أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2019
10113
التاريخ: 2024-01-04
1082
التاريخ: 2023-05-26
2125
التاريخ: 23-4-2019
2718
|
كثر المسلمون بمواليهم وبمن دان بالإسلام في كل بلد نزلوه وحكموه، وهاجرت من بلاد العرب قبائل كثيرة نزلت الشام (1) والعراق ومصر وشمالي إفريقية والأندلس والجزيرة، فكانوا الدمنة (2) التي قام عليها أساس تعريب هذه الأقطار العظيمة، وأنشأ أهل الذمة يتعلمون اللغة العربية بحكم الطبيعة، وربما كان من أجمل السياسة في تعريب العناصر فتح العرب للمجوس واليهود والصابئة والنصارى وغيرهم باب الخدمة في الدولة، فلم يكن العرب يأبون استعمال القبطي والفارسي والرومي والإسباني والكاتالاني والبروفنسالي والبرتقالي والإيطالي، فاتحدت مصلحة الموافق والمخالف تحت علم الحرية العربية، وأخلص أهل الذمة القصد للمسلمين فعاشوا في ظل دولتهم الجديدة مغتبطين وتعاون الكافة فكانت هذه المدنية الباهرة. بذت العربية في الإسلام (3) اللغة الفارسية والسريانية في العراق وفارس والرومية والسريانية في الشام، والقبطية والرومية في مصر، واللاتينية في شمالي إفريقية، ولم يمض سبعون سنة حتى أصبحت العربية اللغة العامة في هذه الأقطار، وكان العرب من الغسانيين والتنوخيين والنبطيين والسبأيين واللخميين والتغلبيين مثل الضجاعمة وعاملة وقضاعة ينزلون البلاد المجاورة للجزيرة العربية ويتمازجون بأهلها، حتى إن من قرى الشام ما كان اسمه عربيًّا صرفًا قبل الإسلام، وقد علل ابن خلدون(4)؛ انتشار اللغة العربية بقوله: «لما هجر الدين اللغات الأعجمية، وكان لسان القائمين بالدولة الإسلامية عربيًّا، هجرت كلها في جميع ممالكها؛ لأن الناس تبع للسلطان وعلى دينه، فصار استعمال اللسان العربي من شعائر الإسلام وطاعة العرب، وهجر الأمم لغاتهم وألسنتهم في جميع الأمصار والممالك، وصار اللسان العربي لسانهم حتى رسخ ذلك لغة في جميع أمصارهم، وصارت الألسنة الأعجمية دخيلة فيها وغريبة.»
........................................
1- يؤخذ مما قاله البكري في معجم ما استعجم أن الغالب على أسماء البلاد التأنيث، والمؤنث منها على أحد أمرين: إما أن تكون فيه علامة فاصلة بينه وبين المذكر كقولك مكة والجزيرة، وإما أن يكون اسم المدينة مستغنيًا بقيام معنى التأنيث فيه عن العلامة كقولك حمص وفيد وحلب ودمشق، وكل اسم فيه ألف ونون زائدان فهو مذكر بمنزلة الشام والعراق نحو جرجان وحلوان وحوران وأصفهان وهمذان فإن رأيت شيئًا من ذلك مؤنثا فإنما يذهب فيه إلى معنى المدينة، والأغلب على قيد التأنيث وكذلك بعلبك، وقال الفراء: الغالب على منى التذكير والإجراء، والغالب على فارس التأنيث وترك الإجراء، وهجر الغالب عليه التذكير وربما أنثوها ، وحجر اليمامة مذكر ويؤنث، وعمان الغالب عليها التأنيث، وقباء وأضاخ يذكران ويؤنثان وبدر وحنين مذكران والحجاز واليمن والشام والعراق ذكران ومصر مؤنثة، ودابق يذكر ويؤنث، ومن ذكر قال: هو اسم للنهر، ومن أنث قال: هو اسم للمدينة، وبغداد تذكر وتؤنث.
2- الدمنة: آثار الدار والناس، ج دمن بالكسر.
3- خطط الشام للمؤلف ج1.
4- مقدمة ابن خلدون.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|