لعلنا نلحظ إتجاهين في هذا المجال:

1-الفهرسة الموضوعية.

2- البحوث الموضوعية.

لعل أول من قام بالفهرسة الموضوعية للآيات العلامة المجلسي (ت  هـ) حيث يذكر في بداية كل باب الآيات المتعلقة به، وهذه فهرسة موضوعية، ثم بعد أكثر من قرن جاءت محاولات أكثر دقة كان من أبرزها (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبد الباقي طُبع (1939). ثم جاءت محاولات على مستوى الفهرسة، وعلى مستوى المواضيع.

ثم جاءت محاولات الشيخ أمين الخولي الذي يُعد المنظر الأول للتفسير الموضوعي إذ يقول: (يفسر القرآن موضوعاً، وأن تجمع الآيات الخاصة بالموضوع الواحد جمعاً إحصائياً مستقصياً، ويعرف ترتيبها الزمني ومناسباتها وملابساتها الحافة بها، ثم يُنظر فيها بعد ذلك لتفسر وتفهم فيكون ذلك التفسير أهدى إلى المعنى)^[1] وقد عدهُ حكمت الخفاجي أنه أول المنظرين للتفسير الموضوعي، أما في مجال التطبيق العملي فأجاد الدكتور محمد خلف الله أحمد في كتابه (الفن القصصي للقرآن الكريم) حيث وصفهُ الخفاجي بأنه ترجمة جيدة لما نادى به الخولي^[2] ثم أخذ يسرد المحاولات في هذا المجال وإسهامات أصحابها في ذلك فليراجع^[3]. وفي الوسط الشيعي أول من قام بهذه المحاولة الشيخ جعفر السبحاني في كتابه (مفاهيم القرآن) وعرض لنماذج موضوعية في ثمانية أجزاء نظَّر للتفسير الموضوعي في آخر الأجزاء.

وتأتي محاولة السيد محمد باقر الصدر (1400هـ) بعدها زمنياً إلا أنها رائدة في أسلوبها فكرياً كما في (السنن التاريخية في القرآن)، (المجتمع الفرعوني) ثم فتح المجال لتلامذتهِ في السير على خطاه أمثال السيد كمال الحيدري وأبحاثهِ الموضوعية  (العصمة في القرآن)، (الإمامة في القرآن)، (التقوى في القرآن). ثم جاءت محاولات الشيخ مكارم الشيرازي في (نفحات القرآن). وكذلك أبحاث الشيخ محمد مهدي الآصفي في سلسلة (رحاب القرآن) والتي تتضمن عشر حلقات^[4].

^[1] أمين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية، مادة تفسير 5/368.

^[2] د. حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي للقرآن ص38.

^[3] ظ. حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي للقرآن ص39-48.

^[4]الآصفي، محمد مهدي، (في رحاب القرآن). عشرة حلقات قم 1424.