أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1707
التاريخ: 27-11-2014
1866
التاريخ: 27-11-2014
6278
التاريخ: 27-11-2014
21510
|
التعريف بالمثل
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26].
إن تعريف أي شيء يتم إما بالحد، أو بالرسم، أو بالمثل. لكن فهم الحد التام، والرسم التام للأشياء يشق على الكثير من الناس؛ إذ أن إدراك الذاتيات ولوازم ذوات الأشياء ليس بالأمر الميسور للجميع؛ أما المثل فهو لا يبين الذاتيات ولوازم الذات، بل إنه يتخذ من الشيء القابل للفهم لدى المخاطب وسيلة للتعريف به. فالمثل يهبط بالمعارف من جهة، ويرفع مستوى تفكير المخاطب من جهة أخرى، وإذا صار مبحث معين في مستوى تفكير المخاطب، فقد أصبح قابلا للإدراك من قبله؛ كما هو الحال عندما يراد التعريف بنسبة الروح إلى البدن، فإنه يضرب المثل القائل: «الروح في البدن كالسلطان في المدينة، وكالربان في السفينة". فتعريفة كهذا لا هو من قبيل التعريف الحدي ولا الرسمي.
فبالرغم من احتواء القرآن على مسائل عميقة، إلاً أنه يصبها في قالب الأمثال كي يتيسر فهم تلك المعارف العميقة للجميع. وكما قد اشير إليه في مقدمة التفسير، فإن سيد الشهداء وأبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقولان: إن لمعارف القرآن أربع درجات وإن نصيب الناس من القرآن متفاوت: «كتاب الله عز وجل على أربعة أشياء؛ على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق؛ فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء عليهم السلام» (1)، إلاً أن جميع مخاطبي القرآن يشتركون في أمر واحد وهو أنهم يفهمون المباحث السماوية؛ وإن كانت درجة الفهم مثل درجة المفهوم غير متساوية لكنهم يدركون - في نهاية المطاف - بماذا يجب عليهم أن يعتقدوا، وماذا يتحتم عليهم أن يفعلوا، وإلى أين يجب أن يذهبوا أو لا يذهبوا.
تنويه: يعتبر الفخر الرازي في أثناء تحسينه للمثل أنه شائع الاستعمال في كلتا اللغتين العربية والفارسية، وبعد استعراضه لشواهد من أمثال العرب يقول: «وأما العجم فيدل عليه كتاب كليلة ودمنة وأمثاله» أي إنه نموذج لضرب الأمثال بين الأعاجم. ثم ينقل قسماً من أمثال هذا الكتاب (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. أعلام الدين، ص303؛ وبحار الأنوار، ج75، ص278.
2.التفسير الكبير، مج 1،ج 1، ص146.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|