المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في اليابان
2024-11-06
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06

POLYPROPYLENE
24-9-2017
مثبطات طبيعية Natural Inhibitors
22-4-2019
مناظرة الصاحب بن عباد في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)
19-10-2019
الايمان والحبّ
2024-09-14
 العملیات الحسابیة في التحلیل الكمي الحجمي:
4-1-2016
الفلسفة
4-7-2016


المرحلة الثانية للولد (7 - 14 سنة)  
  
1474   02:29 صباحاً   التاريخ: 2023-08-03
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : الولد الصالح
الجزء والصفحة : ص 57 ــ 66
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

إن السنوات السبع الثانية، أي: من عمر سبع سنين الى سن الأربعة عشر عاماً، هي سنوات اكتساب الصفات والمواهب والتحصيل العلمي للولد، ففي هذا العمر تتوسع القدرات العقلية للولد ويتلقى العلوم الأساسية، والمسلكيات الاجتماعية، كما أن تركيز الأهل على الولد في هذا العمر ينبغي أن يكون أكثر من سابقه ولا سيما على من يصادق...

وقد أشارت الروايات إلى العديد من الأمور التي ينبغي على الولد تحصيلها في هذه السنوات السبع ومنها:

1- الآداب والأخلاق:

فإن الولد في هذه الفترة صفحة بيضاء يتلقى الآداب والمسلكيات والأخلاق التي يراها لتترسخ في نفسه ويسير على نهجها، وإن الأساس في سلوكه ينبغي أن يبدأ في هذه المرحلة فعلى الوالدين أن يعلما أولادهما الأخلاق والآداب الاجتماعية، ففي الحديث عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: (أكرموا أولادكم وحسنوا آدابهم يغفر لكم) (1).

وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله): (لئن يؤدب أحدكم ولداً خيرٌ له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم) (2).

2- التعلم‏

وأساس العلم القراءة والكتابة، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من حق الولد على والده ثلاثة يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه إذا بلغ) (3).

وعلى الوالدين أن يراعيا تطورات الزمان في تعليم أولادهما، لأن العلوم في تطور وتوسع مستمر، كما أن العلم هو أساس جل الأعمال في مستقبلهم.

3- تعليم الصلاة:

فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (علموا صبيانكم الصلاة، وخذوهم بها إذا بلغوا الحلم) (4).

 وينبغي التنبه هنا إلى تعليم الصلاة في هذا العمر تم تمييزه في الرواية عن عمر البلوغ، فبعد البلوغ يؤخذ بها وهذه عبارة تدل على إلزاميتها وعدم إمكان التراخي فيها، ولكنه قبل ذلك يتعلمها، وهذا يشير إلى أن تعليمه في هذه السن ينبغي أن يكون بالرفق واللين.

4- تعليم القرآن‏

فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (... ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضيء من نورهما وجوه أهل الجنة) (5).

والقرآن هو دستور الحياة ونور القلوب، وهو الكفيل بتأمين المساعدة لمن يعي مقاصده ويلتزم بأحكامه، وحيث إن الولد أقدر على حفظ القرآن الكريم من الكهول والآباء، فمن المهم للأهل أن يرشدوا الأولاد إلى حفظ القرآن وتعلم أحكامه ومعانيه.

5- تعليم الأحاديث الشريفة:

أي أحاديث الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، ولا بد من أن يراعى في اختيار الحديث أن يحتوي على المضامين الصحيحة وغير الملتبسة وليحذر على الولد في هذا العمر من أي تيارات منحرفة، فإن الولد سهل الاقتناع بما يقال له عادة، وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة) (6).

6- تعليم الحلال والحرام‏

ومن الأمور التي ينبغي تعلمها في هذا العمر الحلال والحرام، والأحكام الشرعية الأساسية، فعن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (الغلام يلعب سبع سنين...، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين) (7).

7- السباحة والرماية

والسباحة والرماية من الرياضات المفيدة، وقد ندبت الروايات الشريفة إلى تعليمها للأولاد، ففي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (علموا أولادكم السباحة والرماية) (8).

ضرب الأولاد في هذا العمر

ورد في خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضل شهر رمضان: (ووقروا كباركم وارحموا صغاركم) (9).

