أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-20
1010
التاريخ: 2023-08-17
870
التاريخ: 13-8-2019
2632
التاريخ: 10-9-2016
3747
|
فالتاريخ يحدثنا أنهم استولوا على عدة ولايات من جنوبي إيطاليا وكانوا يطلقون على أرض إيطاليا البر الطويل أو الأرض الكبيرة، وقد أخذوا قلورية واستولوا على طارنت وبارة وريو وغيرها من بلاد إنكبردة وبوليه وفتحوا جنوة ووصلوا إلى رومية. يُطلق اسم لنكبردة Longbardia أو Langobardia(1)، أو لمبارديا Lombardia عند الإيطاليين على عدة مدن: (1) مملكة لنكبردة الإيطالية، أي الدولة التي أنشأها الغزاة من اللنكبرديين التي دامت من سنة 568 ــ 774م ، وكانت في أيام عظمتها عبارة عن إيطاليا الشمالية (ما عدا البندقية وإيستريا ونيابة رافنَّا اليونانية، وهي جزء عظيم جدًّا من إيطاليا الوسطى وإيطاليا الجنوبية ما عدا إقليم نابل وقلورية)، (2) مجموع الدوقات اللنكبردية التي بقيت بعد سقوط مملكة لنكبردة أي دوقيات بنفنتو Benevento وكابوا Capua وسلرن Salerne في إيطاليا الجنوبية، (3) ما يُعرف عند اليونان باسم لابوكليا (بوليه أو أبوليه) وقد عادوا إلى استخلاصها أواخر القرن العاشر، وتبدل اسم لنكبردة في العهد الحديث باسم لمبارديا وهي تتناول الإقليم الذي كان منه نواة مملكة لنكبردة القديمة، وهذا الاسم اليوم يُطلق على مجموع ولايات ميلانو وبركامو وبرشيا وكومو وكريمونا ومانتوفا وبافيا وسوندريو وفاريسي، ويطلق الشريف الإدريسي على هذه الولايات اسم «أنبرضية». وقد كانت جميع إيطاليا الجنوبية في القرن التاسع من الميلاد داخلة في الإمارة اللنكبردية المعروفة بإمارة بنفنتو الملاصقة من الشمال دوقيتي رومية وسبولتو Spolto، بمعنى أن الحد الشمالي من الإمارة يبتدئ من مصب نهر ترنيو في بحر الأدرياتيك (جون البندقية) واصلا إلى تراسينا في بحر ترانو أو تيرين تاركًا للإمارة الأرض الشمالية من إيزرينا وكاسينو وسورا، وتتصل الإمارة من الجنوب بمعظم بلاد أبوليه أو بوليه Pouille أو uglia olipoulia ويدخل فيها أرض طارنت وبرندزي وبارة Bari وجميع بلاد قلورية(2) الشمالية إلى جنوب أرض كوزنزا، وكانت الأجزاء الجنوبية من أرض أبوليه وقلورية تُعد . من مملكة بيزنطية، واحتفظت الثلاث دوقيات الواقعة على بحر تيرانو وهي غايتا ونابل وأمالفي باستقلالها، فلم يكن لإمارة بنفنتو سلطان عليها، وهي مرتبطة بالاسم بمملكة الروم البيزنطية، واضطرت دوقية نابل دفاعًا عن نفسها من مطامع أمراء بنفنتو إلى أن تحالف العرب في صقلية سنة 835، وقد دامت هذه المحالفة إلى سنة900 م. وحدثت مذابح عظيمة بين أميرين من أمراء تلك الأرجاء سنة 839 فاضطر كلاهما أن يفزع إلى حماية الجيوش العربية، ثم تصافيا في سنة 849 على تقسيم الإمارة إلى قسمين: أُطلق على القسم الشرقي منها إمارة بنفنتو، وعلى القسم الثاني الشرقي إمارة سالرن. وتولى المسلمون في بلرم عاصمة جزيرة صقلية غزو البحر من ناحية إيطاليا الشرقية وفي سنة 838 احتلوا برندزي، فحاول أمير تلك الجهة أن يدفعهم عنها فما استطاع إلى ذلك سبيلا، ثم بلغ المسلمين أنه يعد حملة عظيمة فأحرقوا برندزي وعادوا إلى صقلية على مراكبهم واحتل عرب صقلية طارانت سنة 840م وهي قاعدة بحرية مهمة في بحر الأدرياتيك، ثم خلفهم فيها بعد حين عرب جزيرة أقريطش (كريت 842 أو 843م). وخاف البنادقة على تجارتهم ودفعهم إمبراطور الروم تيوفيل إلى حرب العرب؛ فجهزوا أسطولًا مؤلفًا من ستين مركبًا فأقلع إلى صقلية والتقى بالأسطول الإسلامي أمام طارانت فهلك معظم البنادقة وأسر من ظل حيًّا، وتقدم المسلمون بأسطولهم نحو الجزء الشمالي من بحر الأدرياتيك من نحو دلماسيا فنهبوا وأحرقوا (840م) مدينة أوسرو في جزيرة كرسو، واجتازوا البحر في العرض نفسه فأسروا أناسًا من أنكونا، ولما عادوا إلى مستقرهم غنموا عدة سفن للبنادقة، وهذه الغزوات هي التي أشار إليها ابن الأثير في حوادث سنة خمس وعشرين