد ، المفيد ، ص 362 .
[17] البحار ، ج 52 ، ص 353 .
[18] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 354 .
[19] الغيبة ، النعماني ، ص 229 ، باب 13 ، ح 11 .
[20] معجم أحاديث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ج 3 ، ص 118 ، ح 657 .
[21] الغيبة ، الطوسي ، ص 116 .
[22] الإرشاد ، المفيد ، ص 364 .
[23] الكافي ، ج 8 ، ص 227 ، ح 288 .
[24] الغيبة ، النعماني ، ص 299 ، باب 17 ، ح 6 .
[25] البحار ، ج 52 ، ص 363 .
[26] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 333 .
[27] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 326 ، باب 27 ، ح 41 ، عن إكمال الدين .
[28] المصدر نفسه ، ص 336 - 337 ، باب 27 ، ح 75 ، عن الإرشاد .
[29] البحار ، ج 53 ، ص 11 - 12 .
[30] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 330 ، ح 51 ، والغيبة للطوسي ، ص 275 .
[31] الإرشاد المفيد ، ص 362 ، والبحار ، 52 ، ص 330 - 331 ، باب 27 ، ح 53 .
[32] البحار ، ج 100 ، ص 385 ، باب 6 ، ح 4 .
[33] الغيبة ، الطوسي ، ص 280 .
[34] وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 524 ، باب 44 ، ح 10 ، عن التهذيب ، والبحار ، ج 100 ، ص 440 ، باب 17 ، ح 17 .
[35] عصر الظهور ، ص 185 - 186 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|