أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-22
1138
التاريخ: 2024-11-08
374
التاريخ: 2023-08-17
1011
التاريخ: 11-9-2016
1777
|
وكل ما رددنا عليه آنفًا هو رأي الشعوبي لامنس المؤرخ المحابي، كما لقبه بعض علماء أوروبا، وما فتئ يُضعف من شأن أكبر مؤرخي العرب أمثال الطبري، والبلاذري، وابن سعد، والأصفهاني، وابن الأثير ، وابن خلدون، وأبي الفداء، ويوثّق بعض القصاص الوضاع. هؤلاء المؤرخون يغمز قناتهم لامنس البلجيكي بينا هيس السويسري (1) يأسف لتساهل المسلمين في دراسة هذه المدنية الإسلامية البديعة التي يُعجب بها علماء المشرقيات، لما يقرءون من آياتها في كتب مشاهير المؤلفين أمثال ياقوت، والبيروني، والخوارزمي وابن خلدون إلخ، قائلا: إن المسلمين يزهدون في مدنيتهم ليتمثلوا نصف تربية أوربية في المدارس التي قلما تهتم بتعليمهم عظمة الآداب التاريخية والجغرافية والعلمية التي خلفها أجدادهم. ا.هـ. لامنس الشعوبي البلجيكي يُسقط من شأن مؤرخي العرب، كما يُسقط من شأن علماء الإفرنج، وبراون (2) الإنجليزي يقول: إن كتب العرب في التاريخ أوسع الكتب وأدقها، ويرى أن التاريخ في بعض المؤلفات العربية لم يُكتب على نسقه في أوروبا، ويذكر بالإعجاب ابن خلدون، وابن الأثير، والطبري، والفخري، وغيرهم، قال: وفي باب العلم والفلسفة والأخلاق نجد من المؤلفات ما لا يوجد له مثيل. يطعن الشعوبيون بكتب العرب، ويطعنون أيضًا بكتب الإفرنج المنصفين للعرب، وكلما أوقدوا نارًا للفتنة أطفأها العلماء بوثائق كثيرة تصفع النافخين في أبواق الشقاق، وتقضي على أماني الدجاجلة(3) المشعوذين، ولقد كتب أحدهم مؤخرًا يقول: فُطر الإسلام على الفناء(4) فهو يبني ولا يعرف الاحتفاظ بما بنى، وشعوره متحرك متحول، هذا ومع يحتفظ على تعاقب القرون بتقاليده البدوية وينكر المدنية، لكنه يقبل الانتفاع من الآلات والأدوات الجديدة، قال: وتنوعت المرادات التي أحدثها الإسلام في حواسنا الغربية، ولطالما شعر لوتي من أدباء فرنسا» نحو المسلمين بعاطفة شديدة، وشهد لهم في كتبه وفي حياته العامة الشهادات الحسنة، فكان المدافع عن تركيا، وقام في حياته الخاصة على تعهد مسجد له أقامه في داره في روشفور، وبلغ من تأثير الإسلام في إيبنهارد أن دان به مختارا، ثم تطرق إلى ما بدا في كتب الأخوين تارو Tharaud وهما من أكبر كتاب فرنسا، من العطف على الإسلام، ولا سيما في مؤلفاتهما «العيد «العربي»، «الحرب في أشقودرة ألبانيا»، «طريق دمشق»، «رباط الفتح أو ساعات في مراكش»، «رباط ومراكش»، «فاس وأهل المدن في الإسلام»، وقال: إنه ظهر تبدل في عاطفتهما في هذا الكتاب الأخير، بالقياس إلى أول كتاب كتباه في الإسلام منذ عشرين سنة، فأخذا يعمدان الآن إلى طرق النقد والسخرية أحيانًا بما يريان من مدنية إسلامية إلخ، وختم بقوله: نشأ الإسلام في أصقاع مشمسة، فكان دين الشعر والخيال والبطالة، ولما كان الحظر من أهم قواعده، قضى على أهله بالجمود بل بالموت، وقد عُرف الإسلام بتذوق الحاضر والمعجل والزائل، وبالتجاهل المقصود من البقاء، وبعقيدة القضاء والقدر، فكان مخربًا هائلًا، وقال: إن العربي يوحي إلى الذهن صورة الطفل الذي يبني على شاطئ البحر قصرًا من الرمل، والرسام الذي يتلف عينيه بتزيين غرفة مظلمة، أو المطرّز الذي ينسج بالذهب والفضة قطعة لا قيمة لها. ا.هـ. هذا الشعوبي يتحامل على الإسلام فيرميه بالتعصب وقلة المسامحة وعدم ائتلاف من يدين به مع من يخالفه في عقيدته، يزعم أنه عدو المدنية الأزرق، كلام من أنطقه الهوى وأعوزته الحجة لتأييد دعواه المزوّرة، تقرأ في تضاعيفه المكر، وفساد الذمة، ومقاومة البديهة. وليوتي من أعظم رجال فرنسا الذين عرفوا الشرق معرفة حقيقية، يقول من مقالة له أخيرة: وإذا كان فريق من ذوي الأغراض الملتوية، يزعم أن الإسلام يبعث على التدمير والفوضى والتعصب، فإني بصفتي رجلًا قضيت بين المسلمين مدة من الزمان في الشرق والغرب ولم أكتفِ بما قرأته عن الإسلام في الكتب، أقول: إن جميع تلك المزاعم لا نصيب لها من الصحة».
..........................................
1- مجلة المقتبس م2.
2- جمع دج َّ ال، والدجال: الخداع، وأصل الدجل الخلط، ويقال: دجل إذا لبس وموه.
3- المجلة العالمية (آب 1391) La Revue Mondiale.
4- مجلة لا مارش دي فرانس، تعريب جريدة الأهرام.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|