ومائتين فقال : إن أسطول المسلمين سار إلى قلورية وفتحها، ولقوا أسطول صاحب القسطنطينية فهزموه بعد قتال فعاد الأسطول إلى القسطنطينية مهزومًا فكان فتحًا عظيمًا. ويُقصد بقلورية الجزء الذي يسمى اليوم شبه جزيرة سالانتينا، وهو الجزء الجنوبي من أبوليه، وفيه طارنت وبرندزي. ودخل العرب في سنة 841 خليج كارنار وهزموا أسطول البنادقة شر هزيمة بالقرب من جزيرة سانسغو، والظاهر أن قوات العرب في صقلية انضمت هذه المرة إلى قوات عرب أقريطش فاستولوا على بارة وأحرقوا مدينة كابوا، ثم قويت المنافسة بين الأميرين الحاكمين على تلك الأرجاء من الطليان، فلجأ أحدهما إلى العسكر الإسلامي من الإفريقيين، واعتصم الآخر بالمسلمين من أهل أقريطش، وعاد المسلمون فاحتلوا طارنت مرة ثانية في تلك السنة، وتبدلت الحال في سنة 849م بين المتنازعين على الإمارة ثم تصالحا واقتسما إمارة بنفنتو مشترطين أن لا يلجأ أحدهما إلى المسلمين، وقتل القائد المسلم وجنده في معسكر ملك فرنسا لويز الثاني سنة 851 ، ثم عاد العرب فحاصروا طارنت بأمر العباس بن الفضل الذي أسكن المسلمين في أرض قلورية (225هـ). وظلت بارة إمارة إسلامية تواتر غزواتها على الأصقاع المتاخمة، وفي تلك الحقبة في الغالب سار المفرج بن سلام وفتح أربعة وعشرين حصنًا استولى عليها، كما قال البلاذري، وكتب إلى صاحب البريد بمصر يعلمه خبره وأنه لا يرى لنفسه ومن معه من المسلمين صلاة إلا بأن يعقد له الإمام على ناحيته ويوليه إياها ليخرج من حد المتغلبين وبنى مسجدًا جامعًا، ولعل هذا الفاتح كان من أهل أقريطش لا صلة له مع الأغالبة في إفريقية فعمد إلى الخلافة العباسية في بغداد يراجعها مباشرةً لتصح ولايته، والغالب أن سلطة المفرج بن سلام امتدت إلى سائر بلاد أبوليه، ثم قام الأمير سعران وأخرب إيطاليا الجنوبية ووصلت غاراته إلى جنوبي نابل وسالرن، واشتهر بالإثخان في أهلها إلى أن جاء لويز الثاني ملك فرنسا فنزل إيطاليا وفتح بها سنة 871 مدينة بارة، وقتل كثيرًا من المسلمين وبذلك انتهت مدة حكم العرب في بارة بعد أن دام تسعًا وعشرين سنة (842 ــ 871م) ، ولم يخلف المسلمون شيئًا في تلك الأرجاء من آثار علمهم وصنائعهم كما كان منهم في جزيرة صقلية؛ لأن مقامهم فيها لم يطل. فالعرب أنشأوا والحالة هذه إمارة في بارة، وكان العراك بينهم وبين النصارى من أهل جنوبي إيطاليا على أشده من سنة 875 إلى 902م، وأنشأوا إمارة صغرى في سنة 883م في البلاد الواقعة في مصب نهر كاريكليانو Garigliano في بحر تيرين (شرقي غايتا أو بحر طسقانة قديمًا)، ودامت هذه الدولة إلى سنة 915م، واستولت العرب على جنوة سنة 323هـ، ثم رحلوا عنها بعد أن نهبوها ، واحتلال المسلمين إقليم قلورية كان متقطعًا، انتقلت عدة أماكن ومقاطعات منها من أيدي العرب إلى أيدي النصارى وبالعكس، ولم يحتل العرب رومية ولا نهبوها بل بلغوا ربضها في سنة 846م، ونهبوا بيعتي القديس بطرس والقديس بولس وكانتا إذ ذاك خارج أسوار المدينة، وانهال عليهم أهل القرى فاضطروا إلى الرجوع عنها، وبنى الحسن بن علي في ريو Reggio مسجدًا كبيرًا وجعل في أحد أركانه مأذنة وشرط على الروم أن لا يمنعوا المسلمين من عمارته وإقامة الصلاة فيه والآذان وأن لا يدخله نصراني، ومن دخله من الأسارى المسلمين فهو آمن سواء كان مرتدًا أو مقيمًا على دينه، وإن خربوا حجرًا منه هدمت كنائسهم كلها بصقلية وإفريقية وأن الروم وفوا بهذه الشروط كلها، بيد أن مسجد ريو لم يدم .
غير أربع سنين.
.........................................
1- معظم هذه المعلومات عن احتلال العرب جنوبي إيطاليا تفضل بها صديقنا كارلو نالينو أحد علماء المشرقيات في إيطاليا.
2- قلورية: بكسر القاف وفتح اللام وإسكان الواو وكسر الراء والياء، ومنهم من يشدد الياء كما ضبطها ياقوت. ومن جغرافي العرب من سموها قلفرية وهي: Calabre.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|