إن من الظلم أن يجعل الولد متنفساً للضغط النفسي للأهل، فتصبح طريقة تربيته المتبعة هي الضرب فقط! كالأب المرهق من العمل في خارج بيته، ثم يأتي إلى المنزل ليجد ولده قد أخطأ خطأً ما فلا يتبادر إلى فكره طريقة لتربيته إلا الضرب.

فمن الخطأ والظلم الكبيرين أن يكون الولد ضحية للعقد النفسية التي قد يحملها الأبوان، لذلك نجد الأحاديث الشريفة أشارت إلى أن الضرب ليس هو الأسلوب الأنسب لتربية الولد، فعن أحد أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: شكوت إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) ابنا لي فقال: (لا تضربه واهجره ولا تطل) (10).

فالإمام (عليه السلام) أجاب السائل بأن لا يضرب ابنه بل يتبع اسلوباً آخر للتقريع إذا كان لا بد منه وهو إشعاره بعدم الرضا من خلال هجره، هذا الهجر الذي لا يجوز أن يتحول إلى قطيعة (لا تطل)، بل يأخذ دوره كتأنيب نفسي رادع له لتصحيح مسلكيته.

حدود ضرب الولد

إذا انقطعت سبل تربية الولد ولم يبق إلا الضرب سبيلاً وحيداً لتأديبه في مفردة ما، فيمكن تأديبه من خلال ذلك، لكن ضمن حدود لا يجوز تجاوزها.

وقد حددت الرواية عن حماد بن عثمان ذلك حيث قال: (قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في أدب الصبي والمملوك، فقال خمسة أو ستة وأرفق) (11).

فلا يكون الضرب مستمراً وكثيراً لأكثر من خمسة أو ستة، كما لا يكون شديداً بل برفق لا يصل إلى حد تغير لون بشرته نتيجة الضرب إلى الأحمر أو الأسود... فضلاً عن التسبب بأذيته من جرح أو كسرٍ والعياذ بالله.

فإذا تجاوز هذا الحد وجب عليه دفع الدية لولده، وسنشرح فيما يلي هذه الدية.

دية الضرب‏

لقد جعل الشارع ديّة للضرب القاسي الذي يستعمله بعض الأهل مع أبنائهم، عقاباً لهم على ما اقترفوه بحق الأولاد، ولتوضيح الديات قسمنا الضرب إلى ثلاثة أقسام ضمن الجداول التالية:

 دية ضرب الوجه (12):

الحالة                                                                             الدية بالذهب

إذا احمر الوجه                                                              5,4 غرام

إذا اخضر الوجه                                                            10,8 غرام

‏‏‏إذا اسود الوجه                                                              21,6 غرام

‏إذا تقشر الجلد من دون إدماء (بما يشبه الخدش)                       الدية بالبعير ـ بعير     

إذا دخل الجرح في اللحم يسيراً                                              بعيران

إذا دخل الجرح في اللحم كثيرا ولم يبلغ الجلدة الرقيقة المغشية للعظم     ثلاثة أبعرة    

إذا دخل الجرح في اللحم كثيرا وقطعت الجلدة الرقيقة المغشية للعظم     أربعة أبعرة

‏الجرح إذا ظهر منه بياض العظم‏                                            خمسة أبعرة

دية البدن (13):

الحالة                                                         الدية بالذهب

إذا احمر البدن                                                2,7 غرام

إذا اخضر البدن                                              5,4 غرام

‏إذا اسود البدن                                               10,8 غرام‏

‏‏وأما الجرح في البدن فتختلف ديته بحسب موضعه من الجسد، وفيه تفاصيل كثيرة تراجع في كتب الفقه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 101، ص 95.

2ـ المصدر السابق.

3ـ مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 166.

4ـ المصدر السابق، ص 169.

5ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 49.

6ـ وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج 17، ص 331.

7ـ مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 165.

8ـ وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج 17، ص 331.

9ـ مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج 10، ص 399.

10ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 101، ص 99.

11ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 7، ص 268.

12ـ تحرير الوسيلة، الامام الخميني، ج 2، ص 535 ـ 536.

13ـ المصدر السابق، ص 536، (طبعة دار المنتظر). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.